ديوان الشاعر / باسم الحاج

على بركة الله
أبدؤ تدوين
قصائد الشاعر

(باسم الحاج)

مصافحة متواضعة أولى لهذا المنتدى الراقي


هل تذكرين ..
يوم التقينا وانثنى غصن الحنين ..
وأرقت في عينيك خمر الوجد والشوق الدفين ...
حين التقت نظراتنا في غمرة النجوى
وترنحت أرواحنا من لذة النشوة ..
وارتد قلب هام في قفر السنين ..
هل تذكرين ؟ ..
كيف انسكبت عذوبةً فوق الشجون ..
ورسمت لون الفرح كحلا في العيون ...
ونثرت زهر الحبّ عطرا في المدى
فهمى على روحي كما قطر الندى
عشقٌ تسنّى دك أسوار السكون ..
هل تذكرين ؟ ..
عامان تهنا في سديمٍ الإرتياب ..
ظهر الهوى في غمرة التيه وغاب ..
وتقطعت في خافقي سبل الأمل
والدمع صلى فوق محراب المقل
حتى أتيت لينجلي هذا السراب ..
هل تذكرين ؟ ..
كيف ارتقيت أميرة عرش الدلال ..
وأسرت قلبي بين قضبان الجمال ...
منذ افترقنا وانحنت فينا الدروب
حتى التقينا قبل أن يدنو الغروب
يسري صداه بداخلي نفس السؤال ..
هل تذكرين ؟؟ ..

وقفت تغالب شوقها ..
ذات الرّداءِ الأحمر ..
والعطر ضمّخ جيدها ..
في نشوة يتقطّر ..
وارت له الأبواب ترقب لصّها ..
ذاك الّذي بجراءة .. حلّ القيود وقصّها ..
وتحسست معه الطريق إلى الشبق ..
خاضت بحار الشهوة الهيجاء ..
أعجبها الغرق ..
ومضت تغالب شوقها ..
ذات الرّداء الأحمر ...
وتنفسّت في لوعة ترجو الوصال ..
توّاقة لشفاهه.. ومدامها العــذب الزلال...
لمساته إن أهرقت سيل المجون ..
آهاته تلك التي ..
عزفت على وتر السّكون ..
ومضت تغالب شوقها ..
ذات الرّداء الأحمرْ ...
صعد السلالم يرتدي ثوب الوجل ...
ما راعه نيل الرّدى ...
بل مدنفا يرجو القُبل ...
صاد لريّان اللمى عذب الرضاب ..
جيد يعانق نحرها ..
ثم ينتشي فوق الهضاب ..
وقفت تغالب شوقها ...
ذات الرّداء الأحمر ..
وترنّحت في لهفة لمّا دنى وقع الخُطى ..
لمّا تبدّا خلجت ..
أقبل ولا تخشَ الخطى ...
وتعانقا كسحابتين وحلّقا فوق السَّما ...
برقٌ ٌرعيدٌنفثـا ...
فتقاطر الغيث همـا ...
ومضت تعانق جيده ..
ذات الرّداء الأحمر ..
وتقاذفا في حرقة لهب الغرام ..
حتّى إذا النجم هوى ..
وكلاهما نال المَرام ..
ثم ارتدت في حسرة ذاك الرّداء الأحمر ..
وترّنحت في دلّة ..
أو ذاك ما قد أسكر ؟! ...
ثم مضى في دُعجَة ..
والشوق عاد وأزهر ..
أنّى يعود طبـيـبها ..
ذات الرّداء الأحمــــ ر ..

