الحقّ === تراودنى نفسى في امرأة فلان . فقلبى يعشقها ، وكلما رأيتها تعطشت روحى لها . وإذا حدث واختليت بها ، قلت في سرى "هيت لك" . ويهتف في داخلى صوتٌ حاقدٌ يهمس قائلا "لماذا حرم الله الزنا؟" فالنفس تواقة وذواقة لملذات الحياة . ويظل ذلك الصوت يلاحقنى في صحوى ويؤرق منامى . وذات ليلة هادئة سكنت فيها الرياح الهوجاء والأمواج العالية العاتية في صدرى ، مر بى سكونٌ ولحظات من الطمأنينة ونوبةٌ من الرشد وطيفٌ من الحجى فسمعت صوتا آخر يهمس لى في رفقٍ وتؤدة "..وماذا بعد معاشرة زوجة فلان؟ إنها زمنٌ يسيرٌ جدا سيمضى كالبرق أو كمنظرٍ يعجبك من نافذة قطارٍ مسرعٍ ينهب الأرض لا يلبث أن يختفى في الأفق مستترا ، ثم يعقبه شعورٌ بأنك قد خلطت نسلك بنسل فلان . يا لسوء السبيل . لمن الولد القادم؟ له أم لك؟ لا يكفى حساب الفترة المتبقية لقدوم الولد ، فقد شاركته بأثرٍ منك . ولست بناجٍ إن لم يجئ ولد ، فقد سرقت معنىً كبيرا من فلان . ولا يغير في الخطب شيئا أن يعرف فلان ما جنيت في حقه أم لم يعرف . سيان إن عرف أو لم يعرف . وليس فلان وحده هو الذى سرقت منه ذلك المعنى ، فقد سرقته من امرأته أيضا . نعم هى شاهدة وهى من مكنتك بالسرقة ولكن ذلك لا ينفى أنك سرقتها . وليس فلانٌ وخليلته فقط هما من سرقتهما . لا ، هنالك أبرياء آخرون سرقتهم! . سرقتك تطول ، فيمن تطول ، أبناءهما أيضا...وللأسف الشديد فقد سرقت نفسك أيضا . ففى مقبل الأيام ستحتقر نفسك وتشعر بالخزى والذل والصغار..الآن أفهم جيدا معنى القول الحق " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً وساء سبيلا" . نفسى في هذه اللحظة تشرح لى معنى هذه الآية . ولو اجتمع فقهاء الأرض قاطبة ما شرحوها لى مثلما تشرحه نفسى!!