خذلوك يا قلبي فكيف تؤوبُ .. لتشمَّ ثوبك إن نعاهُ الذيبُ
ما أنصفوا ، علموا بأنك أوحدٌ .. في النائبات ، وما سواك غريبُ
فتجاهلوا الماضي ، وألحن سعيهم .. فبكت على الوقت الثمين طيوبُ
يا ربما تحكي المدامع أنفسٌ .. لكنّ قلبيَ في الهوى يعقوبُ
أسفي عليك ، وليس من أسفٍ على .. مَن ضيّعوك ، وغالهم ترهيبُ
عدموا مقامات البلاء وأنت مَن .. قلتَ اصبروا ، إنّ الضمير رقيبُ
فهناك فرقٌ أن يحبك بُلبُلٌ .. أو يملأ الرأيَ المَعيبَ نعيبُ
لا يُضرحُ القبرُ اليتيم وحوله .. وعدٌ يكفكف لحدَهُ عرقوبُ
خذلوك فاقبض يا فؤاد بلحيتي .. لو عاد من قيم الوفاء نصيبُ
عُدْ عَلَّ تبسم للحياة مداركٌ .. عُدْ لا عليك – أخا الأسى – تثريبُ
حتى وإن غاب الحسود منازلي .. أو راح يهزأ بالبيان كذوبُ
فالحسن أنت ، زيانُ كل خريدةٍ .. يحنو على فمها الشذيّ نسيبُ
ولأنت بَدء بلاغتي مع حكمتي .. في كل حال للكبار ربيبُ
تفنى جراح الراحتين بلمحةٍ .. وكلوم قلبي ما لهنّ طبيبُ
خذلوك يا قلبي متى ستؤوبُ .. هل ترتجي الهمسات حين تغيبُ ؟
للسِّلم أهلٌ ، ليس يفقه كنهه .. إلا أديبٌ شامخٌ وأريبُ !!
أم أنت تنسى ما يقول فرزدقٌ .. في يوم أبرق والسحاب كئيبُ ؟
والبحتريّ ، وأخطلٌ مع حافظٍ .. وابنُ المعرّة إذ نعاهُ حبيبُ
هم كلهم رزقوا الصَّبابة والعنا .. فتملّك الوجهَ النديَّ شحوبُ
حتى تبسّم للبديع مُدامُهم .. فهفا إليهم مخلصٌ ولبيبُ
إيقاعهم ينفي الهدوء كأنه .. صخب الربيع ولطفه المحبوبُ
خذلوك يا قلبي علامَ نعيبُ .. شظفَ الخريفِ ، وينحني التهذيبُ
جوّ السموات اكفهر ملوّحًا .. للظاعنين ، فهل عساه يخيبُ ؟
ترتاد أجناسَ العتابِ جماجمٌ .. ويشفُّ راوية اللقاء لغوبُ
والأمر دُبّر بالنهار وحسبه .. لِفَمِ المرارة ذوقه منسوبُ
أمرٌ إذا قيس الظلام بوهمه .. فلقال عنه محيّرٌ وعجيبُ
فاسألْ نواعيرَ الهموم متى انتهى .. دفْق الدماء ، ليستفيق نخيبُ ؟
هل سايرَ الأملاكَ شكٌّ خلسةً .. أم في اليقين مجاملٌ شِرّيبُ ؟!!
هذي وتلك ولا ستار لمسرحٍ .. إن مرّهُ هزلٌ هجاهُ خطيبُ
قلباه وعدًا لن أعود مغازلًا .. سكينَ معتكفٍ بكتْه ذنوبُ
كي لا ترى الخذلانَ يعزف تارة .. أخرى ، ويشقى بالُكَ المنهوبُ
فاعدلْ فديتك عن درابين المَها .. فالعدلُ عذلٌ ، والقريبُ غريبُ