يقول تعالى مخبراً عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللعب والعبث والباطل {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} كقوله جلَّ وعلا:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ [1]}.
وقال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ[2]} ؟ ثم قال تعالى: { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} وهو يوم القيامة يفصل اللّه تعالى فيه بين الخلائق، فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين، وقوله عزَّ وجلَّ{ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} أي يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}أي لا ينفع قريب قريباً كقوله سبحانه وتعالى:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْيَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ[3] }، وكقوله جلتَّ عظمته:{وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا * يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ[4]}، أي لا يسأل أخ أخاً له عن حاله وهو يراه عياناً، وقوله جلَّ وعلا:{ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}، أي لا ينصر القريب قريبه ولا يأتيه نصر من خارج، ثم قال:{إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} أي لا ينفع يومئذ إلا رحمة اللّه عزَّ وجلَّ بخلقه
{ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} أي عزيز ذو رحمة واسعة.