فن المسلات في وادي الرافدين

فن المسلات في وادي الرافدين/كوكب البدري

"إنانا الأمير سابقا "

المسلات اعمال نحتية ذات صفة قدسية يطلق عليها اسم خاص شانها في ذلك شأن التماثيل بل انها كانت للحكام والملوك ذات أهمية بالغة لاتقل اهمية عن التماثيل في عصر النهضة .

تعرض المسلات بالمشاهد المصورة الخدمات والمنجزات التي قدمها الملوك والحكام الى الآلهة من انتصارات ونذور وتشييد للمعابد او السهر والعمل على رعاية القانون وشق طرق الري وماالى ذلك ، وقد أخذت تدريجيا شكلها المكتمل على هيئة مستطيل ذي حنية متوسطة في الاعلى وقد ظهر هذا النوع من النحت في 2550-2350 ق. م اي في عصر السلالة الأولى لأور " فترة امدكود – سوكور " .




أهم المسلات :

1- مسلة العقبان :



تمثل هذه المسلة المحفوظة في متحف اللوفر نصبا تذكاريا مقوسا من اعلاه مصنوعا من الحجر الرملي بطول 1.88 مترا وعرض 1.3 مترا وسمك 11 سنتمترا ، أمر بنحتها الأمير إي أنناتوم ، أعظم أمراء لجش تخليدا لأنتصار إلهه " ننجرسو " على إله عدوه في الدولة المجاورة " أومّا " التي كانت تنازع لجش على منطقة حدودية ( جو – آدين ) . وقد جرت المعركة في النصف الأول في الألف الثالث قبل الميلاد في بلاد سومر في جنوبي العراق قريبا من طريق السيارات الحالي الموصل بين الناصرية- الكوت على أطراف قضاء الشطرة. وقد نصبت هذه المسلة في المنطقة الحدودية لتكون إنذارا وتحذيرا للدولة المعتدية .
سطوح المسلة الاربعة مغطاة بمجسمات ، أما الفراغات بين المجسمات فقد حشيت بكتابة موسعة تفصيلية .
يظهر في المسلة الآله " ننجرسو " مصورا على شاكلة امراء عصر فجر الحضارة السومرية حاملا ً لواء النصر وماسكا اعداءه كالسمكة داخل شبكة في قبضته اليسرى وتبدو الشبكة مقفلة بقفل مكون من النسر برأس أسد باسطا جناحيه فوق اسدين " دلالة على الموت " ، او رمزه الحيواني اما القبضة الثانية للننجرسو فيحمل بها دبوسا يضرب به رأس أحد الأسرى لو حاول الفرار من الشبكة . كما وتصور المسلة مشاهد من معارك الامير إأننا توم وهو واقفا على رأس فيلق مسلحا بالرماح والتروس عابرا جثث أعداءه ، وتظهر العقبان تنقض على هذه الاشلاء . ثم يلي ذلك شريط تبين بها الامير عائدا من المعركة وحاضرا لحفل تأبين رجاله الذين سقطوا في المعركة


يتبع

مسلة النصر لنارام سين :

محفوظة في متحف اللوفر وتنتمي للجيل الثالث الاكدي وهي تعود لنارام سين بن مانشتوسو لوحة من الحجر الرملي بطول 2 متر وعرض 1 متر تقريبا تضيق في سمكها العلوي ومنحوتة على وجه واحد فقط . خلد بها نرام سين انتصاراته على قبيلة ايرانية تدعى " لولوب " وقد استطاع الحاكم العيلامي شو تروك خلال حملته على بلاد الرافدين في عصر لاحق سلبها ونقلها الى عاصمته سوسة ، حيث اضاف اليها نصا عيلاميا الى جانب النص الاكدي " أمرنا نرام سين تنصيب المسلة في مدينة زيبار ، مدينة اله الشمس " يظهر في المسلة نرام سين وهو يدوس فوق جثث اعدائه المتهاوين صرعى في أعلى الطريق الجبلي معتمرا تاج الألوهية المميز بالقرون مسلحا بفأس ٍ وقوس ٍ ونبل ٍ يفوق مقاتليه قامة محتلا ً بذلك المركز الرئيس في المشهد حث تدور الاحداث من حوله وبتأثيره يكسب المشهد فاعليته ومعناه

يتبع

مسلة أورنمّو



جانب من المسلة

ارتفاع المسلة 10 أقدام من الحجر الكلسي عثر عليها في أور محفوظة في متحف جامعة فيلادلفيا
نصبها الملك أورنمّو عام 2100 قبل الميلاد تخليدا لتشييد المعبد والزقورة في آور . يشاهد أورنمّو في الصف الثاني وقد اعتمر قبعة مدورة وهو يصب قربانا للآله " نانا " الى اليمين ولننگال وزوجته ويشاهد في الأسفل يحمل ادوات عمل على كتفه زهز يستعد لأداء دوره الرمزي في العمل ونحت على وجهيها الملائكة المجنحو الهابطة من السماء باتجاه اورنمو ووعاء يتدفق منه الماء

يتبع

المسلة السوداء



هذه المسلة هي للملك الآشوري شلمنصر الثالث الذي حكم بين 859 – 824 قبل الميلاد ،اكتشفت من قبل هنري لايارد 1845 وجه ضربات موجعة الى دويلة " بيت عومري " وفرض عليها الجزية . سماها اليهود وانصارهم بهذا الاسم مادامت تسود تاريخهم علما بان العديد من المسلات هي من حجر الديورايت وبهذا اللون ، ويظهربها ملك اليهود جيجو " ياهو " في اعلى المسلو ساجدا أمام الملك شلمنصر الثالث


