آخر 10 مشاركات
مجاراة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي .. سلو قلبي (الكاتـب : - )           »          كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          : يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ***_هذا غديرك_*** (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هي الأقدار (الكاتـب : - )           »          قراءة تحليلية لقصة "جنون" للأديبة أحلام المصري/ مصر (الكاتـب : - )           »          نكوص (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > الأدب الساخر

الملاحظات

الإهداءات
عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : من الروح إلى هيئة أرواح النبع الكرام ؛ الجسد بلا أرواحكم خاوية************ و عُديركم تقصيرنا ************ محبتي و الود

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-07-2016, 01:34 AM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سيد يوسف مرسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي في حضرة أ الحمار



درس في حضرة الحمار

بسطت الظروف إرادتها واجتمع الحمار مع الجمل ، يجمعهما بينهما أمر واحد لا يستغنيان عنه قد اشتد الجوع عليهما وسري الهزل والإعياء على جسديهما والقي الجمل رقبته مستسلما كأنه ينتظر الموت ،والذباب يطوف حوله ويسقط عليه كأنه رأى وليمة قادمة ، قال الجمل للحمار: وهو يرى الحمار كلما هبّ للوقوف على قوائمه انكب على منخاره لا تساعده قواه ولا تساعده سواعده من شدة ما ألم به من جوع وما سري إلي جسده من هزال
سنكون طعاما شهياً ووجبة هنيه للكلاب والطيور الجارحة وستشفي غليلها فينا أمم الذباب فلا يتبقي منا غير العظام إذا ظللنا على هذا الحال ،ألا توجد لديك فكرة أو طريقة أو وسيلة نستطيع أن ننجو بها من هذا الهلاك ؟ أليس لديك عقلاً في رأسك تفكر به ؟
قال الحمار : يا صاحبي تعلم جيداً أنني أقرب الناس إليك وتجاورني عن قرب وعشنا سوياً معا وحملنا على ظهورنا معا ، وتعرف قدرتي على التفكير فأنا لست بمثلك ولا عقل لي يوازي عقلك لذلك أنا معلوم عني عند الجميع بالغباء حتى أن الناس إذا تضايق واحد من الأخر وأراد أن ينادي عليه شبهه بى وكناه باسمي ونادي عليه بالحمار ،ولو أردت أن أتكلم أنكروا صوتي لقبحه وأسكتوني قبل أن أكمل ما أريد وما أود قوله لهم ،
قال الجمل : لا عليك لن يسمعك أحداً من الناس غيري ففكر وحاول أن تجد طريقة تنجينا من هذه المهالك وننجو بها من الموت ، قال الحمار : الأمر لله سأحاول وعليك أن تفكر مثلي فإذا وجدت حلاً فأسرع به ولا تنتظر مني شيئاً ، فالأمر بالغ الخطورة والزمن يمر والبطون فينا توحشت وكدنا نكون ونصبح في عداد الأموات ،
******
مرت الثواني جبال وتراكمت الساعات علىل الحمار والجمل ولم يجدان حلا أو وسيلة ، وعلى حين غرة مد الحمار رقبته علي الأرض مسبلاً أجفان عينيه خشية الذباب وهمهم علي الوثوب بغية الاقتراب أكثر ناحية الجمل ،وكأنه وصل إلي فكرة جيده أو حلا ينجوان من خلالهما ،وبقدرة قادر استطاع الحمار أن يقترب بعض الشيء من أذن الجمل كأنه يود أن يهمس إليه بالبشري ، رفع الجمل جفن عينيه لما أحس بحركة الحمار وتقربه إليه وهو يحاول أن يدنو إلي أذنيه ،
قال الحمار : وهو يظهر ابتسامة على شفتيه أرفع رأسك أيها العظيم لقد وجدت لك حلا ً ،
