لا تسأليني
**
لا تسأليني كيف أغزلُ من خيوطِ الريح لحناً
فأنا كربَّانٍ مخضرم
أطوف بحاراً موّجَها الغزلُ
أبحث في الأعماقِ عن دررِ المعاني
بين جزائر العشاق و المرجان
ومن ثمار الشوق يرتسمُ العنوان
اتقنت من صغري الصيدَ ما بين الغيوم
قصيدتي أغزلها من روعة النّجوم في السماء
وحمرةِ الخدود وبسمةِ الشفاه
ورعشةِ الصدود
وصبّ عاشق تجاوز الحدود
قصائدي عذراءُ كزبدِ الشّلال
كثمر التفاحِ غصّتْ بها السلال
قصيدتي كأسٌّ من الآهات
يرشفها العشاق
تحت وارفٍ في مكمَنٍ بين التلال
وأَبْحُري لا تعرف الشطآن
لكنها من الألوان ترتدي الأحزان
قصيدتي روح بلا جسد
ولونها كزرقة السماء
وطعمها كشفةٍ بريئة لا تعرف القبل
لا تعجبي إذا كتبت في مجون
فأعذبُ الأشعار يكتبها مجنون
**
لا تسأليني كيف صارَ الحــزنُ يسـري في شراييني
ولا عن جمرهِ الوهّاجِ في ماضي سنيني
لا تسأليني عن مدى ألمي
أو نزيف الــدم من قلمي
انا لم أعدْ أقوى على حملِ الهموم
وشراعي لم يعد يصمدُ في وجـــــه المتاعب
أنا زهرةٌ ذبُلت حزنا على وطني
أنا طائرٌ أفراخه في عشهِ قُتلت
أنا ضائعً… ..
وبهمتي ضـاع الوطن
ودماؤنا.....
للأرض ندفعــها ثمن