تردّدي في سمـاء الــرّوح ألحانـــــا = وخلّفـي القلـب فــوق الغيم نشوانــا
مليكـة العشق هُزّي عرش مملكـــتي = يسّاقط الحــب من جنبـيـه ألوانــــا
عيونك الشهلُ لاحت نجمـةٌ بزغـــــت = فهاج بحر الهوى في النفس طوفانا
أخشـى عيونــا كبـدر الليل ترقبنــــا = تخشى علينــا ولكـن ليـس تخشانـا
إن لاوعتك تخال الشّمس قــد غــرُبت = مــن الشروق ويــوم الحشر قد حانــــا
نار من الشوق أجّت في الحشا سقرا = أتـت على يابــس الأشجان إتيـانــا
فبـات جسمــي سقيمــا ناحلا تعبــــــا = يرجو رضابا من المحبوب سلوانا
يا لاعـج الشــوق بلـّغ طفلــة سكنت = في رقـّة الطيب عن خافي حنايانا
واذكـر هيامـي وقل كم بـتّ أعشقها = أبلّغ الليـــل خيـط الصبح سهرانا
حتّـى الرّيـاض التـي ألفيت واسعة؟! = ضاقت عليّ وما ضاقت كما الآنا
ندهـت للصّبر هيـّا كــن لراحـــلتي = عــونا على شظـف الترحال ربّانا
فردّد الصّبـر أيــن الدرب أجهله ؟! = فقلــت أنـّى لقلــب بات هيمــانــا
يستذكـر الدرب والأركان ضيعهـا! = وتاه في غيهــب الأشواق حيرانا
خليلــة الــرّوح يا نيســـان أرقبــه = عمرا وما عرف التقويم نيسانا؟!
هـل الربيع وهل البِشـر وانهمرت = سحائب العشـق زهرا ثم ريحانـا
ومادت الأرض من زلزال غبطتنا = وعادنــي فـرَح قـــد غاب أزمانا
هــذا هو العشـق عمرا كنت أرقبه = حتـى قذَفــتُ الهوى ظلما وبهتانا
حقٌّ إذا أنــتَ؟! لا زيــــف ولا كذب = رَوحٌ من الله بعد الموت أحيانـــا
خليلة الروح يمضي الوقت فانتظري = تمّـوز موعــدنا والسّعــد مَلقانـا
يحميك ربي مـن الحسّـــاد لؤلؤتــي = مـن آبَ للـه لن يرتد خسرانا
أستــودع الله عند السّدّ لــي قمــــرا = العهـــد يجمعنــا واللـــه يرعانا

هبّ الهوى وانساب في أرجائـي = وتلحّفت سُحُب الغرام سمــائي
وانثـال قَطرُالعشق عذبـا رائقـــا = فتجمّعَـت لـقدومـه أشـــلائــــي
وتمايلـت أفنـانُ قلبـيَ غِبطــــــةً = عافت عجاف سنينهــا أنحائــي
سالت شِعـابُ الوجـدِ حتّى أينعت = روحٌ جفــاها ماطـــر الأنــواءِ
ها قـد رويتِ القلب حبّاً غامــــراً = ريّـانَ ينضـحُ بالغـــرام إنائــــي
يا مرحباً بقــدوم عشـقٍ خِلتــــُه = ضـرباً مـن الأحــلام والأهــواءِ
حتّى أتيتِ كمـا الصّباحِ مُغَـــردا = فأشّـعّ مـن بعـد الظّـلامِ سنائــي
أشرقت شمساً في حنايا مُهجَتي = مِنـها انْجلى بعد الإيــاس شتائي
عـاد الرّبيـع يزور قلبــاً قــــــدّه = بـردُ الصّقيع وقســـوةُ الأجـواء
فكسوتِه من دفء روحك بُـردةً = نشــوان يرفُلُ يـا لَحُسـن ردائي
ها قـد أتيت خميلــةً في ظّلّهـــا = يغفو ضجيجي وحدتي وعرائي
ألفيــت روحـاً عذبةً مثل النّدى = مزدانةً كالـرّوضـة الغنّـــــــــــاءِ
سوراً يضـم ّ العُمـرَ في جنبـاته = ويُعيذُ نفسـي مـن رحيــل نائــي
دومــاً دعوت الله هبني مسكنــاً = آوي إلـيـــه وقد أجاب دعائـــي
آلاء ربّي في حياتي جمّــــــــة = وأجلّهـــــا معشوقتـــي آلائـــــي

ويـنـبـح كلـبـهـم خـوفــاً وحـقــداً = ونمضي الدرب في ثقـةٍ نسيـر
فطبع النَّسـر يصعـد فـي ثبـات = ولا تعلـو علـى الطيـر الحميـر
ولا يمضـي بصيرٌ خلـف أعـمـى = ولـكـن يـرشـدُ الأعـمــى بـصـيـر
ولـن يـرقـى الـدّنـيءُ ولــو تـرقّـى = فمسعاه ومرماه حقير
إذا دارى الـكـريـم سـفـيـه قـــومٍ = يـكــاد سفيـهُـهـم فـرحــاً يـطـيــر
ولا يــدري بـــأن الـنـهـر يـجــري = ويغـرق في متاهته الكثـيـر
إذا أمِنَ الـجـبــان تــــراهُ لـيـثــاً = ويعلـو في مغانيه زئـيـر
وينـقـلب الـزئـيرُ إلى مواءٍ = إذا واجَهـتــهُ قـطّـاً يــصيـر
فـإن صمـت الحليم فـذاك حـلـمٌ = وعند البعض مطلبه عسير
وإن غضب الحليم تظنّ خسفاً = أصــاب الـكـون والـدنـيـا تـثــور
فمن رحم الصّخور يسيل مـاء = وتقتل إن هوت تلك الصّخـور