آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-06-2016, 02:02 PM   رقم المشاركة : 1
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رجال الفِرقة الحادية عشر

رجال الفرقة الحادية عشر
استعد النقيب لؤي لإطلاق النار، تنفيذاُ لِأوامر القيادة، كان الصباحُ بِكراً، والضبابُ عابس الملامحِ حين لقم رشاشه مُكبراً
ارتسم أمامه طيف أبنائه الخمسة، وهم نيام، أجل مايزال أمامهم متسعٌ من الوقت
لينعموا بدفء الفراش، هنية زوجته لا شك وأنها استيقظت قلقة،
تصلي وتقرأ القرآن، داعية له بالسلامة
فاضت عينيه بالدمع!
ـ تأهب!
جاءه صوت زميله، لا مكان للعاطفة الآن(نقيب لؤي)
ـ أنا على أهبة الاستعداد، يا أحمد
ـ ما أصعب الانتظار
ـ على العكس يا أحمد، الإنتظار يمنحني فرصة للتأمل والتفكير، قبل الإقدام في المرحلة القادمة!
انتفض أحمد مُتأهباً، وبدأ إطلاقُ النار، من كافة الجوانب، في الحرب كل شيء
ممكن، أن يحضنك تراب أرض المعركة، كمجهول أو كبطلٍ أدى الأمانة
ـ أو ربما تحفظوا على جُثتك ريثما تُحسم المعركة
فيذهبوا بجثمانك إلى حيث مسقط رأسك، ليحتفلوا بك، فتستقبلك أُمك والدموع ملء عينيها، تارةً تُزغرد وآخرى تُهنهن
(أحد أشكال الغناء الشعبي) حتى يتقدم قائد فرقتك إليها حاملاً علم البلاد فتقبله
وترفعه بكل كبرياء
ـ مرت لحظات عصيبة، كان كِلا الطرفين يقاتِلُ بشراسة، تم تأمين الغطاء الجوي
،تقدم جنود المُشاة ببسالةٍ، سبقهم تمهيد ناري، إما النصر وإما الشهادة، خيارين لا ثالث لهما، لقد استخدمت الفرقة الحادية عشركل ما لديها من مِن مُعدات وآلياتٍ
في مُهمتها، معاركٌ ضارية استمرت لساعات بين كر وفرٍ، بيئة المعركة كانت قاسية، وخيانة الطقس مُزرية، ما بين ماطر وصحو، مُشمس وخائب الرؤيا
قصير المدى
ـ تلونت الصحراء بالأحمر، والجُثث تبعثرت هُنا وهُناك، بعضها دفنتها الرِمال دونما تعب، وبعضها اغتسل بماء المطر، أو وحل الأرض الرطبة
ـ نهض النقيب لؤي وقد أضناه التعب، كانت ساعات عصيبة، أمضاها ورِفاق المعركة، لم تلح بالأفق بعد راية النصر، المعركة لم تًحسم!
ـادلهم المساء، وكلٌ بمكانه، حذر يترقب شيئاً ما، عاد ليرتسم طيف عائلة النقيب لؤي، جاءه صوت ابنته الصغيرة، مازال عناقها يأسره، تذكر حين ودعها قالت
