((زر الموت الخفي))
الزر النووي الذي في مكتب السيد الرئيس, كفيل من خلال ضغطة صغيرة أن ينهي الحياة على هذا الكوكب الممل, كوكب الموت المؤجل, كوكب الجشع المتنامي في عقلية الأطباء الذين صاروا يتفننون في طرق الابتزاز من خلال توجيه المرضى إلى أماكن عديدة, منها وحدة الأشعة والسونار وكذلك مختبرات التحليلات المرضية وحتى الصيدليات, يكمل المريض هذه الدورة العلاجية ليستلم العلاج الذي غالبا ما كان لا ينفع المريض, كل شيء في دورة العلاج هذه لا ينفع غير الأطباء الذين يستلمون في آخر النهار حصتهم من المختبرات والصيدليات التي صارت مع تنامي الجشع ضمن أملاك بعض الأطباء الذين عز عليهم أن يشاركهم الآخر الغنيمة التي تتراكم من خلال دورة المريض العلاجية.
الزر في مكتب السيد الرئيس ...
هذه الجملة جعلته يلج صومعته التي شيدها في منزله لتكون مختبره الخاص الذي جهزه على مدى سنين طويلة بالعديد من الأجهزة المتطورة التي قد تساعده في تحقيق حلمه الذي كان يتنامى مع تنامي جشع الأطباء, كان يحلم في اكتشاف طريقة منصفة في حسم الغيبيات التي كانت تغلف طريقة أو وقت موت الإنسان.
الزر في مكتب السيد الرئيس ...
هذه الجملة التي كثر تداولها أثناء الحرب الباردة, كانت دافعه لاكتشاف زر أكثر رأفة وإنصاف وعدالة من ذلك الزر القابع في مكتب السيد الرئيس.
أيام .. بل سنين طوال من التعب والبحوث, أيام من الفشل وانعدام الأمل, أيام من الإرهاق واللا نوم تمخضت عن ذلك الاختراع الخطير.
بعد تجارب عديدة على الحيوانات التي تعاني من أمراض مستعصية صار من الممكن أن يطبق هذا الاختراع النبيل على الإنسان .
انه زر الموت ... ذلك الزر الصغير والدقيق الذي زود بمجسات ترتبط في كل أعضاء الجسم ترسل الترددات الاليكترونية وتستقبل البيانات الخاصة بفاعلية عمل أعضاء الجسم, ومن خلال العقل المجهز في الزر يمكن أن يقيم أداء الأعضاء كل على حده,
وصار هذا الزر بعد العديد من التعديلات يبقى مخفيا داخل أنسجة الجسم ولا يظهر إلا حين يصل جسم الإنسان إلى حالة اليأس من أي علاج .
حين أعلن عن هذا الاختراع الخطير, صارت تعم العالم حالة من الفوضى, وبعد تجارب واختبارات عديدة, منح ذلك العالم الكبير براءة اختراع, وقررت منظمة اليونيسيف أن تدرج هذا الزر ضمن جدول ألقاحات التي تمنح لحديثي الولادة, هذا الزر الذي خفف عن كاهل الإنسان عناء السفر ومراجعة الأطباء التي غالبا ما يصاحبها هدر للوقت والمال والجهد,
زر الموت الخفي يظهر في حالة وصول الإنسان إلى حالة اليأس من أي علاج, صار الموت بوجود هذا الزر أكثر سهولة, وصار للناس أن يعرفون وقت موتهم من خلال ظهوره كالدمل في الجسم, ويكفي ضغطة صغيرة تعطل من خلالها جميع الوظائف في جميع أعضاء الجسم, ومن ثم الموت بأمان.
***