حفيدات بلقيس
=======
حكم اليمن دولٌ شتى كان من بينها دولتان شهيرتان ، دولة بنى نجاح الحبشى وكانت سُنية المذهب ، ودولة بنى صُليح وكانت فاطمية تُحكم تحت سيادة الخلفاء الفاطميين بمصر . أما دولة بنى نجاح فلم يسد من نسائها امرأة لها فى التاريخ ذكر . وأما دولة بنى صليح فكان منها نساء عظيمات ، أشهرهن أروى بنت أحمد (أعظم ملكات العرب فى الإسلام) . كانت قارئة كاتبة تحفظ الأخبار والأشعار ، ساست الملك ولعبت بالرجال . وماتت عن نيفٍ وتسعين عاما ، فزالت الدولة بزوالها . ملكة سبأ مذكورة فى القرآن الكريم . ومذكورة كذلك فى العهد القديم من الكتاب المقدس . وقد استهوت قصتها ألباب أصحاب الأخبار فى القديم والحديث فبنوا حولها من القصص والأساطير ما ليس له أصل فى القرآن
الكريم ولا فى العهد القديم . فسماها الإخباريون من العرب بلقيس ، وهو اسمٌ لم تُعرف به فى أىٍ من الكتابين ، ونسجوا حول ذلك الإسم تاريخا وأخبارا ما زالت صحتها تفتقر إلى الدليل . مكانة المرأة بين العرب أما اليوم فالناس يسارعون إلى نشر ما انطوى من أخبار شهيرات النساء فى العصور العربية الماضية يدفعهم إلى ذلك رغبتهم أن يتبينوا ويبينوا للناس أن مكانة المرأة بين العرب لم تكن ضعةً وهوانا . وأن الفضل بين نسائهم ثابتٌ مشهور . ولكن صيت بلقيس فى اليمن قبل الإسلام غطى على ذكر شهيرات النساء فى اليمن بعد الإسلام ، بحيث لم ينتشر لهن فى أزماننا هذه ذكرٌ إلى جانب غيرهن من شهيرات نساء العرب فى الأقطار الأخرى .
...ونُكمل قصة أروى بنت أحمد فى لقاءٍ قادم
ونزولا عند رغبة الشاعرة هديل الدليمى إليكم الفقرة التالية:
------------------------------------------------------
مولد أروى بنت أحمد
وُلدت الملكة الحرة عام 440 هـ ، وتقول الأخبار أن أسماء بنت شهاب تولت تأديبها وتهذيبها . والأخبار كثيرة عما كان يبدو يبدو عليها من مخايل النجابة الهمة في صغرها ، ولعل معظمها مما تزيّده الناس فيما بعد ليوافق ما رأوه فعلا من عظمة مكانتها وعلوّ همتها .
ومما يؤسف له أن التواريخ مضطربة متضاربة في هذه الحقبة ، وقد يذكر بعض الأخبار تاريخا لحادثة ويذكر خبرٌ آخر تاريخا لها بعد ذلك بعشرين سنة . ولكن يبدو بعد التمحيص أن المكرم أحمد بن على الصليحى تزوجها عام 458 ، قبل مقتل أبيه بعام . وفى عام 460 بعد استنقاذ أمه زبيد ، بدت عليه عوارض الفالج .
ونزولا عند رغبة الشاعرة هديل الدليمى إليكم الفقرة التالية:
------------------------------------------------------
مولد أروى بنت أحمد
وُلدت الملكة الحرة عام 440 هـ ، وتقول الأخبار أن أسماء بنت شهاب تولت تأديبها وتهذيبها . والأخبار كثيرة عما كان يبدو يبدو عليها من مخايل النجابة الهمة في صغرها ، ولعل معظمها مما تزيّده الناس فيما بعد ليوافق ما رأوه فعلا من عظمة مكانتها وعلوّ همتها .
ومما يؤسف له أن التواريخ مضطربة متضاربة في هذه الحقبة ، وقد يذكر بعض الأخبار تاريخا لحادثة ويذكر خبرٌ آخر تاريخا لها بعد ذلك بعشرين سنة . ولكن يبدو بعد التمحيص أن المكرم أحمد بن على الصليحى تزوجها عام 458 ، قبل مقتل أبيه بعام . وفى عام 460 بعد استنقاذ أمه زبيد ، بدت عليه عوارض الفالج .
شكرا ملء القلب أخي المهذب سر الختم
تقبل إعجابي بمنشوراتك الجميلة
كل ما تأتي به منسوج بخيوط من ذهب
نستفيد ونستمتع
لك كل التحايا
********************************************
وللأديبة ليلى أمين نُفرد الفقرة الأخيرة من "حفيدات بلقيس"
أروى تموت في أوج مُلكها
وعاشت الملكة بعد ذلك حتى سنة 532 هـ فى هيبة المُلك وجلال المقام رغم علوّ سنها فلما ماتت عن تسعين ونيف زالت الدولة بزوالها .
وأما صفتها فكانت بيضاء حمراء ، مديدة القامة ، معتدلة البدن ، إلى السمن أقرب ، كاملة المحاسن ، جهورية الصوت ، قارئة كاتبة ، تحفظ الأخبار والأشعار والتواريخ . وكان يُقال لها "بلقيس الصُغرى" لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها . وقد رفعها الخليفة المستنصر الفاطمى إلى مقام الحجج فى سلسلة الدعوة الفاطمية ، وهى مرتبة فوق الدعاة ، فقام من يعترض على رفع أنثى إلى مرتبة حُجة . وناهض هؤلاء أنصارٌ لها قاموا يدافعون عن كرامة الإناث ، وأن لهنّ فضلا لا يُنكر إذا تميزن بالصفات الحميدة المرغوبة .