له: عِدني بالعودة، وإلا سأزعل منك كثيراُ، راح يبحث عن مكان يحرق فيه سيجارته بشيء من ألمٍ، ليل الصحراء على ما يبدو طويلٌ!!
ـ أنه الإنتظار يا صديقي، وأنت مُصر على أنه نوعٌ من التأمل، أجابه أحمد والتعب قد بدا بنبرات صوته.
**********
استلقى( باسل) خلف مُدرعةٍ لم تتعب من تأمين الحماية لِمُقاتليها طيلة اليوم،
استسلم بسلامٍ لذكراها، كانت صورتها تحاصره في أرض المعركة، عِندما
انقض صباحاً على أحدهم، كانت عيناها تستدرجه للنيل من المُعتدي، وكان
صدى صوتها ملهمه، فيشعر بالأمل يتسرب من شعاع الشمس الضئيل الذي
تغلب عليه غُبار الصحراء، وسط ساحة المعركة.
غازلها بينه وبين نفسه، وراح يستدعي لحظات لقائه بها، عِندما تنته المعركة
لابد وأن تنتهي، فلكل بداية نهاية، ويحسم النصر، سوف يعود لها كما وعد عينيها
إنه لا يعرف أن يخون عينيها، سوف يزين إصبعها بخاتم ذهبي، لا بماسي، نظر
حوله صحراء، ومعدات ثقيلة، كان يبحث عن زهرة يحدث أريجها عن فتاته التي
تنتظره بشوقٍ، هل تُحبه، وهل هي مُنشغلةً به، وأغمض عينيه بابتسامة رضى
لا شك أنها تُبادله الشعور ذاته!!
******
...عاد النقيب لؤي إلى رفاقه، بماءٍ وبعضٍ من طعامٍ بحقيبةٍ قماشية، كان الليل بدأ
بِمُداهمة المكان، همس أحمد: لا أُحب هدوء الصحراء، وافقه الرِفاق على رأيه
واتجه كلٌ إلى سلاحه، بشكل عفوي.
استراح القمر في كِبد السماء بينما السحاب
أخذ يتراقص الهوينا، وكأن الريح كانت الإيقاع المُرشد لحركاتها، جاء صوت
كما زخات راعدة حِقداً، وبدأت مواجهة جديدة، بين الفرقة الحادية عشر، وأشباح الظلام، لم تأبه النجوم لعبث المعركة، ظلت تتلألأ أملاً في أن يُحسم أمر النصر
لصالح نُشداء الأمن والسلام.
مر شهابٌ من جانب (المُلازم حسن) مزق ساعده الأيمن، مما اضطره لرمي سلاحه مُتألماً، ليبتعد عن رفاقه بأسى ومرارة، بينما انشغل الطاقم الطبي
بمداواته، تحت وابل الرصاص، وزخم المجنزرات والآليات.
كُل شيء كان يسير وفق ما يكون في ساحات المعارك، إلا أن عِناد أعضاء
الفرقة كان الأشرس، والأقوى في هذه المعركة، التي لخص فيها الجميع أسمى معاني التضحية والعطاء، توقف صوت الرصاص بالتدريج، وكأن ذخيرة العدو
بدأت بالنفاذ، لتتقدم التغطية الجوية، راميةً العتاد والذخيرة لأبطال الفِرقة
الذين استقبلوها بالتكبيرات والأهازيج الحماسية.
*******
يتبـــــــــــــع












