حوار مع خواجة

حوار مع خواجة..

بقلم : سرالختم ميرغنى

الحلقة الأولى
تقابلت مع خواجة ( من الصين الشعبية )..ولما جاء وقت الصلاة تركته قليلا ثم عدت إليه بعد أداء الصلاة..فسألنى :
ماذا تظن أنك كنت تفعل ؟
_ ( أظن ) ..!!إننى لا أظن..بل كنت فعلا أؤدى الصلاة
فابتسم وقال :
أنت كنت تقوم بمجرد حركات رياضية
_ اسألنى أنا..إن كانت حركات رياضية..أم أنها أكثر من ذلك..إنها الصلاة المفروضة على المسلمين
قال متعجبا
_ إننا فى الصين الشعبية وفى معظم أجزاء العالم كالاتحاد السوفيتى ومناطق كبيرة من آسيا وأستراليا والقطبين..وحتى فى أوربا والأمريكتين..وكل العالم المتحضر الذى بلغت فيه العلوم المادية مدىً بعيدا نرى أن هذا الكون قد وصل إلى ما هو عليه الآن عبر المليارات من السنين..عن طريق المصادفات العشوائية والتطور إلى الأفضل الذى يلزم كل شيئ فى الوجود..
_ لا أحد فى هذا العالم كان شاهدا عندما كان الكون قبل مليون سنة (ناهيك عما كان قبل مليارات السنين)..ولكن جاءنا رسول وجاء بكتاب لا يستطيع كتابته أحدٌ من البشر..
_ وكيف لم يقدر أحدٌ من العرب على كتابة شيئٍ مثله فى ذلك الزمن..وقد اشتُهروا بالفصاحة والبيان..وكل فنون الكلام ؟
_ إن الكتاب أمامنا حتى اليوم..ولا يجرؤ أحد على تأليف كتابٍ مثله..ولم يجرؤ أحد طيلة الأربع عشر قرنا الماضية !!
قال لى الخواجة بعد أن فكر مليا
_ وفى أى مجال من المجالات حاولتم مجاراة هذا الكتاب ؟
_ إن هذا الكتاب شامل لجميع مناحى الحياة..وأن الإنسان ليعيش حياة طيبة فى هذه الدنيا..يجب أن يكون ذا خُلُقٍ قويم ...إن بعض الناس يخطئون حينما يظنون أنه ليس شاملا للنظريات الرياضية الحديثة..أو الكيمياء..أو الفيزياء أو البيولوجيا..أو علم الحيوان..إلى آخره مما وصلت إليه علوم الجامعات الغربية..ولكن التنافس فى هذه العلوم متروكٌ لعقول البشر !
والقرآن مجاله هو توجيه الناس إلى الأخلاق الفاضلة والتعامل مع بعضهم البعض بالأدب والاحترام .
_ نحن نظن أن الحياة جاءت عن طريق الصدفة..ثم تطور الإنسان وما زال يتطور..إلى أن وصل هذه الدرجة..والمجال مفتوحٌ أمامه ليتطور أكثر..والعلم لا حدود له..فى تقدم مستمر !
قلت له
_ أنا معك..ولكننا نتكلم مع بعضنا ونحن واقفيْن على الأرض..دعنا نسأل أنفسنا أولا : كيف وُجدت هذه الأرض العملاقة..ومن بناها وكيف صارت مستديرة بهذه الطريقة..ومن صنع هذه الكتل الضخمة من الحجارة..ورصفها بعضها فوق بعض فكوّن سلاسل الجبال الشاهقة..وصنع رمالا وترابا..وأودية وسهولا..وصنع محيطاتٍ وأنهارا وغابات...إلى آخر هذه العجائب التى نراها أمامنا ؟؟!!
_ يا أخى إن كل ذلك أشياء موجودة منذ الأزل..ونحن لا نشغل نفسنا قط بمثل هذه الأسئلة..أنت وجدت نفسك وسط هذه الأشياء فعش كما وجدت نفسك .
قلت مستغربا من تفكير الخواجات
_ إن فى رأسى عقلا يثير أسئلةً لا بد أن أجيب عليها..هذه الكرة الأرضية العملاقة لم تصنع نفسها بنفسها..هذا أمرٌ مفروغٌ منه..فمن البديهى أن يكون لها صانع..ليس هذا فحسب بل إنها تدور حول محورها من الغرب إلى الشرق..دون توقف..وبتوقيت منتظم للغاية..هل تأخر طلوع الشمس دقيقة واحدة يوما ؟ هل تأخر الظهر أو العصر أو المغرب يوما ؟..ليس هذا فحسب..بل إن ذلك عملية مستمرة طيلة ملايين السنين الماضية..وستستمر هكذا بدون أى خلل..(ثق من ذلك على ضمانتى) !!..حتى لو افترضنا جدلا أننى صدقت أن ذرات التراب تجمعت عبر ملايين السنين وكوّنت الكرة الأرضية..فمن المستحيل أن أصدق بأنها أخذت تدور حول محورها من تلقاء نفسها !!!

