عندما نستعرض نثر أبي العلاء المعري خاصة في رسالته رسالة الغفران ورسالة الملائكة، و أجزاء من الفصول والغايات وطائفة من الرسائل التي كان يوجهها إلى أصدقائه نرى نثر أبي العلاء محشواً بالغريب من الجمل كأنها طلاسم لا يفكها إلا سحرة إضافة إلى غلوه في السجع كأنك تقرأ سجع الكهان و إلى ورود كثير من الكلمات الحوشيه، وهذا مما ينافي البلاغة حتى أن كثيراً من النقاد في عصره والعصور الأخيره أنتقدوه في ذلك و أبعدوه عن دائرة البلاغة التي هى في الأصل على المتكلم أو الكاتب أن يبلغ ما عنده بإيسر السبل. هذه حقيقة البلاغة وليس الإعتماد على التعقيد والكلمات الحوشية التي بنفر منها السامع والقارئ.
ذلك حتى أن المستشرقين من الغرب مثل دانتي في رسالته " الكوميديا االإلهية the divine comedy وكذلك جون ميلتون في رسالته " الفردوس المفقود the lost paradise لم يتوصلوا إلى الكثير من معاني جمله وشرح كلماته الغامضة.
ورسالة الغفران كتبها المعري ردًا على رسالة بعث بها إليه صديقه ابن القارح، في تقبل الشرع وذم من ترك الوقوف عنده ـ وفيها يمازح المعري صديقه ويعبث به ويشير من طرف خفي إلى أنه كان مشككًا غير قوي الإيمان.
آخر تعديل عبدالله علي باسودان يوم 02-03-2017 في 11:26 AM.
أدب المعري أيها القدير لطالما مال نحو الإيهام والتوغل حد التفاف المعاني حول نفسها..
ربما كان هذا نابعا من عوارض نفسية ألمت به، فضلا عن حالته الصحية المعروفة
والتي لا بد أنها أثرت في رؤاه الأدبية أيما تأثير..
حفظكم المولى ورعاكم
محبتي والألق