رفع الجمل رقبته الطويلة وأصغي للحمار وهو يتكلم ويقول : سأحاول أن أساعدك على النهوض حتى نفارق هذا المكان اللعين ، سنسعى بقدر استطاعتنا ونفارق هذا المكان عسى أن نجدا في الأرض مراغما وسعة أو كلأ فنملئ خوائنا وبطوننا منه ونبتعد عن خطر الموت والهلاك ،
قال الجمل : يا أيها الغبي لو في قدرتي أن أقف علي قدمي وأقوم ولفعلت وما انتظرت رأيك ولا ظللت في مكاني هذا ، قال الحمار: سوف أساعدك بكل قوتي : نظر الجمل إليه مستغرباً من فكر الحمار ومندهشاً منه ،لكن يبدو أن الفكرة قد راقت للجمل وبدأت تسري في وجدانه وعقله ، فتبسم للحمار مظهراً له القبول بالفكرة وهو يقبلها علي مضض ، تقدم زاحفاً علي قوائمه وأخذ بفمه في زيل الجمل من الخلف كأنه يدفعه إلي النهوض أو يعينه ويساعده ، وكلما ود الجمل النهوض عاد إلى الأرض هاوياً ، تكررت المحاولة مرت بعد مرة إلى أن كتب للجمل الوقوف على قوائمه وكاد يغشي عليه ويسقط علي الأرض وهو يتمالك نفسه والحمار يشجعه ، حتى كتبَا لهما الحركة وبدأت تدب أقدامهما علي الأرض ، والحمار يمشي خلف العظيم المتهالك يؤازره ويشجعه ،
*****
هناك لاح لهما الأمل بعد الخطوات الثقيلة والعناء الذي لقيآه في رحلة البحث المضني على الطعام ، ظهر رجلاً في باحة الطريق يلوح ويصرخ وهو ينادي عليهما في تلهف كأنه يستنجد بهما ،
نظر الجمل إلي الحمار بعدما وضحت الصورة له أكثر وقال للحمار : ويحك ما ذا يريد هذا الفلاح منا ونحن لا نقوي علي السير ولا قدرة على الحمل : أن بني البشر لا يرحمون ولا يدركون ولا يحسون معاناة بعضهم البعض ، فكيف يحسون بنا وهذا الفلاح يبدو أن لديه ما يود حمله على ظهورنا من أثقال أرأيت هذا المكدس بجانبه ، ألا يجدر به أن يطعمنا أولاً ...! ثم يحمل ما يشاء ،
اقترب الفلاح منهما وقال لهما : لي خدمة وودي أن لا ترفضان ، فقد طال مكثي وانتظاري لا أجد ما يحملني ويعينني على العودة بمحصولي إلى الدار ، وها قد وجدتكما وقد جئتما لنا ببركة الدعاء ولكما الأجر والصواب ، ولكما علينا إطعامكما حتى تشبعان وسأقدم لكما وجبة هنيه من الحبوب والتبن والعشب الأخضر ،نظر الحمار ناحية كومة التبن وكأنه استعجل الطعام قبل أن يقدم له فتلقى ركلة من قدم الفلاح وضربة علي مؤخرته وظهره ، وكاد الجمل أن يلقي نفس المصير لولا أنه تجلد بالصبر والحيطة واحتشم بالرغم من جوعه المفرط ،قدم الفلاح لهما الطعام فما أن شبعا وعرف الفلاح ذلك منها أتى بدن فيه ماء فشربا وارتويا وعادت إليهما الحيوية ودبت الحياة فيهما ، وساقهما الفلاح ليحمل على ظهرهما محصوله فبدأ بالجمل أولاً وراح يرص فوق ظهره ويكدس حتى لم يتبق من المحصول إلا جوالاً معبأ بالحبوب ، قال الفلاح : هذا من نصيب الحمار ، وسمع الحمار ما قاله الفلاح وانتظر وهو ينظر بعينيه إلي الجوال ويقدره ويقنن قدرته على حمله ، فما أن وضعه الفلاح على ظهره حتى انحنت قوائمه وقوس ظهره وغرس الحمار حافره في الأرض وهز ورعش جسمه والقي الجوال على الأرض ، وكلما حاول الفلاح أن يضع الجوال على ظهره أظهر الحمار المكر بعدم القدرة وانحنى بقوائمه الخلفية مرتعشاً ليسقط ما على ظهره من حمل والجمل يراقب ما يدور بين الحمار والفلاح ، فلما يئس الفلاح من الحمار شد على الجمل وألقي بالجوال على ظهره ، فلما زادت الحمولة على ظهر الجمل ومن شدة خشيته من الفلاح والخوف من الملامة ، دمعت عيناه ولم يظهر ضجراً ، فنظر الحمار على وجه الجمل
وقال : مالي أري عيناك تدمعان ؟ كأنك تبكي ،
قال الجمل : أبكي على حظي الذي أوقعني كي أمشي وأصاحب واحداً مثلك ، لأحمل أوزاره وأثقاله على ظهري.