الحوارات كانت وما تزال بين الهداية والضلالة

أحسنت الحوار والنتيجة أديبنا الغالي

والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم سبحانه

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الحفيظ القصاب     الحوارات كانت وما تزال بين الهداية والضلالة أحسنت الحوار والنتيجة أديبنا الغالي والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم سبحانه

================================================== =======

أرفع قبعتى (أو بالأحرى عمامتى) للصديق الشاعر القصاب تجلة ولقلمه الكريم..

عجبي كيف لا تؤزّهم فطرتهم بعد هذه الحجج الهائلة التي تحيط بهم
"وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون"
حوار ماتع نافع راقت لي قراءته
دام توفيقكم كاتبنا العزيز سرّ الختم ميرغني
مودّتي ودعائي

وللشعراء القصاب وهدوولة بقية الحوار مع الخواجة الصينى..


قال الخواجة بعد تفكير
_ ومن أين أتى إلهكم الذى تزعمون ؟
قلت وقد تملكنى العجب
_ بل من أين أتيت أنت ومن أين أتيت أنا..ومن أين أتى كل ما تراه عيناك ؟ فالدنيا أتى بها الله..وليست هى التى أتت بالله !!
فكر الخواجة قليلا..وقال :
_ نحن فى مفهومنا أن فكرة الله من تأليف نبيكم..فلا شيئ فى الوجود غير ما تلمسه يدك أو تراه عينك أو يخبرك به جهازٌ علمى..
_ و ما أوجد هذا الذى تلمسه يدك..؟
_ أوجدته الطبيعة
_ عندنا لا شيئ يسمى بالطبيعة..هنالك فاعلٌ يفعل الأشياء..وله القدرة عى إيجاد الشيئ من العدم..والدليل هو وجود الشيئ نفسه..خذ مثال "الشمس" أمامنا..من يستطيع إيجاد هذه الكرة العظيمة من الغازات الملتهبة التى تضئ الدنيا على اتساعها..فتزودها بالدفء والإضاءة..ومن يستطيع أن يُدير الكرة الأرضية دورانا منتظما دقبقا بحبث يتعرض كل مكان فيه للضوء زهاء 12 ساعة وللظلام زهاء 12 ساعة..فيكون هنالك ليل ونهار..ليل ونهار..فى تتابعٍ منتظم..لا يخطئ..ولا يختل آلافا وملايينا من السنين..
فى قاموسنا لا توجد كلمة "طبيعة"....بل لا بد من فاعلٍ حى..له القدرة على فعل هذا الشيئ

تعبَّد الله الخلق بأمور محددة فرضها عليهم، ووضع على إثر التزامهم بها، واستجابتهم من حيث الدقة والسرعة والحيطة وتلافي الشبهة والحذر والإجادة ميزان درجات يعبر عن مكانتهم عنده، ومدى قربهم منه في الجنة،
التي خلقها والنار وعداً ووعيداً.
هذه الحركات والتصرفات على سبيل المثال، فيما يخص الصلاة وقبلها الوضوء،
يعبّر بها الإنسان المؤمن عن عبوديته لخالقه، ومدى التزامه وخوفه ورجائه وورعه.
هكذا تعبد الله الخلق، وله ما شاء وعلينا الطاعة عرفانا بوحدانيته وعدله ورحمته وجبروته وعظمته.
والحمد لله على كل حال.


دمتم بخير وألق وعافية
محبتي والود