بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد.
أشار إليهم الشاعر بقوله:
نفسي وشيطاني ودنيا والهوى*** كيف الخلاص وكلهم اعدائي
قيل :إن المقولة لـ: ابي بكر الصديق رضي الله عنه ، و قد تتناسب مع حديث: المؤمن بين خمس شدائد.
وقيل: هي لـ: أبو الحسن الرازي أنه رأى والده في منامه بعد موته بسنتين وعليه ثياب من القطران فقال له: ياأبي مالي أرى عليك هيئة أهل النار ؟ فقال: ياولدي جذبتني نفسي إلى النار ، فاحذر ياولدي من خديعة نفسك:
إني ابتليت بأربــــــــع ماسلطوا *** الا لشدة شقوتــي وعنـــائي
ابليس والدنيا ونفسي والهـــوى *** كيف الخلاص وكلهم أعدائي
وأرى الهوى تدعو إليه خواطري*** في ظلمة الشهوات والآراء
وتنوع ذكر النفس في القران الكريم الى عدة أنواع منها.
فالنَّفس مؤنثة إن أريد بها " الرُّوح " وتجمع على أنفس و نفوس؛ لكن النفس غير الروح حسب علمي فالروح عالية والنفس هابطة .
والنَّفس المرادة هنا هي:
1 - النفس الأمارة بالسوء: و هي التي تأمر الإنسان بالسيئات ، و التي قال عنها القرآن الكريم : { وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [سورة يوسف ، الآية : 53].
اذا كنت في نعمة فارعها*** فإن المعاصي تزيل النــعم
وحافظ عليها بشكر الإله*** فإنّ الإله شديـــد النقــــــم
فمن الضروري على الانسان أن يهيّئ نفسه للطاعة، ويجنّب نفسه العصيانويخل في زمرة النفس اللَّوامة : و هي التي تندَم بعد ارتكاب المعاصي و الذنوب فتلوم نفسها و التي قال عنها القرآن الكريم : { وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ } [سورة القيامة ، الآية : 2]..
ويسارع الى التوبة والرجوع قال تعالى: {إنّ الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدّونهم في الغيّ ثم لا يقصرون} [سورة الأعراف: آية 201 ـ 202].
يحفظ لسانه لقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه:حين سأله معاذ : أوإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟" قال: ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم "أخرجه الحاكم.
لسانك لا تبدي به سوأة امرئ *** فكلك سوءات وللنــــاس ألسن
قال تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصبر}( سورة العصر: آية 1 ـ 3).
وقد يغتر العاصي بما يرى من تأخير العقوبة، ألا فلا يغترر لذلك.
فلربّ معصيــــةٍ أتاك عقابها *** من بعد لأي حيــــن تلهو غافلاً
فاحذر عقاب الذنب حين أتيته *** واقلع عن العصيان إن تك عاقلاً
هذي ديار الظالمــين بلاقعــــاً *** مـن بعد ما كانت ثوىً معــــاقلا
وفي الآية: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً} (سورة النساء: آية 11).
فلا يفوت الانسان هذا الغفران الذي وسع كل شيء.
ولقد عجبت لهالكٍ ونجاته *** موجودة ولقد عجبت لمن نجى
2- المغريات والمهلكات الأخر وكيف ينجو الانسان منها؟.
وهي جامعة لما تبقى من المغريات (الدنيا والشيطان والهوى) وهذه تأتي من أمراض منها.
حب الجاه: وهو التطلع للوصول الى مقام مرموق، أومنصب خطير ومكانة إجتماعية رفيعة.
العجب: ومعناه: أن يرى الإنسان لنفسه كمالاً من غير فرق بين أن يكون متخيله حاصلاً له أم مجرّد خيال!. والاسلام ذم ما يخالف هذه الفطرة لأنه يشل القوى الخيرة.
الغُرور:الغرور هو شعور بالعظمة والتعالي وتوهم الكمال ، بحيث يرى صاحبه في نفسه القدره على كل شيء وهو الجانب السلبي للثقة بالنفس! عكس التواضع الذي هو الجانب الايجاببي للثقة بالنفس! والغَرور( بالفتح) يطلق على الشيطان أيضاً.
والغرور سواءً كان مالاً أو جاهاً أو علماً أو عملاً،أو بسلطاناً، أوقوة أو غير ذلك... فالغرور مذموم، ـ والغرور كذب وخلاف الواقع. ولذا ذمّه الإسلام ذمّاً قارصاً، وأرصد له أكبر قدر من التنفير والذم. قال الله تعالى: {... فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور...}( سورة لقمان: آية 33 {ولا يغرنّكم بالله الغَرور} والغرور هنا هو الشيطان.
ولأن الخير لا يحصل بالأُمنية، والشر لا يذهب بالاُمنية ، وهذه الأماني هي التي تحول بين الانسان وبين الطاعة ، وقد ذهبت الفرصة، واذا بهن عوانس وبهم كهولاً فيقولون:
ألا ليت الشباب يعود يوماً*** فأخبره بما فعل المشيب
والجواب: ليت، وهل ينفع شيئاً ليت؟.
هل عرفتم الآن الأعداء هؤلاء ؟ إبليس والدنيا والنفس والهوى .. كلهم يتربص بنا لنبتعد عن الحق والهدى ؛ولذلك يجدر بنا أن نضع لنا الخطوط الواضحة للدفاع ضد هذه الأعداء التي لا تفتر عن عملها.
التوقيع
أدين بدين الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني
ابن العربي
احسنت وما اروع ماقال سيدنا الشافعي في هذه القصيدة
الم يقل رب العزة في كتابه الكريم (يابني ادم لاتعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين)
فهو عدو فالنحذر
بوركت سيدي