العلة في العروض(علل الزيادة)
مصطفى معروفي
ـــــــــ
العلة في العروض هي تغيير إذا حل في التفعيلة في البيت الأول صار لازما في سائر أبيات القصيدة،باستثناء إذا هي ـ العلة ـ جرت مجرى الزحاف فتصير غير لازمة ،و التغيير الحادث حينئذ يصح أن يدخل الحشو ولا يلزم تكراره في القصيدة.
وذلك مثل الحذف في بحر المتقارب ، كما قال امرؤ القيس:
كأن الغمام وصوب المدام**وريح الخزامى ونشر العطرْ
يُــــعــلّ بــه بـرد أنـيـابـها**إذا غـرد الطـــائــر المستحرّْ
ومثل التشعيث في بحر الوافر ، كمال قال المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارا**تعبت في مرادها الأجسام
والعلة تدخل الأسباب والأوتاد،وتكون إما بالزيادة وإما بالنقصان،وهي بذلك تخالف الزحاف،إذ إن هذا الأخير لا يكون إلا بالنقص.
ونتحدث في هذا المقال عن العلة التي تكون بالزيادة،أما العلة التي تكون بالنقص فسنخصص لها مقالا آخر بإذن الله تعالى.
أنواع علل الزيادة:
لقد حصر العروضيون علل الزيادة في ثلاثة أنواع،وأطلقوا على كل نوع منها اسما خاصا(مصطلحا)،ونبسط في ذلك القول كما يلي:
1 ـ التذييل:وهو زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع،وهذا النوع من العلة يدخل في البحور الآتية وهي:
ـ المتدارك: وفيه التفعيلة فاعلن تصير فاعلانْ
ـ الكامل:وفيه التفعيلة متفاعلن تصير متفاعلانْ
ـ مجزوء البسيط:وفيه التفعيلة مستفعلن تصير مستفعلانْ
2 ـ الترفيل:وهو زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع،وهذا النوع من العلة يدخل في البحرين التاليين وهما :
ـ المتدارك:وفيه التفعيلة فاعلن تصير فاعلاتنْ
ـ الكامل:وفيه التفعيلة متفاعلن تصير متفاعلاتنْ
3 ـ التسبيغ:وهو زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف ،وهذا النوع من العلة يدخل في بحر واحد وهو:
ـ الرمل:وفيه التفعيلة فاعلاتن تصير فاعلاتانْ
هذه علل الزيادة كما نص عليها العروضيون ،وأنا إن أصبت القول في الموضوع فبضل الله تعالى ،وإن أخطأت فبسبب تقصيري.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.