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2016, 02:05 PM   رقم المشاركة : 2
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

انفرد النقيب لؤي بنفسه من جديد ليلمح طيف ابنه الرابع(وائل) المُنشغل على الدوام بعالم الحاسوب وتقنياته، لقد شعر أثناء عِناقه بقشعريرة غريبة، هل سنلتقي من جديد يا أبنائي، راح يُحدث نفسه، بينما بدأ النعاس بالهيمنة على جفنيه المُتعبين من الملاحظة والملاحقة!
كان(المُلازم حسن) بدأ يستعيد وعيه، بعد أن تم إسعافه، قضى ليلةً عصيبة من الألم والمُعاناة، أخذ يستطلع أخبار رفاقه، وسير المعارك في الميدان من رفاقه الجرحى الذين وصلوا بعده، يروون نزق الإصابة، وحكايات المواجهة.
استمر الوضع هادئاً على الخطوط الأمامية الأولى، إلا أنه ليس كذلك ضمنياً
كانت بعض التعديلات تجري، من قِبل العميد ومساعديه، كان الجميع يستعجل
الحسم، لكنه عنصر المفاجأة الذي أراد العميد اتباعه، لاسيما وأن هناك بعضاً
من الشهداء سقطوا في ساحة المعركة، إضافة إلا عدد من الجرحى وذوي الإصابات البالغة.
تم تحرير الحاجز الشرقي من المنطقة ظهر اليوم التالي، فكانت جُثث الإرهابيين مترامية الأطراف، وكانت معداتهم بين أيد النقيب لؤي ورفاقه
تابعوا السير إلى الجبال وسط اشتباكات عنيفة ليحكموا السيطرة على الجبال الشرقية، دخلوا أوكار الإرهابيين بينما سيارتهم المفخخة كانت تنفجر بين الحين والآخر!
عاد المُقاتل(باسل) بعد غياب عن زملائه حتى حسبوه ضمن المفقودين و الشهداء، كان قد علق داخل نفق معقد التكوين فيه كمٌ من المففخات والذكريات العفنة خلفها الإرهابيون على طول حائطه الممتد حتى المدينة، التي سيدخلونها لاحقاً!التفت النقيب لؤي إلى باسل فإذا بطيف ابنه الثالث يرتسم بعفوية أمامه
كان اسمه(باسل) أيضاً، لم يشأ المقاتل(باسل) الاستفسار عن سر نظرات النقيب لؤي لكنه ادرك أن شيئاً ما كان يدور بخلده!
اقترب الرائد فائز بهدوء من أفراد الفرقة في الخطوط المتاخمة للخط
الأمامي، كان الحذر والكدر باديا على ملامحه، حين جاءته الشارة للانطلاق
واقتحام المدينة الأثرية،
بقيت الخطوط الأمامية، دونما تغيير، وكأنها في ثباتٍ، لينشغل الرفاق خلفها بحفر الخنادق، بينما باقي الصفوف التي تلتهم كان عليها التقدم، من اكثر من اتجاه. تقدم المُقاتل (حيان) ورفاقهبغطاء جوي، اقترب الرتل من المدينة، ليتوزع المقاتلين بين شوراعها بخفة وروح قتالية عالية، تم على إثرها تحرير
معبرين قضى خلاله المقاتل حيان شهيداً، إلى جانب عدد من رفاقه بابتسامة
واهزوجة حضت المقاتلين على الاستمرار، بشراسةٍ وهمةٍ عاليتين!