يتبع

شكرا لك اختي كوكب البدري
على نشر هذه المسلات
التي تبين الارث والحضارة العريقة
لوادي الرافدين

-----------
احترامي

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفنان نياز المشني     شكرا لك اختي كوكب البدري على نشر هذه المسلات التي تبين الارث والحضارة العريقة لوادي الرافدين ----------- احترامي

الف شكر لمرورك استاذ
وللموضوع تتمة بإذن الله

الغالية كوكب

شكراً لهذا الاختيار الراقي

وانت تسلطين الضوء على جزء من حضارة وادي الرافدين العريقة

دمت بخير

محبتي

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف     الغالية كوكب شكراً لهذا الاختيار الراقي وانت تسلطين الضوء على جزء من حضارة وادي الرافدين العريقة دمت بخير محبتي

امي الحبيبة
شكرا لك لانك هنا
اسعدتني بحضورك

- مسلة النصر لسرجون الأكدي :

اكتشفت بشكل أجزاء مهشمة في سوسا وهي مشابهة من حيث المضمون والفكرة لمسلة العقبان لـ أي أنناتوم حيث يشاهد سرجون مستظلا ً بمظلة شمسية في حالة الوقوف والجلوس ، كما ويظهر سرجون يعاقب الاسرى داخل الشبكة بضربات موجعة وتظهر عشتار متربعة على عرشها بما تحمله من رموز على كتبفيها على شكل صولجانات واللباس الذي يرتيديه المحاربون والملك نفسه والأله تشع منه زخارف على شكل السنة اللهب . وهناك عدة أجزاء من مسلات أكدية تعود لعصر انخدوانا ومانشتوسو " اولاد سرجون الاكدي " عثر عليها في تللو ، فيها مشهد قتال بين شخصين واحجام المتقاتلين مختلفة تفصل بينها مسافات كما هو الحال على لوحة انخدوانا كما وتوجد كسر لمسلات اكدية محفوظة في المتحف العراقي يظهر فيها اسرى الحرب وقد صففت شعورهم بطريقة غريبة وقيد مرفق كل واحد منهم واخرى في اللوفر .


مسلات گوديا :

تنتمي هذه المسلة الى عصر النهضة السومرية الآكادية 2050 – 1850 قبل الميلاد حيث وجدت بشكل كسر وهي محفوظة في قسم متحف الاثار الشرقية / برلين وهي تخص مسلتين

مسلة النصر لملك أور " شوسن " :

تذكر الكتابات على هذه المسلة أن الملك وقائد جيشه كانا مصورين على المسلة ، كما وتذكر ايضا أن قائد الجيش داس جثة عدوه المطروح ارضا والمدعو أنداسوا حاكم زاب شالي ، وهي تمثل بعثا للفن الاكادي في عصر النهضة السومرية الاكادية

مسلة حمورابي



اكتشفت مسلة حمورابي الشهيرة في موقع العاصمة العيلامية سوسة " قلعة الشوش حاليا " اثناء موسم التنقيب في 1901 – 1902 الذي كانت تقوم به البعثة الاثارية الفرنسية برئاسة دي موركن . وقد عثر عليها مع عدة قطع يبدو انها كانت اجزاءا من نسخة ثانية او اكثر من المسلة ونقلت المسلة والكسر المكتشفة الى متحف اللوفر وبقيت المسلة الاصلية محفوظة في اللوفر بينما ارسلت الكسر الى المتحف العراقي 1980 . ان وجود الكسر المختلفة يثبت بانه كانت اكثر من مسلة تحمل نص الشريعة وان تلك المسلات نصبت في المدن البابلية الرئيسية ولابد ان النسخة الاولى كانت في مدبنة بابل وفقا لما تذكره خاتمة الشريعة . اما المسلة المكتشفة في موقع سوسة فكان موضعها في الاصل في مدينة سيار ( تلول ابو حبة قرب اليوسفية ) نقلت هذه المسلة الى سوسة في عملية نهب قام بها الملك العيلامي شوترك – ناخونتي الاول الذي غزا بلاد بابل 1168 قبل الميلاد في مهاية حكم سلالة بابل الثالثة .

المسلة عبارة عن قطعة واحدة من حجر الديوريت الاسود بشكل شبه اسطواني يبلغ طولها 2.25 مترا ومعدل قطرها في الوسط 60 سنتمترا يحتل الثلث العلوي من وجه المسلة المشهد الفني المشهور الذي يصور الملك حمورابي واقفا امام شمش ، الاله – الشمس المسؤول عن العدالة في عقائد حضارة بلاد الرافدين القديمة ، يظهر شمش جالسا على عرشه وهو يقدم بيده اليمنى رموز السلطة ( الصولجان ) والعدالة ( حبل قياس الاستقامة ) الى حمورابي رمزا لتكليفه بالسلطة وبتحقيق العدالة .

ونقشت نص الشريعة على وجهي المسلة يبدأ النص على الوجه الامامي اسفل المشهد مباشرة ، قسم وجها المسلة الى حقول افقية تمضي من اليمين الى اليسار وياتي احدها فوق الاخر وتفصل بين الحقول خطزط افقية تمتد من الطرف الايمن الى الطرف الايسر من وجه المسلة .