شبكة الإنترنت ستشهد نقلة نوعية مع الجيل الثالث

أدى عصر التكنولوجيا والاتصالات الذي نعيشه حاليا، والذي يشهد تطورات كبيرة ومتسارعة، إلى تغير النظرة النمطية له، التي كانت تتميز بالرهبة من سبر أغوار هذا العالم التكنولوجي عندما كان يخطو خطواته الأولى.
ومع اختلاف النظرة تجاه عصر التكنولوجيا بمرور الوقت، نجد بأن طرق التعامل مع هذه الثورة التكنولوجية قد اختلفت أيضا بين شخص وآخر.
وفي الوقت الذي نجد فيه بأن المستخدم العادي اعتاد على متابعة كل ما يستجد في عالم التقنيات الحديثة؛ من أجل تطويع استخدامات ما يناسبه منها لراحته ورفاهيته، نجد بأن نظرة بعض خبراء التكنولوجيا أصبحت تتركز على محاولة تنبؤ ما الذي ستقدمه التكنولوجيا مستقبلا لمستخدميها.
وكثر مؤخرا الحديث حول ما يعرف بالجيل الثاني من نصوص الشبكة العالمية للاتصالات web ‎2.0، وبدأ القائمون على تطوير الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) برسم تصوراتهم حول ما سيكون عليه الوضع عند تقديم الجيل الثالث من الويب، وما الذي سيضيفه هذا الجيل للمستخدم.
وبنظرة سريعة إلى أهم ما يميز الجيل الثاني من الويب، نجد أنه ورغم العديد من المحاولات التي هدفت إلى التعريف بطبيعة هذا الجيل، إلا أن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل؛ بسبب استخدام الكثير من المصطلحات التكنولوجية العصية على كثير من العوام، لدرجة أن البعض اعتقد بأن الجيل الثاني من الويب ما هو إلا حيلة تسويقية صممت لإقناع أصحاب رؤوس المال لتوظيف ملايين الدولارات في شبكة الإنترنت.
وما دعم هذه النظرية هو أن وقت ظهور مصطلح الجيل الثاني من الويب، لم يكن هناك ما يشير إلى وجود ما يسمى بالجيل الأول.
ويؤكد البعض وجود الجيل الثاني من الويب ومن أبرز ميزاته:
• القدرة على إجراء تعديلات على صفحات المواقع: يقوم موقع أمازون على سبيل المثال بالسماح لزائريه بكتابة انطباعاتهم عن المواد التي يعرضها الموقع، وذلك من خلال المنتدى الذي يتيحه؛ كي يتمكن الزائرون الآخرون من الاطلاع على تلك الانطباعات لمساعدتهم بتحديد ما إذا كانوا يريدون شراء مادة معينة أم لا.
• تسهيل التعارف بين المستخدمين: أسهمت العديد من المواقع الاجتماعية كالفيس بوك وماي سبيس بسهولة تعارف المستخدمين ببعضهم.
• طرق جديدة للحصول على المعلومة: أصبح بمقدور الزائر للمواقع الإلكترونية الداعمة لخدمة الروابط الإخبارية (RSS‏)‏ أن يشترك بهذه الروابط ليصله إخطار معين عندما يجد جديدا من الأخبار لدى الموقع.
• توفير طرق وصول جديدة لشبكة الإنترنت: أصبح بمقدور العديد من المستخدمين الوصول لشبكة الإنترنت عبر أجهزة هواتفهم الخلوية وأجهزة ألعاب الفيديو وحتى عبر أجهزة تلفزيوناتهم أيضا.
أما الجيل الثالث فيتوقع له الخبراء أن يعمل كمساعد شخصي للمستخدم، بحيث يستطيع من خلال معرفته بكل ما يتعلق به مثل هواياته وعادات تصفحه لشبكة الإنترنت وغيرها من الأمور، أن يجيب عن أي سؤال يطرحه عليه ذلك المستخدم.
فعلى سبيل المثال لو كنت ترغب بأن تقضي إجازة هادئة مع عائلتك، لكنك تود ألا تكون هذه الإجازة مكلفة للغاية وتبحث عن عروض رحلات تناسبك لهذا الأمر. فإن إمكانات شبكة الإنترنت المتاحة لك حاليا تتطلب منك أن تجري بحثا موسعا للوصول لما تريد، وستضيع الكثير من وقتك في تصفح صفحات محركات البحث المختلفة، ومقارنة أسعار العروض التي وجدتها لمعرفة الأنسب لك.
لكن هذا الأمر سيتغير عند البدء باستخدام الجيل الثالث من الويب، حيث لن يتطلب منك الأمر سوى كتابة ما تبحث عنه وترك الباقي على متصفح الشبكة Web Browser‏ الذي سيقوم بالبحث والمقارنة وتقديم العروض المناسبة لطلبك بسرعة وكفاءة عاليتين.
ويعود السبب لهذه النقلة في الجيل الثالث إلى أنه سيكون بمقدور متصفحات الشبكة أن تفهم طبيعة عملية البحث التي تريدها والتصرف بناء على هذا الفهم، بعكس ما هو متاح حاليا، حيث تقوم محركات البحث بعرض جميع الصفحات التي تحتوي الكلمة أو الجملة التي تبحث عنها بصرف النظر إن كانت مفيدة لك أم لا.
وعلى الرغم من عدم قدراتنا على تنبؤ درجة إمكانات شبكة الإنترنت خلال الأعوام القليلة المقبلة، إلا أن العديد من الخبراء في هذا المجال يرون أنه في المستقبل سيكون لكل مستخدم ملف يحوي الكثير من البيانات الخاصة به، والتي تسهم بجعله كمن يمتلك شبكة إنترنت كاملة، بحيث تكون نتائج البحث التي يجريها مطابقة لحاجته الشخصية، وليست عبارة عن نتائج عامة كما هو الوضع الآن.
وعلى سبيل المثال لو قام شخص بإجراء عملية بحث باستخدام الكلمات نفسها، التي استخدمها شخص آخر لبحثه، سنجد بأن النتائج التي حصلا عليها تختلف اختلافا كبيرا طبقا لطبيعة حاجة كل شخص منهما.
عن موقع: How Stuff Works
ترجمة علاء علي عبد
اختصاصي الحاسوب الشخصي
عن جريدة الغد

شكرا للمعلومات المفيدة