مرت الدقائق الأولى عصيبةٌ للغاية، كان على المقاتلين مهمات عديدة إما أن تُنفذ سريعاً كلمح البصر، وإما أن ينسحب الجميع من ساحة المعركة، ولِأن روح التضحية والاستبسال هما ما تحلى بها أفراد الفِرقة، تم تنفيذ المهام الموكلة إليهم
من تفكيك ألغام، ومُداهمة أوكار، ومُلاحقةِ الجُناة، وأسر الإرهابيين
توجه النقيب ابراهيم، نحو هضبة ليست بالبعيدة عن المدينة كان عليه تبليغ القيادة بمجريات الأمور وتفاصيلها. كان على القيادة الحفاظ على الروح القتالية العالية لمقاتليها في ساحة المعركة،رغم ضبابية الأخبار من الجانب الآخر
فقد كان أمام المقاتلين فخ السيارات المُفخخة، السلاح الأشد فتكاُ الذي لجأ إليه العدو لجهله بساحات المعركة، والبحث عن فدائيين يتطلب الانتظار!!
تقدم المُقاتل(ربيع) مِن النقيب ابراهيم طالباً منه تسليم مُدرعةٍ ليخترق بها
كمين العدو، ومابين مشاعر الدهشة والاستعداد للتضحية في سبيل أداء الواجب
قام المقاتل ربيع بتدمير أكثر من سيارة مُفخخة، ليلقى ربه شهيداً، بينما تقدم
باقي أفراد الفرقة، مُلتحقين برفقاهم الذين اقتحموا ساحات المدينة.
انفرد(باسل) بنفسه إثر إحساسه بشيء من التعب، لم يشأ أن يُخبر الكادر الطبي
المُرافق للفرقة البطلة، ياله من يوم ضاري، عصفت بالفرقة رياحٌ وأزماتٌ بالغة
الخطورة، الجو هُنا مُتقلبٌ ما بين صحو، وخائن، تلته بعضٌ من الصواعق الرعدية، وأخرى همجية، لم تكن المواجهة باليسيرة، المهم بعد كُل هذا البلاء
أنعم الله علينا بنعمته، وتمكنا من السيطرة على نصف المدينة بالكامل، يالحلاوة النصر سوف أُخبرها بما جرى، وسوف تُخبرني بما فعلته خلال غيابي، سوف
أُحدثها عن الحرية التي قاتلنا لأجلها، وكيف واجهنا رصاصهم بتحدٍ، وشهامة
كان في عينيها يرتسم نصف الوطن، واليوم اكتملت اللوحة فارتسمت صورة الوطن، لدى تحريرنا منتصف المدينة الأثرية، استقبلتنا القلاع بشموخٍ، يا إلهي
كم كُنا مُندفعين بحذر، آه لو تعلمين كم مدتنا هذه الآثار شجاعةً وثبات، ارتسمت
صورة مليكتها أمامنا، كانت تُملي علينا الأوامر، كما القائد الأبيُّ، المُدرك بخفايا الأمور العسكرية والسياسية، كُنا كلما تقدمنا، كان صوتها يسبقنا ليسقط عِند أقدامكم المُحال!!
ليسقط عِند أقدامكم المُحال، هاهي الأرض تُحدث أخبارنا، غداً ستتناقل الأجيال
حكاياتنا التي صارت امتداد حكاية تلك الملكة الأبية، أعرف يا حبيبتي بأنك سوف
تغارين من حديثي عنها، وكثيراً ما سولت نفسك بالحضور إلى أرض المعركة
لتتأكدي من صدق كلامي. أذكر كم كانت الغيرة تفتك في عينيك، عندما تقترب الصبايا مني، إعجاباً ببزتي العسكرية، إنهن لا ينظرن إلى حبيبك، إنما المُلفت
كان ملابس الجيش الأنيقة التي تُزيدنا شرفاً وعِزة وكبرياءً
*********
يتبع












