ديوان الشاعر/ كمال عيزوق

على بركة الله أبدأ

تدوين قصائد الشاعر
كمال عيزوق

انتظار

إني انتظرتك كانتظار الزهر للمطر السجين
يكوي ضلوعي الهجر والسر الدفين
سأذكرُ فيك ما أذكر
سأذكرُ لونك الأسمر
سأذكرُ قبلةً بقيت على شفتي بها أسكر
وحيداً زادهُ الوجدُ
بدون مؤنة أُبحر
حدودُ الشوقِ موغلةٌ
تناديني إلى بستانك الأخضر
فكأسي بالهوى فاضت
وليلي لونه أغبر
سمائي غيمة سوداء
زماني بسمتي أنكر
سأرحل عنكِ للمجهول
خريفي لوّن الأشياء بالأصفر
خطوطٌي ملّها العراف
وعن آتٍ قريبٍ فيها قد عبر
يكاد ربيعنا يرحل
وبوّحُ الريحِ بالميعاد قد ذكر
أنا مشدود للسر الذي فيكِ
أنا مشتاق لا أنكر....
أنا مشتاق .....لا أنكر


الوافر

أمنيات

يطلقُ الفجرُ خيوله
في مجازاتِ الصباح
تتنادى لمةُ الأطيارِ جمعاً
وتغرد بتراتيل الفلاح
همها لقمة عيشٍ
لا تبالي بأنين أو نواح
لو تعلمنا من الطير السلام
كان أجدى من تهاويم النباح
لو تعلمنا من الطير الأمان
وتجاوزنا تخاريف الصياح
لم يكن فينا جريحٌ
أو قتيل بسلاح
بعد أن صرنا صغاراً
دمنا صار مباح
بعثرونا في البراري
نال منا الاجتياح


الرمل

لا تحسبي.........