بقلم الكاتب // سيد يوسف مرسي






آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 10-07-2016 في 11:38 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2016, 10:08 AM   رقم المشاركة : 2
كاتب
 
الصورة الرمزية قيس النزال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :قيس النزال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: في حضرة أخي الحمار

لاأظن أن للحمار أنانية كهذه...فالأنانية والمكر حكر على البشر...

كل التقدير







  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2016, 06:51 PM   رقم المشاركة : 3
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في حضرة أ الحمار

ملأى دنيانا بأمثالهما... ولاريب
سلمت اناملكم أيها القدير












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 10-07-2016, 09:23 PM   رقم المشاركة : 4
عضو هيئة الإشراف





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :بسمة عبدالله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في حضرة أ الحمار

قصة ساخرة ذو عبرة

فعالم الغدر وعدم الوفاء أعضاؤه كثر بين البشر

سلمت أخي الكريم سيد ، وسلم قلمك

تحية وتقدير







  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2016, 03:27 AM   رقم المشاركة : 5
أديب
 
الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سيد يوسف مرسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: في حضرة أخي الحمار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيس النزال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   لاأظن أن للحمار أنانية كهذه...فالأنانية والمكر حكر على البشر...

كل التقدير


أسعد الله مسائكم بالخير أستاذنا الراقي وأديبنا الفاضل نعم : أن من بني البشر لديه من الأنانية والمكر ما يفوق الوصف
حتى أننا حين يصادفك هذا النوع تجد أن لفظ كلمة حمار تجدها واردة دون تكلف منك (فتقول لمثله هل أنت حمار مسقطاً الأسم بمكوناته )
المتعارف عليها عند الناس من غباء ودهاء ومكر علي هذه النوعية البشرية التي كثرت في زماننا هذا وأصبحت سمة عامة بين الناس

جليل تقديري وشكري وامتناني لك






  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2016, 03:29 AM   رقم المشاركة : 6
أديب
 
الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سيد يوسف مرسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: في حضرة أ الحمار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
ملأى دنيانا بأمثالهما... ولاريب
سلمت اناملكم أيها القدير


سلمت من كل سوء ودام ودك و عطاءك تحياتي لشخصك وتقديري
أستاذنا الراقي وأخي الفاضل الكريم البير ذيبان






  رد مع اقتباس
قديم 10-10-2016, 03:32 AM   رقم المشاركة : 7
أديب
 
الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سيد يوسف مرسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: في حضرة أ الحمار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة عبدالله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   قصة ساخرة ذو عبرة

فعالم الغدر وعدم الوفاء أعضاؤه كثر بين البشر

سلمت أخي الكريم سيد ، وسلم قلمك

تحية وتقدير


سلمتم وسلمت خطاكم ودام ودكم
ممنون لكم وشاكر ثراء حضوركم ورقة تعبيركم أديبتنا الراقية الفاضلة
بسمة عبد الله






  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مرافعة الحمار غلام الله بن صالح الأدب الساخر 14 03-16-2017 03:40 PM
الحمار صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 15 01-18-2016 03:47 PM
إن الحمار مؤدب غلام الله بن صالح الأدب الساخر 6 02-06-2015 11:30 AM
خطبة الحمار غلام الله بن صالح الأدب الساخر 10 12-27-2014 10:48 PM
تســاؤلات من رحم الدمار عبد الله راتب نفاخ إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 3 05-06-2012 07:55 PM


الساعة الآن 03:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::