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

آخر تعديل عروبة شنكان يوم 04-06-2016 في 05:19 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2016, 05:03 PM   رقم المشاركة : 3
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية ناظم الصرخي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ناظم الصرخي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حنـــــــو
0 تاجُ اللغاتِ
0 نتاجي الجديد

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

ما أروعك يابنت العروبة الأستاذة عروبه شنكان
تسردين في هذه القصة تفاصيل مثيرة وكأنك مقاتل خبر المعارك والقتال على كل المستويات ،المقاتل حين تشتد ضراوة المعركة يستحضر تأريخ أجداده وحضارته وقيمة المبادئ وعقيدته ومبادئ الإنسانية التي يدافع عنها وإن غاب عنه كل ذلك فتحضره قيم الرجولة فالرجل لايهرب من أتون المعركة وإن كان جحيما،
قصة معبرة مؤثرة ،وسيندحر الإرهاب بإذنه تعالى وبسواعد الشرفاء
تقديري وأزكى تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2016, 05:22 PM   رقم المشاركة : 4
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

جزيل شكري وامتناني المرور والتعليق
للقصة بقية فانتظرني
تحيتي وعظيم تقديري













التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2016, 05:24 PM   رقم المشاركة : 5
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

تقدم النقيب لؤي بشيء من حُزن، بينما ألقى بنفسه فوق كومةٍ من أكياس رملٍ
رُصفت فوق بعضها كساتر، كانت السُحب في السماء تخفف من حرَّ شمس الظهيرة، تبدو كالمسافر بتأني يسير بحقائبه، ريثما يصل محطته التي سيستقل
قطاره منها، ترى أي محطة ستأخذك إلى عيالك يا لؤي!؟ بدأ يُحدث نفسه
مسترجعاً نقاشه وابنته رهف ذات الثمانية عشر ربيعاً، تعشق فن التأليف والبحث عن أحداثٍ توثقها في قصة، كثيرةٌ هي القصص التي ستكتبها عن المعارك التي
شارك فيها النقيب لؤي، هل ستخبر صديقاتها بأن من تكتب عنه هو والدها!
وزملاؤه، أم أنها ستدعي بأنها من نسج خياله؟ سوف يشرط عليها إن لم تعده
بالكتابة بكل مصداقية، لن يُخبرها بشيء، وسيعكف هو على كتابة مُذكراته بنفسه
سيكتب عن حكاية الشهيد (ربيع) ورفاقه، كيف اختاروا الموت طواعيةً، لأجل أن تحيا الأجيال القادمة بكل عزٍ وفخار، وسيخبرهم عن حيان وصلابته، ذلك الريفي
العنيد، الذي حرر معبرين لدى دخولهم أنحاء المدينة!!
تقدم النقيب ابراهيم مِن النقيب لؤي مابك يا نقيب لؤي هل أتعبك المسير، نهض لؤي، تاركاُ حكاياته فوق أكياس الرمل
ـ اعتبرها استراحة محارب ياحضرة النقيب
ـ لقد بذل مُقاتلينا المجهود الكبير، ومازالوا، يستحقون التكريم
ـ قل نستحق التكريم جميعنا
ـنقيب لؤي، استعد
*********
تقدم الرائد فائز، والمُلازم حسن، باتجاه النقيبين لؤي وابراهيم، جلس الجميع
متكئين على أكياس الرمل، كانت المدينة تستعد لاستقبال المساء بِحُلةٍ جديدة
نصفها تحرر من قبضة الإرهاب، لتتنفس الصعداء بشيء من السلام، أيام ويعود السلام موطنها، ويعود سُكانها لينعموا بالراحة والأمان.
بشيء من الشرود الذهني راح يسرد الرائد فائز مُجريات المعارك اليومية
كان في صوته حذر، وكأن شيئاً ما ساوره، التفت يساره، فإذا ببصيص ضوء
خافت، من بعيد يتلاشى ثُم يعود، مازال هُناك مُتسع من المساء، والسماء لم تُظلم بعد!! حبس الأربعة أنفاسهم، وعيونهم باتجاه واحد إلى حيث مصدر الضوء.
ـ أصدر عميد الفرقة الحادية عشرأوامره للمشاة بأن يستريحوا، بينما بقي الغطاء الجوي بحالة استنفار، للمحافظة على الأماكن التي تم تحريرها، انتبه الجميع لمصدر الضوء الذي بدأ يقترب الهوينا! كان مقصده الساتر الرملي الذي توسده الضباط الأربعة، فإذا بسيارة تزداد سرعتها، خلسةً عن الغطاء الجوي، لتخترق الساتر الرملي مُتفجرة بسرعةٍ رهيبة، إنهم وحوش السلام، دُعاة الإنهزامية، الجبناء بعد أن استنفذوا ذخيرتهم لم يعد أمامهم سوى السيارات المسبقة التفخيخ، صاح الرائد فائز بعصبية، يالكم من ماكرين، لقد نال الإنفجار من أناقته العسكرية ولباقته في الحديث، بينما أخذ رفاقه يضحكون، غير مصدقين نجاتهم من انفجار كاد أن يودي بهم!
مرت أٌيامٌ على الفرقة والاتصالات شبه معدومة، أغلب أهالي المقاتلين فقدوا الأمل بعودة أبنائهم إليهم. كانت أم ربيع قلقة كثيراً، حدثها قلبها عن اضطرابات ربما شملت ابنها الذي لم تره منذ شهوراَ، قلب أُم ربيع لا يعرف أن يكذب عليها
إلا ربيع، إلا ربيع، راحت تُحدث قلبها، ويدها تتحسس دقاته المُضطربة، كان لِنبضها لحن حزين، وفي عينيها تلمع دمعةٌ تسألها الرجاء بأن تستكين، كم تمنت لو أن قلبها يكف عن الخفقان، حتى لا يصلها نبأ عن ربيع يُخبرها بأنه ربما لن يعود!!
*******
يتبــــــــــــــــع












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2016, 08:08 PM   رقم المشاركة : 6
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

