كان الناس فى الماضى البعيد يعيشون ويعمّرون . كان ذلك قبل ما يسمى بالطب الحديث . أعطى الله عباده أجساما قوية كالحديد ولم يكن هناك ما يعرف بالسكرى والضغط والكلى والسرطان وما شابه ذلك . عندما أتأمل فى ذلك أرجع السبب لحكمة من حكم الله . فتعداد البشر على الأرض كان ضئيلا جدا مقارنة بسطح الكرة الأرضية . وقلة عدد الناس عاملٌ مهددٌ بانقراضهم . ومن حكمة الله أنه أبعد هذا العامل فزاد فى أعمار الناس زيادةً كبيرة . فكان عمر سيدنا آدم ألف سنة . وعمر سيدنا نوح فوق الـ 950 سنة . وهذا يعنى أن أعمار أمته كانت تتراوح حول تسعة أو ثمانية قرون . والأعمار فى عهد سيدنا إدريس 800 سنة وفى زمن سيدنا هود 450 سنة وفى زمن سيدنا إبراهيم 200 سنة ..إلخ وهكذا نجد أنه كلما كان الزمن حديثا تناقصت الأعمار ، فصارت 150سنة و120سنة وفى عصرنا 60 أو 70 سنة وسيستمر فى هذا التناقص . ويزعم الناس أن الطب تقدم تقدما هائلا . وينسوْن أن من كان يموت فى مثل أعمارهم فى العصور القديمة كان يُدفن فى مقابر الأطفال! أيهما تقدم: الطب أم المرض؟!
كل هذه التصورات والقياسات التي تدور في مخيلتنا يا سيدي هي عند الله محسوبة ومقدرة فهو ( قدّر فهدى) فمعدل أعمارهم عشر مرات ضعف أعمارنا لكن لنا بالحسنة عشر أمثالها وأنا هنا ربما اجتزأت الخلق عموماً بأمة محمد وكذلك زادنا تشريفاً بأن جعل لنا ليلة بالسنة تعادل ألف شهر ألا وهي ليلة القدر ... يا سيدي لا المرض يقصر بالأعمار ولا الطب يديمها أو يجعلها تطول .. الأعمار مقدرة علينا ونحن في بطون أمهاتنا .. لكن الطب ربما سيخفف الألم .. سأل سيدنا موسى ربه .. قال ياربي ممن الداء؟ قال مني
قال موسى وممن الدواء؟ قال الله الدواء مني
قال موسى وما شأن الطبيب؟ قال رسولُ على يده أجري الشفاء .. لذلك أُمرنا أن نأخذ بالأسباب .. اذا مرضنا علينا أن نراجع الطبيب
بارك الرحمن فيك استاذنا فإن كثيراً من الأشياء تغيرت تقريباً بنفس النسبة أعلاه لكنها في حسابات رب العالمين متساوية في النتيجة