سافر الزوجان الهواشان بقيادة الرجل الفيلسوف محمد أبو هزاع هواش إلى سويسرا لقضاء عطلة في جبال الألب الساحرة. استلموا غرفتهم في الفندق، جلس محمد ابو هزاع هواش كئيباً بعض الشيء، مقارناً بين زوجته والصبايا المتزلجات على الثلج، ولماذا هناك اختلاف صارخ في المضامين والشكل؟
رغم الفجوة المعرفية الفلسفية الكبيرة بين زوجته والصبايا المتزلجات الا انه كان يفضل صبية لا تعرف من عالمها الا اللعب والضحك والعقل المنفعل، عن زوجة فيلسوفة بلا جمال، ولكن صاحبة عقل فعال، تحلّل أعقد قضايا الفكر العالمي للإنسان.
قال لنفسه: “رغم التصنيف الواحد، وعلاقة ذلك بالفلسفة، تُرى من هو الغبي الذي قال أن جمال العقل يفضل عن جمال الشكل؟”.
كان مستغرقاً في تفكيره حين لعلع فجأة صوت زوجته:
– أنظر أنظر زوجي العزيز… أرى غزالاً من النافذة.
نظر الزوج إلى حيث تشير زوجته وابتسم بحيرة ورد على زوجته:
– يا زوجتي العزيزة، أرى في رؤيتك خطأين فلسفيين كبيرين. الخطأ الأول ما تنظرين إليه عبر هذه النافذة هو بقرة ضخمة، والخطأ الثاني أنت لا تنظرين عبر النافذة، بل تنظرين إلى المرآة في الغرفة.
فردّت عليه غاضبة من الإهانة المبطّنة التي طالتها:
– كم أشعر بالأسف لأني تزوجتك، كان أفضل لو تزوجت من الشيطان نفسه.
فرد محمد ابو هزع هواش على زوجته:
– يا عزيزتي، هذا خطأ فلسفي ثالث. يعبر عن ضعف الوعي الاجتماعي، وسيطرة العقل المنفعل، ويقلل من شأن عقلك الفعال. ألا تعرفين عزيزتي أن الزواج بين الأخوة ممنوع؟! nabiloudeh@gmail.com