عندما أتأمل الزمن أجد أنه أكثر شيئ غامض في الوجود . كل شيئٍ أفهمه إلا الزمن . أفهم الهواء لأننى أستنشقه فيحترق داخل أنفى ورئتى فأكتسب منه طاقة وحياة وبعد ذ لك ينتهى مفعول الأوكسجين فيخرج مع الزفير . وكذلك الطعام وكذلك الشراب..وكل ما أراه أمامى ثابتٌ يمكن أن أراه مرة أخرى..الباب أوصده وأفتحه والسيارة توصلنى فلا أحتاج لها ثانيةً ولكنها عندما أحتاج لتوصلنى مرة أخرى تفعل ذلك . وكل شيئ أتعامل معه في الحياة يعيش معى فأتعامل معه مرة أخرى .
إلا الزمن . إنه غريبٌ جدا . إنه ليس شيئا موجودا كالباب والشباك والدولاب والمرآة والقميص وكوب الماء..إلخ . إنه شيئٌ مارٌ وليس شيئا أملكه..أو شيئا أستطيع استخدامه مرة أخرى إذا أردت !! تخيل نفسك راكبا فى قطارٍ مسرع وأنت تنظر من النافذة إلى المناظر التى تمر بك ! هل تملك عينك منظرا واحدا من تلك المناظر ؟ ..فأنت لا تملك ثانيةً واحدة من الزمن . إنك ترى الثانية قادمة ، وتراها مارةً أمامك ، ولكنك لا تملك إيقافها ..إذن هى ليست ملكك..ولا تستطيع أن تفعل نفس ما فعلت فيها مرةً أخرى ! أستطيع أن أفعل شيئا يشبه ما فعلته فى الثانية التى مرت..ولكننى أريده فى نفس الثانية التى مرت ولا أريده في ثانيةٍ غيرها ! وعندما تكون لى هذه الرغبة يلزمنى أن أطلب عودة الثانية التى مرت..وعندما تعود أفعل فيها نفس فعلتى السابقة فأكون قد حققت أمنيتى .. وإن كان تحقيقا ناقصا !!..يكون تحقيق أمنيتى كاملا ليس بعودة الثانية فحسب ، بل بعودة كل الظروف والملابسات التى كانت تصاحبها !!..فهذه استحالة مركبة وليست استحالة بسيطة ! أضرب لكم مثالا على ذلك : بالأمس الساعة الواحدة والنصف كنت سعيدا أضحك مع أطفالى وإخوتى ونروى الطرائف وكنا نضج في الضحك ..الآن أرغب في استعادة تلك الجلسة ، في نفس المكان ، بنفس الحالة السيكلوجية لى وللأطفال وللإخوة ، بنفس الجو المعتدل اللطيف ، بنفس الصحة الجسمانية والنفسية لى ولكل الأفراد ، ونفس المزاج الرائق لى ولكل الأفراد ، ويكون الوقت هو نفسه..إلخ إلخ..هذه هى الاستحالة المركبة..فهل تعود تلك الثانية أوالثوانى مرةً أخرى ؟!!
الزمن من صنع الله سبحانه ومن معجزاته الالهية ليس لاحد ان يملك الزمن او يتحكم به غير الله
يتوقف الزمن بالنسبة للانسان عند الموت يدخل الزمن صفر الى يوم البعث
قالوا من ايقظنا من مرقدنا .زهذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون
الزمن من صنع الله سبحانه ومن معجزاته الالهية ليس لاحد ان يملك الزمن او يتحكم به غير الله
يتوقف الزمن بالنسبة للانسان عند الموت يدخل الزمن صفر الى يوم البعث
قالوا من ايقظنا من مرقدنا .زهذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون
==============================
بكيت على الزمان بدمع عيني
فلن يغن البكاء ولا النحيب
هو الزمن الراحل بلا رجعة.. فطوبى لمن اغتنمه بما يرضي الله
مودّتي ودعائي