ما قيمة ما نكتب اذ لم يمتدّ نبضه ليحفر في حسّ مبدع وقعه....
أورد هذا النّص النّابض بقلم مبدعناألبير وقد جاء في سياق مجاراة لرسالتي (الى ابني الغائب)
والقصد أن نجعل من نصوصنا جسور عبور تفيض على معابرها ومساربها الكتابة ....
وهو التلقي في أرقى مظاهره...
أتضمخ بعطر أمسيات لأشاكس الذّكرى
يافاره الدفء
خفق القلب
ارتعش الوجد
و اندهش الزّمن حين تساقطت عليه شهقات الحنين إليك
أضرمتَِ الحياة في عروق الغياب
هاكِ.. دموعَ حنيني يا أمي.. هاكِ ترسمُ مُحيَاكِ الحاني على شفى أمني بضمةٍ إلى صدركِ
تردُّني لي.. بعيدَ كدتُ أتلاشى لأواءَ الدنيا في غيابكِ الأقسى أبد الدهور..
أوَ تنعتيني بالدفءِ..!؟ أينه مني في حضرتكِ يا آمرة الجنان؟
وما هو إلا عبركِ في خلايا دمي.. دمي الذي لولاكِ لما كان أو يكون..
كأنّك ماثل أمامي تضيئ متاهات القلب الشّاحب
ولأنّ زفراتي الحرّى هي أم الوحي فمازلت أبرّها وأبرّ قساوة الزّمن الذي بعثرك وبعثر شقيقك عنّي.
ويحي.. أيتناول الشحوبُ قلبكِ في غيابي..؟!!
واهاً لكمدٍ ألمَّ وآلمَ واستوى على خفقةِ القلبِ تعاسةً وازدراءا..
أفتدي أنسامَ الزَّفراتِ برئة الروحِ تكتنزها بينَ جنبيَّ حياةً في الحياةِ يا جليلة..
وأعزمُ على صدري إغلاق مسارب تلابيبه بإحكامٍ مطبقٍ .. ألا تتلاشى أنفاسُكِ أركان كياني..
تمدُّني بأسبابِ البقاء كرماكِ..ألا تحزني..ويحزن الأثير المحيطُ هالتكِ الأعزِّ يا حنونة..
قهووة الصّباح على المنضدة قبال أصص النّعناع والحبق لفّها صقيع وبات المكان باهتا في غيابك.
وأماكن أخرى من بيتنا ترتّل هزائم انتظاراتي وترنو الى ضوء نكاية في الوجع..
فأظلّ أبحثُ عن وجهِكَ...عن وجه شقيقك
آهٍ يا أصالةَ النفس.. آه..
ليتني ألقي برأسي أحضانكِ البعيدةَ القريبةَ ذاتَ بكاء طفوليٍّ قاتلٍ للزمن اللئيم.. ليتني..
وأمدُّ يدي مشاكساً أضاميم النعناعِ على منضدتكِ الأشهى ترتيباً.. مبعثراً إياها..لتعنفيني بصوتكِ الأرق..
على وقع انتشار رائحة قهوتك الأزكى في خياشيمِ توقي..
تعبرني أمداً من ريعانٍ افتقدتُهُ في بعدكِ على فوت سني العمر البليد..
ألمحكِ في بيتنا الحبيب.. تسقين نبتاتكِ المقدسةِ في عرفكِ الأوفى..
تطردين القطة المشاكسة ألا تعبث بها ذات جنون أفقدكِ صوابك!!
تتنقلين في أرجاءِ الدارِ ..يسَّاقطُ حناكِ المذهل على بلاطه النظيفِ بهمتكِ العليا
وينتشر في كل الزوايا ..حاملاً آمالكِ الأطيبَ نقاءً .ياحنونتي..
أشتاقكما...
أشتاقك أنت في لحظات توتّري أكثر ..
أشتاقك وأرتدي ثوب اشتياقي ..
وألتفّ فيه ..
تلاحقني ضحكاتك ...تحاصرني من كلّ صوب وحدب
فأمزق المسافات وصولاً إليك ...
وجهك الألق بكل تعرّجات المشاعر كان ينهبني من أنامل توتّرات ..
يهبني الإبتسامة عندما تستعصي وتمكُرُ بي
هنتك يا ماما
خذيني أحضانكِ الآن وفي كل آن..
وليغمِّد شوقُكِ الأندى مرآيَ الظمئَ بسيلِ لقاءٍ جارفٍ..علَّهُ يخمدُ لهيبَ افتقادي أنتِ..
وأعيدي فتحَ زنازينَ بؤسي.. لتنطلقَ ضحكاتي منعكسةً على مرايا ودِّكِ العظيمِ بيلساناً
يحضنهُ ربيعكِ الأينعُ في دنايَ.. يا كنهَ أنايَ وسببها في الوجودِ.. ويا كلَّ الوجود..
ولدي حبيبي
هي كلماتي إليك
شاردة الذهن
كتبتُ لك فيهاماتيسر من الشوق
يزأر فيها الغياب.......
وليته يكفّ..
