دكتور كريم الربيعياللغة العربية بين السائل والمسؤول
التكرار في القرآن الكريم
-
-
-
-
هذه الظاهرة بارزة في القرآن فقد تعرض لها المفسرون والبلاغيون بالبحث منذ حقبة مبكرة، وبينوا جزءا من أبعادها ودلالاتها على اختلاف مواقعها، كما حاولوا التعرف الى محاورها وأنماطها التي تمثلت في تكرار حروف وكلمات وتكرار بدايات وفواصل وتكرار جمل وآيات وتكرار قصص وأنباء.
الا أنهم اختلفوا في دلالة توظيفها فانقسموا على فريقين:
الأول رأى في التكرار ظاهرة ملحة يرتكز عليها القرآن الكريم في بنيته لاسيما إن من وظائفه : البلاغة وتأكيد المعاني المقصودة من الالفاظ المكررة.
والفريق الآخر: نفى التكرار من القرآن الكريم جملة بادعاء عدم الفائدة من تكرار اللفظ نفسه في السياق نفسه للمعنى نفسه، فحتى لو كانت الالفاظ مكررة فانها تدل بنظرهم على معان مختلفة.
والحقيقة أن كلام الفريق الثاني لا ينسجم مع الواقع العلمي ويبتعد من فهم أساليب التعبير، لأنها ظاهرة مقصودة لتحقيق إحدى الفوائد الآتية وغيرها:
1- التوكيد
2- زيادة التنبيه على المعنى المكرر
3- التهويل أو التعظيم
4- أو لنكتة ما
ولذلك لا يمكن أن نحمل هذه العبارة التي تكررت كثيرا في القرآن الكريم وهي قوله تعالى: ((وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)) في أكثر من موضع على معنى جديد في كل موضع ترد فيه غير معنى واحد وهو توكيد هذا الامر الذي يعد مهما في عرف العقيدة الاسلامية والقرآنية، حتى ليتبادر الى ذهن المتدبر وقارئ كتاب الله والمنصت الى آياته ذلك المعنى الذي يشير اليه النبي صلى الله عليه وآله (( الصلاة عمود الدين )) ولا يمكن أن نحمله على معنى آخر.