آراء أهل المدينة الفاضلة
للفيلســـــوف أبو نصــــر الفــــارابى
القول فى الموجود الأول
الموجود الأول هو السبب الأول لوجود سائر الموجودات كلها ، وهو برئ من جميع أنحاء النقص ، وكل ما سواه فليس يخلو من أن يكون فيه شيئ من أنحاء النقص ، إما واحدا وإما أكثر من واحد . وأما الأول فهو خلو من أنحائها كلها ، فوجوده أفضل الوجود ، وأقدم الوجود ، ولا يمكن أن يكون وجودٌ أفضل ولا أقدم من وجوده . وهو من فضيلة الوجود فى أعلى أنحائه ، ومن كمال الوجود فى أرفع المراتب ، ولذلك لا يمكن أن يشوب وجوده وجوهره عدمٌ أصلا . والعدم والضد لا يكونان إلا فيما دون فلك القمر ، والعـــدم هو لا وجود ما من شــأنه أن يوجـــد .
ولا يمكن أن يكون له وجود بالقوة ولا على نحو من الأنحاء ولا إمكان أن لا يوجد ولا بوجه ما من الوجوه ، فلهـــذا هو أزلى دائم الوجود بجوهـــره وذاته ، من غير أن يكون به حاجة فى أن يكون أزليا إلى شيئ آخر يمد بقاءه ، بل هو بجوهره كافٍ فى بقائه ودوام وجوده .
كان إذ لم تكن سماء مبنية ولا أرض مدحيّة
وشمس مضيئة ولا ليل مظلم ولا نهار مضيء ولا بحر لجّي
ولا جبل راس ولا قمر منير ولا ريح تهبّ ولا سحاب يسكب
واحد أحد متفرّد صمد فرد
شكرا لاختياركم الجميل كما دائما
مودّة بيضاء
كان إذ لم تكن سماء مبنية ولا أرض مدحيّة
وشمس مضيئة ولا ليل مظلم ولا نهار مضيء ولا بحر لجّي
ولا جبل راس ولا قمر منير ولا ريح تهبّ ولا سحاب يسكب
واحد أحد متفرّد صمد فرد
شكرا لاختياركم الجميل كما دائما
مودّة بيضاء
-------------------------------------------------
تحية للشاعرة هديل لمرورها الدائم على المواضيع العتيقة وتعليقاتها الجميلة .