فأهيم في مواعيد عودتك ذات يوم
فقلبي ماعاد يحتمل.....
ماعاد ينتظر...
سأعودُ يا غالية..
سأعودُ.. وإلا تلاشت في هذه الحياة معاني وجودي..
سأعودُ.. مقبِّلاً قدميكِ تحفةَ الفردوسِ الأشهى
متمرِّغاً بين يديكِ .. قاهراً صلافةَ البعدِ في رأمِ صقيعِ روحي بدفِ أحضانك الأدفأِ قاطبة!
أعتذر من قلبكِ الغالي وخفقهِ الهادرِ بي.. فليرحم عقوقي يا أمي..
وليتقبل اعتذاراتي صدركِ الكبير بشوقهِ العاتي.. وليتقبل كذا جسارتي البالية الفارغةِ في انزوائي أرض الاغتراب..
هات يديك لأغسل أدران دموعي على راحتيهما الأطهر في ميثاقِ الربِّ يوم خلق الأكوان..
أراكِ بخير يا أمي الحبيبة...وعساه لقاؤنا قريب..
أحبك ماما منوبية..
ولدكِ الغريبُ إلا بك..
القدير ألبير
التقينا على قارعة النّبض والحرف وانبثقنا...
نحتسي ما فاض وما ضاع...
نؤثّث جدب الفرح ونعيد له مواعيده المفلتة...
ونمضي في مسارب القحط بذهولنا ...
بغموضنا ...
بفوضانا ...
باغترابنا...
وبما ينتحب...
وما يرتبك ...
وما يرتجف....
وما يجتاحنا...
وما يصلبنا...
وما يرهقنا...
فماذا يعني لو:
كنّس الحرف وجعنا...ووزّعنا بسمة..
لنصوغ ما يشبهنا في الكتابة
ما ضرّ لو احتسينا نبضنا في نصّ يلد من نصّ ...
ونبض من رحم نبض...
ما ضرّ لو رقصت التّمتمات بيننا لنبصر فوضانا وانساكبنا وانهمارنا والحرف يهمي
فنصّك المذهل المائز مسّني في العمق
فوحدها الكتابة يا ألبيرتعبر بنا من الضيق الى الأرحب.لتمدّجسورها بيننا فنحفر في النّبض ونكتب ونكتب حتّى تتقاطع دروبنا فنلتقي ذات وجع
وقديما قال حكماؤنا[اخوة من الأرحام أو الأقلام] ونحن هنا اخوة من الأقلام والقلم ميثاق لا يهدر نبضه فينا...
فشكرا ألبير العزيز كم أسعدني نصّك فقد أعطاني الإحساس بالجمال والأمل ...وهو أجمل هدايا يومي هذا .....
__________________________________________________ __________
النّص الوارد باللّون الأخضر لألبير
امّا اللون الأزرق فهو لي
التوقيع
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
آخر تعديل منوبية كامل الغضباني يوم 09-04-2016 في 05:05 PM.
لا أخفيكِ يا منوبية أنني بكيت كثيرا وأنا أقرأ ردّ المبدع ألبير هناك
لله درّ روحه الصّدوقة
حين تعلّق الحروف على مفرق السماء لحنا فريدا
أما أنتِ
فأغبط فيكِ الحرف دوما يا وضاءة
لكِ يا غيمة الطهر.. ولولدكِ البار ألبير أجزل التحايا وأفخر العطور
التوقيع
آخر تعديل هديل الدليمي يوم 09-04-2016 في 06:27 PM.
لا أخفيكِ يا منوبية أنني بكيت كثيرا وأنا أقرأ ردّ المبدع ألبير هناك
لله درّ روحه الصّدوقة
حين تعلّق الحروف على مفرق السماء لحنا فريدا
أما أنتِ
فأغبط فيكِ الحرف دوما يا وضاءة
لكِ يا غيمة الطهر.. ولولدكِ البارد ألبير أجزل التحايا وأفخر العطور
مثلُك يا حنونه غرقت في مهرجان بكاء شطره مالح والشّطر الآخر سكّر ..
اختلطت عليّ مشاعري بين شجى وشجن....ثمل قلبي من كلام أبني ألبير كأنّه ابني قيس الغائب عنّي ...
فمن الرّدود ما يُبهرُ يكفي أن نحسّ بما يحسّه كاتب النّص ...
شكرا الحنونة الغالية على القلب فأنت أيضا نبع حنان يدفئني ويدثّرني وقت ضيقي
كم نحن رائعون هنا يا الحنان .....
عمدتنا الغالي
صدّق باللّه أنّ لكلماتك ونبشك في أرواحنا وأعماقنا سحر لا يُدرَكُ.
فكم أخرسني وجلي وارتباكي في تحسّس طريق العودة هنا وها أنت تحلُّ عقدة لم أعرف منها خلاصا الاّ برسمك الجميل .