**

لا تحسبي أنّي هرمتُ كعاشقٍ

وخبا ضِرامُ جنوني

لا تحسبي أنّي تعبتُ

وكلَّ مني الخافقُ

أو في الملاحم خيبتني أسهمي

**

ما زال قيسُ يصولُ في الميدان

وجميلٌ يبحث

عن بثينةَ في القبائل

ما زال قلبي ذاخراً بربيعه

ومن العذارى لا أرى

إلا الحسان

ما زلت أبحرُ في القصيِد

كفارسٍ ركبَ المحالْ

وعلى تلالِ العامرية

قد رَكَزتُ مداميكَ الوصال

ما زال كأسي مترعاً بمدامةٍ

تحيي اليباس


الكامل

عزف منفرد



**

في فضاءِ الروحِ

ينهمرُ الصباح

وعلى لسانِ القلبِ

تعلو نغمةُ الغزلِ المُباح

وفراشةٌ زرقاء

قابَ الفجرِ تجثمُ بارتياح

ورد الشآم يعانقُ الكباد

وعلى ضفافِ الشام

يغفو كالوشاح

أنسامهُ للروحِ عطرٌ

وبه نبلسم

ما تقرحَ من جراح

**

الشمسُ غذتْ بالمسيرِ

هدلَ الحمامُ مؤذناً

في كلِّ ساح

يا عاقدات الحزنَ في بلدي

طلَ الصباحُ

فأسدلوا ستر النواح

**

للمخطئين بحقِ هذي الأرض

أكثرَ من سؤال

من لم يذقْ من خيرها

طعم السماح ؟

فإلى دمشقُ تواردوا

فرجوعكم للأم

عنوانُ الفلاح

*********

قناعة

أنا يكفيني ابتسامة


ريشةٌ بيضاءُ من جنحِ حمامة


أو سلامٌ أو كلامٌ عابرٌ فيه إشارة


بعد هذا ربما يهدأُ قلبي


وتكفيِّنَ قليلاً عن سؤالي


فأنا ألمحُ فيك


كلَّ أنواع الإثارة


هل فهمتِ


كل أنواع الإثارة


فخذي مني حناني


وامنحيني بعض ما أصبو إليه


فأنا أكرهُ


كلَّ ألوانِ الخسارة


كلَّ أنواعِ الخسارة





الرمل

مناجاة

قضيتُ الليالي
أناجي القمر
وحيداً غطائي السماءُ
خليلي السهر
سميريَّ طيفك
وسربُ حمامٍ
يروم السفر
روائحُ عِطركَ
تئمُ المكانَ
تراودُ نفسي
وبينَ الورودِ
حديثٌ يدورُ
ويفشيَّ سراً
على مسمعي
خفيفاً عَبر
أطلّتَ الغيابَ
وعنكَ السؤالُ يدورُ
ونارٌ سرت في الهشيمِ
وجمرُ الظنونِ
نما و استعر
تركتَ عهودكَ
نهبَ ظنوني
تركتَ السطورَ
نسيتَ الصور
سألبسُ حزنيَّ
وأسرجُ صمتيَّ
وأطفئُ جمريَّ
فظلمُ القلوبِ
برهنِ القدر **
تعبتُ مراراً
وخفتُ انهياراً
أنا بشرٌ مثلُ
باقي البشر
حياتي عذابٌ
نهاري حيرة
تهاجمُ قلبي
أخافُ الظلامَ
أخافُ المطر
زماني نصلٌ
و سيفٌ مُسلط
يُعمقُ جرحي
لأجلك سأرسم
فجراً جديداً
بلونِ الشجر
شهيُ المحيَّ
أنيسُ الملامح
طال انتظاري
وطال الحذر

قرص الشمس .....
**
أجملُ ما في الدنيا
أن تشعرَ أنك تولد يومياً
مع قرصِ الشّمس
أن تصحوَ كي ترقبَ
صبحَ اللهِ ولونَ الفجرِ
أن يتلونَ وجهُك
باللونِ الذّهبيِّ
القادمِ من أعماقِ الكون
أن تشهد عيناك
حنينَ الأرضِ
وهي تعانقُ خيطَ الشمسِ
القادم صبحا لينيرَ الكونِ
ذهبيا ينشرُ ريشهُ كالطاووسِ
قويا يدحرُ أثارَ
ظلامِ الليل
يتباهى بالألوانِ القزحية
الحبلى بجمالِ الكون
أجمل ما في الدنيا
أن تشعرَ أنكَ جزءٌ
من هذا الخلقِ
وأنك محورُ هذا الإبداع
وأن العالمَ مختزلٌ
بين جناحيك



المتدارك

غدر الرجال........
**
أنا لا أبكي
كما تبكي النساءُ
لأيّةِ حادثةٍ تمرُّ
فكلُّ شيءٍ يُشرى
وقوافلُ الأحزانِ
قد تجدُ المَمَرْ
**
لكنني أبكي من الغدرِ
الذي جرعتني كأسهْ
ومن الخيانةِ والنذالةِ
وشيطنةِ الرجال
وكنت رجسهْ
**
ما ذا فعلتُ لكي تعاملني
كأيةِ سلعةٍ أودعتها
سوقَ المزاد
أم قد حسبت بأنني فرسُ الرّهان
**
يا أيُّها المأفون لا أبكي عليك
لكنني أبكي على زمني
أبكي على ندمي
أبكي لكي تبْرأ جراحي
من صديدك
أبكي لكي أنسى سخافة ما كتبت
لكي أنسى تفاهة ما صنعت

********


الكامل

الغربة
**
ألمٌ يعتصر القلبْ
وحنينٌ يخترقُ الاحشاءَ كنصل السّيفْ
لا تقدرْ أن تنسى أنك في الغربة مطعونْ
الغربةْ جرحٌ ينزفُ ليلَ نهارْ
الغربةُ صحراءٌ وسرابْ
تكثر فيها أنهار الوهم وحقولُ الصبّارْ
وعواء ذئابٍ أنهكها الجوعْ
تمزقُ بمخالبها جسَد الليلْ
في الغربة تشعرُ أنك مهزومٌ
وغريقٌ لا تتقنُ فنَّ العومْ
في الغربة تحتاجُ لشاطئ تلقي مرساتَكْ
للغربة ألف لبوسٍ ولبوسْ
بعدُك عن وطنك غربةْ
فقرُك في وطنك غربةْ
سجنك في بيتك غربةْ
والغربةُ ......في الغربة .......غربةْ




المتدارك