أنا غابة .. والحب بعضُ ذئابي
فتمهلي، لا تطرقي أبوابي
استطلعي -قبل الدخول- مشاعرا
مجهولة الإشجار والأعشاب
لا تفتحي قفصا بصدر خلفه
ذئب سجين خطئتة وعقاب
للذئب عينان تقدس فيهما
لون بريء ساحر الألباب
وله فؤاد جائع متعطش
لكنه متماسك الأعصاب
فيمر من جنب الفريسة هادئا
متجاهلا، في عفة المحراب
فإذا استدار وأيقنت من مكره
قالت له : كلني، بدون عتاب
ذنب البراءة أن تجاور من به
تتحرش الأصلاب بالأصلاب
خطط الذئاب نبيلة وسلوكها
متحضر، في غاية الإعجاب
تغري التقي المستجير مصليا
والمؤمنين بسنة وكتاب
أنا لست مسؤولا وأنت غزالة
إن عض جيدك مرة أنيابي
إن شم قلبي من حنينك لونه
هذا الذي في حمرة العناب
فالويل لي .. فلقد نصحتك سابقا
والآن طعمك قد أثار لعابي
تتوسلين بأن أفوت وليمة
في تركها موتي وكل عذابي
عريت قلبي كي تفري من دمي
ويلوذ وجهك عن فمي بحجاب
فلتهربي قبل اكتمال شهيتي
فيصير ما أخشى عليك ، ذئابي
إني أحبك غير أن طريقتي
فالحب مثل طريقة القصاب
ولتغلقي هذا الحوار فإنه
مفتاح دهليز من الأغراب
لن تخرجي منه وقلبك سالما
فتقدسي عنه بأي غياب
قدوسة ومن الحضيض مشاعري
فالله في مطر يحب ترابي
لو جئت في زمن قديم قبلما
يتحول الحقل الكريم لغاب
لفرشت ظل محبتي ومباهجي
وعصرت قلبي خمرة الأحباب
يا طعم حبك كم مثير للهدى
لكنني نصب من الأنصاب
لم يبق مني غير حفنة أدمع
فوق الضحية ترتوي بثيابي
عودي إلى عينيك فهيَ نبية
تحميك من شر الهوى الكذاب
والحب فيها مكْرم ومنزه
من أن يمس بفتنة ومصاب