رفقا أيتها السماء ---------------------- دُخانُ يأسٍ .... ألسِنَةُ لَهَبٍ تلتهِمُ أروِقَةَ الوجْـدانِ والشموعُ من فرْطِ بكائِها انحنتْ ..... وتسرَّبَ العطـرُ من براثنِ القَسوةِ ... على أرضٍ يابسٍ تبعــثرَ ... هل كُتبَ علينا أن نصارِعَ زمناً .. بجبروتِهِ حطَّمَ الآمــالَ ؟ وبعباراتِهِ المدمِّرة أزهقَ ربيعاً بالدَمعِ والفرحِ سقيْناهُ ؟ كُنا نزرعُ الرياحينَ بين أكـوامِ الشّوكِ غيرَ آبهينَ بنزفٍ يُدمي القلوبَ .... ولا بجُرحٍ تشبَّعَ ملحاً قد اختصرْنا عمرا امتلأَ نفوساً خرقاءَ وعلى قممِ البهجةِ بنيْنا مجداً .. زينتْهُ شناشيلُ مفراداتِنا الانَ .. غَرُبتْ شموسُ الأملِ وانتفضتِ الشهُبُ عائدةً إلى محجرِها ونحن .. أضحينا نقيمُ بالعـراءِ ... بعدَ أن استباحَ الليلُ بظلمتهِ ثوبَ الأمانْ إلامَ ننتحبُ على أنقاضِ اليأسِ إلامَ ننعي سرابا من أمنياتٍ ظللتْ ذاتَ بياضٍ دروبَــنا حتى باتتْ جيوشُ القهرِ ترافقُــنا تنتهكُ بطولاتــنا .. وتستعذبُ لعـقَ جراحاتِنا أيتها السماء ترفّقي .. فمرافئُ العمرِ ما عادتْ تتّسِعُ لقواربَ الألمِ ولا عادتِ الروحُ قادرةٌ على عزفِ أناشيدِها على قيثارةِ الفرحِ ****************** 4 مارس 2020
وإذا أتتكَ مذمَتي من ناقصٍ .. فهي الشهادةُ لي بأنيَ كاملُ ( المتنبي )