بقيت حبيبة مُسترسلة، وفي عينيها نغمٌ حزين، راحت تُدندن بأسى:
بكرا لما بيرجعوا الخيالي بترجع ياحبيبي
بكرا والجواهر الغولي بشعرك ياحبيبي
وأجهشت بالبكاء همساً، كانت تخشى أن ينقل الليل صدى صوتها، فيفضح سر حُبها لباسل، فتصبح حكاية أهل البلدة !!
وعدها بأنه سيعود، عِندما تنتهي المُهمة القتالية التي ذهب لأجلها، وسيعلن ارتباطه بها، وبأنه سيتزوجها، ويتوجها حبيبةً لقلبه، سيُلبِسُ منزلهما بالمانوليا
التي تُحبها، ويجعل من الياسمين سوراً لحديقتهما، وهي ستسمعه صوتها يومياً، كم كان يهوى صوتها العذب، وعينيها الصافيتين كسماء بلاده في ليلة صيفية!!
*******
مرت الأيام عصيبة على عائلة المُقاتل(حيان) والده كان مُقعداً، وله من الإخوة اثنين، ومن الأخوات ثلاثة، حورية: كانت تُحب فن التفصيل، كان يراقبها براحة تامة، إنها تعمل بصمتٍ، ما أجمل النساء عندما لا يتكلمن.
فوزية وريمة في المدرسة تُتابعان تعليمهما، كم هرب منهما ومن شجارهما الذي لا ينتهي
أما إخوته نايف وسالم فقد التحقا بالجامعة نايف اختار الحقوق، وسالم علم الفلسفة والاجتماع، لدى وداع أسرته طلب حيان من سالم أن يُخفف من فلسفته أمام والده
ويكف عن الخوض في تفاصيل الأمور!
*******
تسلل الصباح دامياً، كان أُفق المدينة باهت اللون، مُنتصف شهر مارس(آذار)، الجُثث في كُل مكان لن تميز بين عدو أو صديق، ربما عثرت على لوحة معدنية تدُلك على صاحب الجسد المستلقي فوق الأرصفة اللاهبة، أو ربما تعثرت بيد أحدهم وأنت تبحث عن رأس صديقك أو زميلك!
تحسس النقيب لؤي قدمه، كان ينزف بأريحية، أجل نجح بأداء المهام الموكلة إليه، نهض بصعوبة بالغة، يدٌ تنهض بقدمه المصاب، وآخرى تستنجد بساتر رملي
تستند إليه ليتمكن النقيب لؤي من الوقوف، نظر إلى حيثُ أُفق المدينة، والشمس
الخجولة، لاحت له راية وطنه، كبر بصوتٍ ثائر (الله أكبر) لينحني مُستقبلاً قِبلة النصر، ليعود إليه طيف ابنه البكر (عليّ) في كلية الحقوق، شهور ويتخرج منها
ليلتحق بأبيه، بل سينال الدرجة الأرفع، وسيُكمل طريقنا الذي رسمناه ذات طفولةٍ
فوق كراس رسمه، طيارةٌ حربية، لكننا دُعاة سلامٍ يا عليّ نعشق الحُرية، فيجيب (عليّ) ابن السادسة، (ولأننا نُريدها لنا ولغيرنا) علينا حماية سمائنا من البوم والغربان، صعدت روح النقيب لؤي إلى بارئها بكل أمان، أوان الظهيرة، لِتستقبلها السماءُ بزخات ماطرة، جبلت دماء شهداء الفرقة الحادية عشر بثرى الوطن، بينما راحت طائرات رِفاقهم تُهديهم أغلى التحيات باستعراضٍ عسكريٍّ
مُهيب واعدةً إياهم بإكمال مسيرة التحرير حتى النصر أو الشهادة

*********

يتبــــــع












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
قديم 04-06-2016, 09:27 PM   رقم المشاركة : 7
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

