عبدالله بن عجلان وهند : شاعر جاهلي معروف، و كان أبوه سيدا من سادات قومه، و هو كان كذلك و أحد الشعراء العاشقين المتيمين في العصر الجاهلي، و من قتله الحب و الوله ، أما صاحبته فهي هند بنت كعب بن عمرو بن ليث النهدي،لذا ذكره الشعراء المتيمون في قصائدهم.
يقول الشاعر ابن الدمينة فيه :
و في عروة العذري إن مت أسوة
و عبد بن عجلان الذي قتلت هند
قصة حبه لهند :
قيل أنه خرج يوما ينشد ضالة له فوقف على ماء كانت تقصده البنات فاختبأ و لم يشعرن به، فمكث ينظرن إليهن فلما رأى هندا علقها فنهض ليركب راحلته فعجز، و كان قبل ذلك تصف له ثلاث رواحل قائمة فيلحقها و يركب الرابعة، فلما داخله من العشق و الهوى أعجزه فقال :
هذه و الله الضالة التي لا ترد ثم أنشأ يقول:
لقد كنت ذا بأس شديد و همة
إذا شئت لمسا للثريا لمستها
أتتني سهام من لحاظ فأشرقت
بقلبي و لو أسطيع ردا رددتها
ثم عاد و قد تمكن الهوى منه فأخبر صديقا له فقال :
اكتم ما بك و اخطبها إلى أبيها فإنه يزوجك بها و إن أشهرت عشقها حرمتها حيث كان العرب لا يزوجزن بناتهم حين يشتهر أحدهم بعشق امرأة يحرمها أهلها عنه،.
ففعل و خطبها قبل أن يشتهر فتزوجها و أقاما على أحسن حال ثماني سنين.خلال السنين الثماني التي عاشها مع هند لم تنجب له، و كان أبوه ذا ثروة طائلة ليس له غيره فأقسم عليه الا أن يتزوج بغيرها لينجب منها فعرض عليها الأمر فأبت أن تكون مع ضرة لها، فشدد أبوه فأمره بطلاقها فأبى فألح عليه و هو لا يجيب و يعارض في ذلك لمحبته لها، إلى أن بلغه أن عبد الله قد تمكن السكر منه فدعاه أبوه و كان في مجلسه أكابر قومه فمنعته هند و جاذبته و يدها مخلقة بالزعفران فأثرت في ثوبه و أفلت منها و قالت له :
- إنما يدعوك ابوك لطلاقي منك و قد عرف أنك سكران و لئن أجبته متَّ .
فلما جلس مع أبيه و قد عرف أكابر القوم حاله أقبلوا يعنفونه فاستحيى و طلقها، فلما سمعت بذلك احتجبت عنه فوجد وجدا كاد يهلكه و أنشد:
طلقت هندا طائعا فندمت بعد فراقها
فالعين تذرف دمعها كالدر من آماقها
متحليا فوق الردا ء يجول في رقراقها
خود رداح طفلة ما الفحش من أخلاقها
ولقد ألذ حديثها و أسر عند عناقها
إن كنت ساقية ببز بل الإدم أو بحقاقها
فاسقي بني نهد إذا شربوا خيار زقاقها
فالخيل تعلم كيف نل حقها غداة لحاقها
بأسنة زرق صبح نا القوم حدج رقاقها
و كان من عادات العرب أن تتزوج المطلقة و لا تبقى من غير زواج، و بعد مضي فترة ليست بالطويلة تزوجت هند من نمير بن عامر يقول أبو عمرو الشيباني: لما طلق عبد الله بن العجلان هنداً أنكحت في بني عامر و كا نت بينهم خلافات و قتول .
ثم مرض ابن عجلان و أصبح ملازما للوساد، و قيل أن سبب وفاته أنه قصد هندا بعدما تزوجت في نمير من عامر و كان بينهم و بين بني نهد ثارات و دماء كثيرة، فحذره أبوه من ذلك و مناه الاجتماع بعكاظ في الأشهر الحرم فأبى و خرج سرا حتى أتاها، فرآها جالسة على حوض و زوجها يسقي إبلا له، فلما تعارفا من بعيد شد كل منهما على صاحبه حتى اعتنقا و سقطا على الأرض فجاء زوجها فوجدهما ميتين.