الشهور الهجرية هي وَفق الحساب القمري، ويقال إن الأسماء الحالية كانت قد اعتُمدت في عهد كِلاب بن مُرّة – الجد السادس للنبي الكريم.
وضعت العرب أسماء الشهور غالبًا بما وافق المناخ والبيئة ذلك الزمان، فسموا كل شهر بما ألفوه من معاني ذلك الشهر وحالاته.
أول من أدخل التاريخ الهجري هو الخليفة عمر بن الخطاب، وذلك باحتساب يوم الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة في 16 تموز 622م، فبدأ بالمحرّم لأنه شهر حرام، وبعد انصراف الناس من حجّهم.
إليكم الشهور وأصل المعنى:
المُحَرَّم:
سُمّي بذلك لأن العرب في الجاهلية حرّموا القتال والتجارة والصيد فيه.
جمعوا المحرم على المحرَّمات والمحارم والمحاريم.
أما الأشهر الحُرُم فهي ثلاثة سَرْد وواحد فرْد، فالثلاثة المتتالية هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وأما الفرد فهو رجب.
ملحوظة: هناك من رأى أن (المحرّم)- بالتعريف- أطلقه الرسول على شهر (صفر) الذي يسبق صفرًا، ويبدو أنه كان هناك صفران.
صَفَـر:
من معانيها الخلوّ، إذ كان العرب بعد الأشهر الحرم ينطلقون لشئونهم للقتال وسواه، فيتركون بيوتهم صِفرًا أي تصفُر- تخلو من أهلها، وهناك اجتهادات أخرى للمعنى.
جمع (صفر) أصفار.
ربيعٌ الأول:
في الشهر الذي أطلق العرب على الشهر هذا الاسم كانت الأرض قد أربعت وأمرعت، أي خصبت، فمن معاني الربيع المطر، ومن معاني الارتباع كذلك استقرار الناس بعد الغزو.
ربيعٌ الآخر:
هو الربيع الذي يلي الأول، والأصوب أن نصِفه بالآخر، مع أن الوصف (الثاني) وارد في بعض المصادر القديمة.
قلت الأصوب هو (الآخر) لأننا لا نعدّ هنا عددًا ترتيبيًا فلا نصل إلى الثالث والرابع مثلاً.
لتثنية الربيعين يُقال: شهرا ربيع، أو أشهر ربيع.
جمع ربيع أربِعاء، وأربِعة مثل نصيب: أنصِباء وأنصِبة.
جُمادَى الأولى:
عندما سُمّي الشهر كان جمود الماء من شدة البرد، وهذا هو الغالب في شرح ذلك.
رَجَب: رجّب معناها عظّم وهاب، ومن المعاني رجّب الشجر أي دعمه لئلا ينكسر من حمل الثمر، وهناك اجتهادات أخرى.
وهو من الأشهر الحرم، ويسمى (رجب الفَرد)- كما بيّنت أعلاه.
وبعضهم يطلق عليه (رجب الأصمّ) أي الهادئ، فلا يُسمع صوت السلاح.
جمع رجب= أرجاب.
شَعْبان:
سمّي في حينه عندما تشعّبت القبائل بين الحرب والإغارة بعد القعود. وربما لما شعبوا فيه أنفسهم، وانقسمت فيه قبائلهم، وكونت شعوبًا. جمعه شَعْبانات.
رمَضان:
أطلق عليه العرب هذا الاسم (عندما سموا الأشهر) رمضان لإرماض الأرض من شدة الحر، وفي الإسلام اكتسب معنى حرق الذنوب، إذ يصوم المسلم رَمَضاناتٍ كثيرة، وتجمع كذلك على أرمِضة، رمَضانين.
كثيرًا ما يضيف المسلمون قبل (رمضان) كلمة (شهر) = شهر رمضان إجلالاً له وتمييزًا، ذلك لأنك في الأشهر الأخرى تستطيع حذف كلمة (شهر)، وربما لأن (رمضان) من أسماء الله على رأي بعضهم، ويجب التمييز بين اسم الجلالة وبين الشهر.
شوّال:
كانت الإبل في حينه شالت أذنابها لاستعدادها للتكاثر والتناسل. وجموع اللفظة: شوّالات وشواويل وشواوِل، ومنهم من ذهب في معناها إلى معنى ارتفاع الحرارة وإدبارها بعد رمضان الحار.
ذو القعْدة:
لقعود العرب في منازلهم بعد الغزو والصيد والقتال، أو لأنهم ذللوا القِعْدان للركوب، فهو من الأشهر الحُرُم.
يصح كسر القاف كما يجوز فتحها.
ذو الحِجّة:
كان العرب يحجّون في هذا الشهر ويقضون مناسكهم، وهو كما ذكرت من الأشهر الحرم.
جمع ذو القعدة، وذو الحجة= ذوات القعدة وذوات الحجة.
ملحوظة: هناك أسباب أخرى لتسمية كل شهر وردت في كتاب جواد علي (المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام،) ج8، ص 458- 461.
لاحظنا أن كل الشهور أسماء مذكّرة إلا الجُماديين.
قبل ذلك:
كان أسماء الشهور الهجرية عند بعض العرب (العاربة) هو كما يلي وحسب الترتيب:
مؤتَمِر، ناجِر، خوّان، بُصان، رُنّـى، حنين، الأصمّ (لاحظ بقاء صفته لشهر رجب)، عاذِل، ناتِق (اسم رمضان سابقًا)، وَعْل، وَرْنَة، بُرَك.
هناك تسميات أخرى لدى بعض القبائل، فمن أحب أن يراجعها فعليه بكتاب العلاّمة جواد علي (المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام) ج8، ص 444، وهو يفصّل في عشرات الصفحات موضوع التاريخ والتقويم.