تقدم العيمد سهيل من جثامين شُهداء الفرقة الحادية عشر بكل فخر واعتزاز:
ـ لقد قمتم بواجبكم حتى اكتملت صورة التحرير باستشهادكم، ارقدوا بسلام نمور
الوطن، تحرسكم العيون، لكم الخلود ولنا مُتابعة الرسالة في حماية سماء الوطن وأرضه وبحره
صباح اليوم التالي: عزفت الموسيقى لحني الشهيد والوداع
لِتخترق ساحات الوطن نعوش شهداء الحرية، تُزينهم أعلامُ المجد، والفخار، وبالأرز والورود راح الأهالي يستقبلون أبناءهم، مُتغلبين على دموع الفراق!
توسطت حبيبة المشيعين لاستقبال باسل وهي تردد:
(زغردي يا أم الشهيد وزغردي ..زيني صدر الأصايل بالودع
وازرعي الحنة ع الصدر الندي و اربطي العصبة على كل الوجع)
ـ تقدمت هنية زوجة الشهيد الرائد لؤي لاستلام العلم الذي زين نعش زوجها فخراً وعِزة، وقد كُتب أعلى يمينه اسم الشهيد وتاريخ استشهاده، لتهديه بدورها
لابنها (علي) !!
ــ بينما توسدت أم الشهيد ربيع سواعد رفاقه لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، موشحة بعلم العِزة، وصوت حبيبة يمدها قوةً وثبات( زغردي يا أم الشهيد وزغردي) ..
ـ بقي أبو البطل حيان عاجزاً عن استقبال جُثمان ابنه، ليتقدم رِفاق حيان بتحية طابعين أعلى جبين العجوز العنيد قُبلة التهنئة باستشهاد ابنه، مسلمين إياه علم
الوطن الذي لف نعش ابنه
*******
فتحت المدفعية نيرانها مودعة جثامين الشهداء، باستعراض عسكري مُهيب
أحيا زنوبيا وأحيا تاريخ تدمر، لتورق الرجال بطولة، تتقهقر أمامها داعش والنصرة،، وللبطولات حكايات قادمة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
انتهــــــــــــــــى












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

آخر تعديل عروبة شنكان يوم 04-07-2016 في 02:55 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 04-08-2016, 12:40 AM   رقم المشاركة : 8
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية ناظم الصرخي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ناظم الصرخي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حنـــــــو
0 تاجُ اللغاتِ
0 نتاجي الجديد

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

رحم الله شهداء الأمة العربية وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة في ساحات القتال ضد الدواعش الأنذال..
المجد يصنعه الأبطال والجود بالنفس أسمى غاية الجود
قصة رائعة جسدت ملاحم الأبطال وهم يدافعون عن أرضهم ضد خفافيش الظلام والفكر الداعشي التكفيري
بورك اليراع النابض بالوطنية الحقة
تحياتي الأخوية الصادقة













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 04-08-2016, 05:25 AM   رقم المشاركة : 9
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

لم أغالب دموعي وكأنني كنت معهم في أرض المعركة
رحم الله شهداء الوطن وأسكنهم فسيح
وهنيئاَ لهم ثوب العز والكرامة

أبدعت بحق

دمت بخير
تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 04-08-2016, 12:29 PM   رقم المشاركة : 10
أديبة
 
الصورة الرمزية عروبة شنكان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عروبة شنكان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: رجال الفِرقة الحادية عشر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   رحم الله شهداء الأمة العربية وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة في ساحات القتال ضد الدواعش الأنذال..
المجد يصنعه الأبطال والجود بالنفس أسمى غاية الجود
قصة رائعة جسدت ملاحم الأبطال وهم يدافعون عن أرضهم ضد خفافيش الظلام والفكر الداعشي التكفيري
بورك اليراع النابض بالوطنية الحقة
تحياتي الأخوية الصادقة

مُمتنة عودتك الكريمة أخي الفاضل، جزيل شكري للقراءة المتأنية والتعليق
لك مني أسمى آيات التقدير
مودتي












التوقيع

سنلون أحلامنا بأسمائكم. فاستريحوا

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رجاء كوكب البدري قصيدة الومضة 14 02-18-2015 09:41 PM
11\11\2011 الساعة الحادية عشر عواطف عبداللطيف الرسائل الأدبية 10 12-06-2011 11:31 PM


الساعة الآن 09:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::