ذاكَ لــيــلٌ حــــازبٌ أفِــــدا
يــالَ حــزنٍ فــيَّ قــد وقَـدَا
لـفّني لـيلُ الأسـى سَـهرا
بــات فــي عـينيَّ مـا رقـدا
قـد حواني الذنبُ في ظُلَمٍ
ذبـــتُ فــي أرجـائـهِ كَـمَـدا
كـل ذنـبٍ فـي دمـي دُسرٌ
دُقَّ في القلب الأسى وتدا
إنّ أقـسى الـحزنِ مـعصيةٌ
قـطّـعَـتْ أحــزانـيَ الـكـبـدا
كــلــمـا فــارقــتُ غـيـمـتـهُ
بـالـفـؤاد الـحـزن قــد لَـبَـدا
يـــا ذنـوبًـا لـسـتُ أجـهـلها
أنـصبتْ من حمْلها الجسدا
مـن ذنـوبي الحزن أوهنني
واسـتـبدَّ الـيـأس قــد غَـرَدا
لــــي فـــؤادٌ نـبـضـهُ ألـــمٌ
كـم مـن الأحـلام قـد فَـقَدا
لـــي فـــؤادٌ راعـــهُ حَـــزَنٌ
مـن بـقايا الـفرح مـا شـهدا
حـلـمـنـا جَــفَّــتْ مـنـابـعـهُ
مـــاؤُهُ بـالـقـلبِ قـــد نَـفِـدا
كــلّــمـا عــانــقـتُ أمــنـيـةً
ثـارَ جـرحُ الـيأسِ , قـد نَـهَدا
قـد وأدتُ الأمـس فـي غدهِ
كـيف يـنمو الحلمُ ؟ ما وُئِدا
عــنـدمـا نــازلـتُ ذاكــرتـي
شـدَّ تـاريخُ الأسـى عَـضُدا
ضــاع عـمـرٌ لـسـتُ أذكــرهُ
قـد زهِـدتُ فـيهِ , مـا زهِـدا
مــا وجــدتُ الـنفس هـادئةً
جُـبتُ فـيَّ الـعمرَ كي أجدا
إنـنـي والـحـلم فــي جـلـدٍ
قـــد هــويـتُ كـلـما صـعـدا
فــــي بــــلاد الله مـغـتـربٌ
كـــلُّ هـــمٍّ لـلـحـشا وفــدا
مـا اتّـخذتُ الـصحبَ مُـرْتَكَنًا
واتّــخـذتُ اللهَ لـــي سـنـدا
مــنـك يـــا ألـلـه يــا أمـلـي
(أسـتـمدُّ الـعون والـمددا )
إنْ أطـعـنـا الله فـــي غـدنـا
صـــارت الـدنـيـا لــنـا رَغَــدا
لمْ نـطعْ فينا الهوى عَمدًا
إنْ أطـعناهُ – الهوى – عُبِدا
إنْ تـمادى الـظلم فـي بـلدٍ
لـم يـكن فـي أمـرها رشدا
البحر المديد