طائِر الرّوح هيْمانُ أنا مِن وحْشَتِها. أهْتَدي بِالنّجْمِ وَمُعَذِّبَتي بِلا ساحلٍ. كَمْ نادَيْتُها يا بحْرُ. تأخّرتْ عنْ زِيارَتِي أوْ لمْ تَفِ بِالْمَوْعِدِ. اَلْقلْبُ يَرْسُمُها أيائِل. تأخّرتْ يانَسْري والرّوحُ ما انْفَكّتْ تقْرَأُها في اللاّوَعْيِ. كمْ كتَبْتُ لَها مِن مَنْفايَ. حَدّثْتُها فِي الْحُلْمِ كقَصيدَةٍ. وكَمْ نادَيْتُ.. لَعلّها لَمْ ترَ الصّورَةَ لَمْ تقْرأْ لِيَ أوْ لا تذْكُرُ منْ أنا. هِيَ الأمُّ.. تأْخُذُنِي إلَى رَحِمِها الْكَوْنِيِّ. عيْناها علَيَّ شَجَرُ الْقَلْبِ. أهِيَ غيْبٌ.. هِيَ الْعَنْقاءُ؟ أوْ مُقَدّرٌ أنْ لا أراها ؟ تَمْتَدّ ُأفْرُعُ شَعْرِها النّهارِيةُ علَيّ فِي قاعِ لَيْلٍ. ظِلالُها في كُلِّ الْجِهاتِ تَجيئُ. ولا أدْري مِنْ أيْنَ. هذا البُعْدُ يُقَرِّبُني مِن الرّؤْيَةِ.. أنا أطْلبُ حفْنةَ ماءٍ والدُّنُوَّ مِن الْحضْرةِ. وما دُمْتُ لَم أصْبأ معَها فلَن أحْضى بالرُّؤْيَةِ أوْ أفوزَ بالحنّةِ لنْ أعْثُرَ على صاحِبٍ على أخٍ أوْ وَطَنٍ وَلنْ يَصُدّنِي عنْ هذا شيء ولا مُسْتقَرّ لِطائرِ الرّوحِ. هذا هُو الْوَجَعُ وهذا نَشيجُ غُرْبةِ القَصيدَةِ. إذْ حيْثُما ولّيْتُ وجْهِيَ أسْألُ.. إنْ كُنْتُ على وشْكِ أنْ أصِلَ أوْ كانتْ تقْتَرِبُ لِهذا أُقيمُ الليْلَ. لأنِي مَدْعُوٌّ إلَى فرَحٍ.. مُسافِرٌ إلَى وَطَنٍ في إِرَمَ. وإلاّ كيْف أقْتَرِبُ مِنَ الدّفْءِ؟.. هذا هُو الْوَجْدُ. لوْ تَنْفُخُ فِيّ يااَللهُ .. عسايَ أبْقى حيّاً وأراها. وتَجَلّيها في حُضوري أعَزُّ ما يُطْلَبُ أيُّها الغِيابُ. السِّدْرَة لا منْظورَةٌ ورَغْبَةً فِي الْمَعْرِفَةِ مُسافِرٌ ولا أتَوَقّفُ. لَها فِيّ غابَةُ رُموزٍ وغُرْبَتانا ياطائري واحِدَةٌ وأنا غامَرْتُ.. حتّى أرى أوْ أصِلَ. أعِنّي يارَبُّ على الرُّؤْيَةِ.. هذا عطَشي الْحِسِّيُّ.. رُؤْيَتُها بَحْرُ لَذّةٍ يَسْتَحْوِذُ على هاجِسي. توَحّدتْ فِيّ الصّورَةُ كَامْرَأةٍ تقْرأُ الشِّعْرَ.. لَها في نَفْسي مُلْتَقى أنْهُرٍ أراها كَنْزاً أمامي وحَقِّ الْهَوى. تَحْتَلُّني كَأنّما بِيَ مَسٌّ تتَقَمّصُ أحْرُفَ كُلِّ ما أكْتُب.. في حظْرَتِها تسْتَحْيي الشّموسُ وتَفيضُ روحي أنا إلَيْها مُسافِرٌ.. أقْرأُها في الشِّعْرِ غَيْباً. ولا أدْري إنْ كانتْ تَحْفَلُ بِيَ أوْ تَرانِي. تتَحَقّقُ أمامي كَأنّما أصْطادُها فِي سَوادِ لَيْلٍ. اَللهُمَّ اجْعَلْ عَليَّ نارَها في هذا اللّيْلِ نوراً. لَها في الْكَوْنِ بَلاغَةُ أبْحُرٍ. لا أدْري لِماذا أُفَكِّرُ فيها بِهذا الإلْحاحِ وأثْملُ ساهِرا ً.. في انْتِظارِها مُقَرَّحَ الجَفْنَيْنِ بِسَنَواتِي السِّتين؟ لَعَلّ هذا لِأنّ نَهاراتِها فِيّ.. تُحَدِّثُ أخْبارَها أوْ رُبّما لأِنّها كُلُّ ما بَيْنَ يَدَيَّ . لَو أنّْ مُعَذِّبَتِي بَدتْ.. لاِمْرئِ القَيْسِ ابْنِ حُجْرٍ لَمّا قالَ: (مُرّا بِي على أُمِّ جُنْدُبٍ) بنسِلْفانيا / أميريكا
تسجيل مرور أوليّ ولي عودة لهذه النثريّة الرّائعة.
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ: سيِّدةً حُرَّةً وصديقاً وفيّاً’ لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن ومُنْفَصِلَيْن’ ولا شيءَ يُوجِعُنا درويش
ارتعاشات قلبٍ .. و خلجات نفس عاشقة.. علّ أم جندبٍ يحنّ قلبها على الولهان ذات حنين.. محمد الزهراوي أبو نوفل إضمامة حب لقلبك الرائع، و وارف المحبة
تجليّات في محراب الشوق ، رصفت لغة من مرمر المجاز وصهيل الشغف .. القدير محمد الزهراوي مصافحة حرفك الفتيّ نزهة فكرية ولاأروع مودتي والبيلسان .
حروفك هزت أعماق السطور فجاءت النثرية لوحة بديعة رسمها قلمك بإتقان كل التقدير والمودة
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ ( المتنبي )
مطر لهفة حرى اشك انه سينقطع بعد البوح وهو ماطر من غيمة تغمز كل الغيوم بسعة اللهفة أقْرأُها في الشِّعْرِ غَيْباً. ولا أدْري إنْ كانتْ تَحْفَلُ بِيَ أوْ تَرانِي. تتَحَقّقُ أمامي كَأنّما أصْطادُها فِي سَوادِ لَيْلٍ. اَللهُمَّ اجْعَلْ عَليَّ نارَها في هذا اللّيْلِ نوراً. لَها في الْكَوْنِ بَلاغَةُ أبْحُرٍ. دم لهفانا كي يدوم انثيال الابداع تقديري
دِيمَة سمحةُ القيادِ سكوبُ مستغيثٌ بها الثرى المكروبُ