الإسلام والرق
=========
عندما نحكم على الإسلام فى أمرٍ ما يجب علينا أن ننتقل بخيالنا إلى العالم فى العصر الذى كان فيه ذلك الأمر سائدا . ولا نحكم عليه بمعايير زماننا . فالمجتمع الدولى فى زمن نزول الإسلام كان مجتمعا مختلفا لا مقارنة البتة بينه وبين مجتمع القرن الحادى والعشرين . والإسلام دينٌ مرن مطاط يتكيف مع وضع الناس وحالتهم الراهنة . كان الرق يسود العالم كله بلا استثناء فكان الرق فى الإسلام أرفق وأيسر حالات الرق كافة . وكان الرق يأتى للمجتمعات من مصادر كثيرة جدا فحصره الإسلام فى الجهاد فى سبيل الله ، وحُق له ذلك . لماذا؟ لأن من عادوا الإسلام لدرجة تجعلهم يرفضون بلوغ الدعوة لشعوبهم ويرفضون دفع الجزية وأعدّوا فى سبيل ذلك الجيوش المسلحة بأعتى الأسلحة أكيد أنهم لو انتصروا لانتقموا من المسلمين ومثلوا بهم أبشع تمثيل . ومع ذلك يعاملهم المسلمون وهم أرقاء كإخوان يطعمونهم مما يأكلون ويلبسونهم مما يلبسون ولا يكلفونهم من العمل إلا ما يطيقون..إلخ فإن أسلم أحدهم كان جديرا بأن يُعتق ولا يستمر فى الرق .
فى عصرنا الحديث لا يوجد رقيق . فنحن عادةً لا نرى اليوم أرقاء يقتادهم مالكوهم فى الشوارع . ولكننا نسمع بأنه ما زال موجودا فى قليل من الدول الإسلامية كموريتانيا مثلا . ينبغى فى هذه الحالة أن نعتبر موريتانيا حالة شاذة يجب استئصالها من قبل المسلمين ولا نعتبرها قدوة . فالإسلام دينٌ مرنٌ يتكيف مع المجتمع الدولى . وقد أُعطى الخلفاء المسلمون تصريحا بمسايرة العالم فيما يقررونه من قرارات تصب فى مصلحة رعاياهم . فالمسلمون أولى الناس والإسلام أولى الأنظمة فى الرفق بالإنسان وتحرّى الخير له . وفى التاريخ شواهد لخلفاء مسلمين حرصوا على هذا المبدأ . ومن شذ منهم يجب أن يتعرض من منظومة الدول الإسلامية للفت النظر والتحذير ، والحرب عليه إذا لم يستجب لمواكبة العالم فيما فيه خير شعبه !
صدقت أيها القدير
اختلف الحال الآن وباتت الشعوب أكثر إدراكا وأشد فطنة
لكلّ منا حق اختيار حياته مهما كانت مكانته
لكنه للأسف بدأ الرق يعود رويدا رويدا مع أزمات الأمة وتنظيم داعش الإرهابي
ولم يتدخّل أحد للآن
بوركت