القرائية نوع من التعليم المبرمج أو تكاد
(1)
إن التعليم المبرمج ينهض على شيئين بعد تحديد الأهداف:
تحليل المهارة موضوع التعلم وتقسيمها مراحل وتحليل سلوك المتعلم وتقسيمه تقسيما يلائم أقسام المهارة، وإلزام المتعلم باتباع الإجراءات التحصيلية المحددة.
وكنت عرضت إلماحة من ذلك في مقال "القرائية والتعلم النشط والبرمجة اللغوية العصبية والتربية الدولية"، وهنا أفصل المسألة تفصيلا يوضح البرمجة في القرائية؛ فمن يتأمل الأدلة الإرشادية للقرائية يجد هذا الأمر واضحا كل الوضوح.
كيف؟
تجد المهارات المتعلمة محللة ومقسمة ومحددة الإجراءات الواجب اتباعها في طرق تدريس الضعاف، وفي تدريس المبتدئين التي تعتمد مبدأ الخبرة وتعليم الكبار؛ مما يجعلها طرق تدريس متميزين.
كيف؟
تتضح طريقة تدريس الضعاف في دليل المعلم/ة 2014م لـ(برنامج تحسين مهارات القراءة والكتابة لتلاميذ الصفوف العليا بمرحلة التعليم الأساسي "المستوى أ").
ماذا نجد في هذا البرنامج؟
نجد أن تدريس الحرف يمر باثنتي عشرة خطوة جاءت في ص5-6 تحت عنوان "عناصر أساسية" كالآتي:
(1- يتعرف اسم الحرف بأشكاله كافة.
2- يتعرف الحرف في مواضع مختلفة في كلمات مكتوبة.
3- يميز صوت الحرف سمعيا في كلمات.
4- يميز موقع صوت الحرف سمعيا أول الكلمات أو وسطها أو آخرها.
5- يميز صوت الحرف سمعيا مع حركات الضبط القصيرة.
6- يميز صوت الحرف سمعيا مع حركات الضبط القصيرة والمد في كلمات يستمع إليها، وينطقه مضبوطا.
7- يدمج أصواتا لتكوين كلمات سمعيا.
8- يحلل كلمات إلى أصوات.
9- يدمج أصواتا، ويقرأ كلمات.
10- يقرأ الأصوات المتضمنة في كلمات، ويكتبها.
11- يقرأ كلمات قراءة سريعة وصحيحة ودقيقة.
12- كتابة كلمات كتابة سريعة وصحيحة ودقيقة).
هذا فقط؟
لا.
وماذا أيضا؟
في كل خطوة من هذه الخطوات الاثنتا عشرة تنفذ خطة ثلاثية المراحل، هي: أنا أتعلم، أي أن المعلم يشرح والمتعلمون يستمعون، وهذا ما يعرف بالنموذج. ونحن نتعلم، أي أن الحوار يدور بين المعلم والتلاميذ فيؤدي تلميذ أو تلاميذ المهارة بإشراف المعلم، وهذا ما يعرف بالممارسة الموجهة. وأنت تتعلم، أي يؤدي المتعلم المهارة وحده، وهذا ما يعرف بالممارسة المستقلة.
وهذا ما تنهض عليه طريقة تعليم الصف الأول أيضا كما يوضحه دليل الصف الأول في "جدول محتويات أنشطة مهارات تنمية القراءة للصف الأول الابتدائي" الممتد من ص16 حتى ص25 في الجزء الأول والجزء الآخر، فإن كل حرف يدرس في مراحل كالآتي:
(المرحلة الأولى:
1- يتعرف اسم الحرف.
2- يتعرف أشكال الحرف كافة.
3- يتعرف شكل حركة الضبط الفتحة، وتأثيرها في صوت الحرف.
4- ينطق صوت الحرف مضبوطا بحركة الضبط الفتحة في أشكاله كافة.
5- يتعرف صوت الحرف ممدودا بالألف.
المرحلة الثانية:
1- يميز صوت الحرف عند استماعه له.
2- يتعرف شكل حركة الضبط الضمة، وتأثيرها في صوت الحرف.
3- ينطق صوت الحرف مضبوطا بحركة الضبط الضمة في أشكاله كافة.
4- يتعرف صوت الحرف ممدودا بالواو.
المرحلة الثالثة:
1- يتعرف الاتجاهات الصحيحة لكتابة الحرف.
2- يتعرف حركة الضبط الكسرة، وتأثيرها في صوت الحرف.
3- يميز صوت الحرف مكسورا عند رؤيته أو استماعه له.
4- يتعرف صوت الحرف ممدودا بالياء.
المرحلة الرابعة:
1- ينطق صوت الحرف مضبوطا بحركة السكون في وسط ونهاية الكلمة.
2- يتعرف حركة الضبط السكون، وتأثيرها في صوت الحرف.
3- يكتب الحرف.
المرحلة الخامسة:
1- يميز صوت الحرف بحركات الضبط المختلفة (الفتحة، والضمة، والكسرة، والسكون) تمييزا صحيحا عند استماعه إليه.
2- يميز شكل الحرف بحركات الضبط المختلفة (الفتحة، والضمة، والكسرة، والسكون) تمييزا صحيحا عند رؤيته له في أشكاله كافة).
وقد تدمج بعض الخطوات في بعض الحروف فتصبح المراحل أربعة، وقد تزداد خطوة دمج أصوات لتكوين كلمات، وخطوات أخرى لكنها تتكرر فتلمس الثبات والتكرار واضحين.
(2)
وكما وجدنا تحليل المهارة وسلوك المتعلم نجد النص الملزم المعلم باتباع الأمر المرسوم الخطوات والمحدد الإجراءات على الرغم من أن أدلة المعلم في اللغة العربية في الصفوف الدراسية المختلفة بدءا من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الإعدادي لا تجعل مادتها شيئا ملزما للمعلم، بل تجعلها شيئا استشاريا استئناسيا تتيح له أن يبدع وسيلته التعليمية مستعينا بها.
أما الأدلة القرائية فشأنها شأن آخر؟
لماذا؟
لأنها تجعل المعلم مبرمَجا بفتح الميم، فتحدد له الأهداف والإجراءات وكيفية التقويم.
كيف؟
بدءا من دليل الصف الأول الابتدائي تجد تعليمات الاستعمال تحت عنوان "كيف أستطيع أن أستخدم هذا الدليل" ص11-هكذا: (يراعي المعلم/ة الالتزام بالتسلسل الوارد في تقديم الدروس ...). ثم تستعرض المقرر فتجد الخطوات محددة لا يجب عليه مخالفتها.
وفي دليل الصف الثاني والصف الثالث تجد في ص5 "إرشادات هامة لمستخدم هذا الدليل"، وفي دليل الصف الرابع تجد في ص3 صفحة الإرشادات ذاتها، ومنها:
(- القراءة الجيدة لدليل المعلم لتعرف إجراءات التدريس.
- اتبع خطوات التدريس المباشر عند تدريس مهارات القراءة المتنوعة، وهي: التهيئة، والنموذج، والممارسة الموجهة، والممارسة المستقلة، والتطبيق".
- لا تسم الاستراتيجية للتلاميذ ...
- مراعاة تنفيذ استراتيجيات التدريس الواردة بالدليل الإرشادي وفقا للخطوات الموصوفة ...).
ولا يقتصر الأمر على الإرشادات الأولية بل تجد التنفيذ داخل الدليل يسير على وفقها مما يجعل المعلم منفذا بدءا من خطة القرائية، ومرورا بتنفيذ الأنشطة، وانتهاء بالتقويم.