دودة عبقر هي دودة لا تلدها كل وادي . إنها دودة العفو والريان . دودة تنشأ في حضن
النضارة والخضارة حيث يجنح الجمال إلى الشطط والسفه. دودة لا تظن
في الرعي حتى بلوغها مبلغ الثمالة والعي . الماء يغمرها والهواء العليل خمر
لها وفقدان الذاكرة من سجلات مدائنها . ويألف المرء في دودة عبقر رخامة
اللون في كل خامة من خامات أزياءها . وما يزيدها شططا على شطط أنها في سيمفونية
واحدة مع الماء والهواء والغبار. والموجع جدا في هذه السمفونية أنها وبكل أنوفة
لا تعرف محطات الوقوف وكأنها تبحث عن حتفها بظلفها أو كأنها أسيرة قدر مقدور وقلم مرفوع .
ودودة عبقر هذه هي دودة لها من نظائرها بين ظهراني أبناء آدم وإن ظل سجلهم قيد الطي وعلى رفوف .
تعودت أن أقرأ الخاطرة نصا منسابا رقيقا يسهل فهمه يلج القلب والروح بكل خفة وأراك توغل في الإبهام والغموض وتستعمل من الكلمات ما عجزت أن أجد لها معنى في المعاجم ككلمة ( أنوفة ) ولا أعرف إلا ( أنوف ) جمع أنف
قلمك كبير ورائع ولكنه يصلح لقصيدة النثر فهي ساحة صهيله وميدان ركضه يستطيع أن يصول ويجول فيها بلا عثرات
لا تلدها كل وادي =لا يلدها كل وادٍ
أستخلص من مقولتك أن لغة النص ومفراداته في المقام الأول يجب أن تكون سهلة المأتى .
المفردة أنوفة هي أنفة مصدر أنف يأنف وبدوري قست أنوفة على أنفة .
وربما مفردة غريبة واحدة تكفي في اضفاء طابع صعوبة اللغة على النص .
بشكل عام علي تطويع اللغة وتذليلها حتى يستساغ النص .