سلمتَ سيّدي ونحن لبعضنا بإنسانيتنا قبل أي شيئ آخر والحرف به من إنسانيتنا الكثير
تقديري يا عمدة النبع
ليس بغريب على مبدع كــ كاتبنا وشاعرنا المتمكن ألبير
وقد شرع بتشييد صرحا شامخا من حروفٍ
متغلغلا بأنامل قلمه إلى أعماق قلب الأم
ساكبا خلجات ابنٍ بارٍ ... بوشاح الشوق يتدثر
بوركتما من رائعين
التوقيع
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ
ليس بغريب على مبدع كــ كاتبنا وشاعرنا المتمكن ألبير
وقد شرع بتشييد صرحا شامخا من حروفٍ
متغلغلا بأنامل قلمه إلى أعماق قلب الأم
ساكبا خلجات ابنٍ بارٍ ... بوشاح الشوق يتدثر
بوركتما من رائعين
ديزي هنا....
يا فرحتي يا بهجتي استطيلي بالقلب فقد دقّت طبول مرورها العبق.
محبتي أيتها الغالية ديزي
وكلّ الشّكر لألبير الذي فجّر مشاعر الغبطة فيّ
فماذا يعني لو: كنّس الحرف وجعنا...ووزّعنا بسمة.. لنصوغ ما يشبهنا في الكتابة ما ضرّ لو احتسينا نبضنا في نصّ يلد من نصّ ... ونبض من رحم نبض... ما ضرّ لو رقصت التّمتمات بيننا لنبصر فوضانا وانساكبنا وانهمارنا والحرف يهمي
************************************************** ****
***************************
***
*
حين تكونُ مشاعرُ أمٍّ حانيةٍ أجَّجتها أشواقٌ حارَّةٌ حارقةٌ لوَّحت بحمرةِ الحنين اتقاداً على ذرى الحروفِ،
نمتثلُ عرفاناً وانشداهاً وإصراراً وتلبيةً وسعياً لنيل قبسٍ من نورٍ مبين.. ازدانت به أرقى الأحاسيس في عالم البشر أجمع!
مشاعر الأمِّ نحو أبنائها.. تلك التي لا يدركها إلا الله والراسخون في العلمِ.. ثم أمٌّ توازيها في الحنان وتسايرها في واقع الحال..
فكيف إن كانت لغادة الصفحاتِ ولؤلؤتها النحريرة الغالية النبيلة دعد.. منوبية؟!
تلك التي لا تألُ جهداً في تعمُّقنا وعيشنا وتقمُّص إرهاصنا وولوجنا وتحوير شجى حرفنا إلى جرعةٍ مضادة لأكسدة الحواسِ
بقراءاتها الوجدانية المذهلة.. بكامل البذخ المعنوي والترف الروحي والتماهي الإنساني.. وكل شيء!
الفرصة القيِّمةُ -الصَّعبةُ جداً- التي قدمتِها لي أيتها الحانية. لم يكن يسعُني إلا اغتنامها بكل ما أوتيت من شغب ومشاكسةٍ شعورية!
بكل ما أوتيتُ من إحساسٍ تكتنفهُ أعماقي في سردابٍ ما.. لأضعني في أكبر اختباراتي التقمصيَّةِ حقاً..!
في سُكنى كيانٍ أمٍّ أديبةٍ حنَّت أولادها ذات اغتراب مقيت.. ذرفت أمامنا وبمنتهى الرِّقةِ ما تكابد من حرفٍ
بان صُهارةً معنويَّةً أودت بالخفقِ، وقطعتْ سلاسلَ الأنفاس وألجمتِ الرُّؤى وقيَّدت الجوارحَ بشغفها العارمِ الخطرِ على أداءِ الحواس!
كانت غايتي أن أقول كلمةً تسعدك حقاً.. تخفف عنك وطء وهول وقسوة ألم الفراق..ومذاقه المرِّ العلقميِّ القاتل..
إذ أن الدنيا تفنى بما فيها.. ولا يبقى منها إلا كلمة طيبة أسعدت القلوب الطيبة النيرة كأنتم..
الجملة التي كتبتها أولاً.. ثم حذفتها كانت:
"أوجعت قلوبنا أيتها القديرة
آمل أن تلتقيهما في خير وأمان ودعة وعافية
ردهما لك سالمين ولا ضرك فيهما أبدا"
ولكني.. ضننت على نفسي أن تكون بخيلة كل هذا البخل في حضرة كرمك الشعوري الباذخ السخيِّ على ذائقتنا المتواضعة الفقيرة..
آمل حقاً أيتها الحانية الطيبة، أني كنت بمتواضعي ذاك على قدرٍ من وفاءٍ كبير أكنهُ لحرفك وشعورك الهائل..
وعذرا على كل تقصير حرفي أو معنوي بدر مني -وهو ديدني-
شكراً لأنك هنا بكلك الجليل.. ولا عدمت الصفحات والأماكن تواجدكم الثر والغني أبدا
محبتي لك خاصة وامتناني واحترامي الكبير.. ولكل من مر هنا أو هناك بشعور صادق لا تمت له المصلحة بصلة أبدا
دأبُ الأكارمِ في كل مكان..
كلمات من (منى قلبي) أهديك إياها استيفاء لما كنت بدأتهُ
علها تصل من القلب إلى القلب..
خالص احترامي ومودتي لكم..وأطيبُ أمنياتي الصادقة