"ولو أنما في الأرض من شجرةٍ أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله"
كان في الماضى يُخيل لى بأن هذه الآية هي صيغة مبالغة لكلمات الله . وكان ذاك التخيل ينتج عندما أتخيل عودا صغيرا قُطع من شجرة من غابات الأمازون وبُرى طرفه وغُمس فى المحيط الأطلنطى وقد تحول إلى حبرٍ أزرق وبدأت أكتب به فى ورقة . وكلما جف الحبر اغمسه ثانيةً واكتب . فإذا صغر القلم ألقيته وقطعت عودا آخر واستأنف الكتابة...يا للهول! وأتوقف قليلا أتساءل: هل يُمكن أن ينتهى المحيط الأطلنطى؟ ثم أعود فأسأل نفسى: وماذا كتبت أنت؟ إنك تود كتابة أسماء الأشجار والأعشاب فى غابة الأمازون وهى جزء واحد من بليون جزءٍ من النباتات . فمتى ستُنهى غابة الأمازون بأكملها ثم تنتقل إلى غابةٍ أخرى؟ وطفت بخيالى وأنا أقضى العمر بأكمله فى أحراش الأمازون فقط . لم انتقل بعد إلى غابةٍ مجاورة . لم انتقل بعد إلى غابات فيتنام وكمبوديا وسائر الغابات المطيرة فى آسيا ناهيك عن افريقيا . ولم انتقل بعد من عالم النبات إلى عالم الحشرات . وفى كل عائلة من حشرة سألبث عمرا أدوّن أسماءها وأسماء غذائها وأجزاء أجسامها..ومتى سأنتقل من عالم الحشرات إلى عالم الزواحف؟ لو عُمرت فى هذه الأرض ألف عام لما أكملت نوعا واحدا من خلقٍ واحدٍ من مخلوقات الله . فاستسلمت لصدق الآية . هذا فى الدنيا فقط..دعك من مفردات الدار الآخرة !
فعلا.. لا مزاح في كلام الله عز وجل
القرآن معجزة وإعجاز
والتدبّر فيه خشوع يذهل العقول
مطلب جدير بالتأمل كما عودتنا
تقديري الجم
***********************
فعلا صدقت المقولة "ولا تنقضى عجائبه" يا هديل ، مع تحياتى