الأحجار الكريمة
عزيزي القارىء كلنا يعرف الأحجار الكريمة و لكن لا يخطر على الأذهان فوائدها و قدراتها العجيبة و الخفية في مجالات عديدة نسمع عنها الكثير في أوساطنا الحياتية و الشعبية و قد تناولتها كتب علمية و تراثية متنوعة .و لنتكلم عنها بصورة مبسطة
الأحجار الكريمة هي معادن جميلة ونادرة و جذابة من حيث اللون و البريق والشفافية و منها عضوي المنشأ و بالتالي فهي ليست معادن و لها فوائد عديدة في درء الخطر و المفاسد وعلاج الأمراض و لها قدرات فائقة أو قوى خفية
نتكلم : أولاً _ الفيروز :الفيروززج بلغتنا العربية و يدعى التركواز أيضاً و كيميائياً مكون من فوسفات الألمنيوم و النحاس و يتمتع بخواص عجيبه في أنه يدفع القتل عن ممسكه فلم ير في يد قتيل و ينفع مسحوقه من لسع العقارب و الهوام .
وقيل عنه الكثير لما له من فوائد فقد قال جعفر الصادق رضي الله عنه : ما افتقرت يد تختمت بفيروززج .
أما الشيخ أنطاكي فقال : أنه يزيل الهموم و ينفع من السموم و الخفقان شرباً و يحد البصر اكتحالاًو في تقوية النفس .
و يحتفظ أطباء قبائل الأباشي بحجر منه لأنه يرمز لخبرتهم في الطب .
و أما الأبشيهي قال عنه : إن النظر إلى الفيروز يجلي النظر و يقويه و ينشط النفس و لا يصيب المتختم به آفة من قتل أو غرق
ثانياً : العقيق : لونه أحمر أو بني وهي ناجمة عن الترسيب المتلاحق وهناك أنواع عديدة منه و منها المنتشر بكثرة في اليمن كا لعقيق اليماني . قال الشيخ التيفاشي عنه :
حار , يابس له ثلاث خواص :
اولهما : أنه من تقلد بالأحمر منه الشديد الحمرة سكتت عنه روعته عند الخصام .
أما الخاصية الثانية فيقول : من لبس الخواتم من نوع أخر ذو اللون اللحمي و فيه خطوط بيضاء قطع عن حامله نزف الدم من أي موضع كان من الجسد و لاسيما المرأة التي يدوم عليها الطمث .
أما الخاصية الثالثة فيقول : إذا استيك بأي أنواعه أذهب عن الأسنان صداها و بيضها و يذهب بالحفر و يمنع الأسنان أن يخرج من أصولها الدم .
و أما الأبشيهي في كتابه " المستطرف " قال : التختم بالعقيق و حمله يورث الحلم و الأناة و تصويب الرأي و يسر النفس و حسن الخلق و يسكن الحدة عند الخصومة .
أما الشيخ أنطاكي قال : من يكتحل به يأمن أوجاع العين و أمراضها و رماده يشد الأسنان و اللثة .
ثالثاُ : الماس : غالي الثمن يستخدم للزينة و لكن له فوائد عظيمة وقد أدرك القدماء صفاته الفريدة و تحدث أرسطو عنه الكثير بأنه يستخدم في تفتيت حصيات المثانة و للمغص الشديد و للمعدة و ينصح بتعليقه على البطن من الخارج و إذا علق على الطفل في وقت ولادته حفظه من الفزع والصرع . و العلماء في وقتنا الحالي يؤيدون كلام أرسطو في معالجته للمفص المعوي لأن الماس من الكربون فهو يمتص الغازات المسببة للمغص عبر مسام البطن مثله مثل أقراص الفحم التي تستعمل في التخلص من الغازات .
و يرى العالم الهندي المعاصر فيجايا كومار أن الماس هو دليل الصفاء و الشفافية و لبسه يعطي الإنسان قدرة عجيبة على مقاومة الأمراض كما أنه يحفظ الإنسان من السحر و الحسد و لدغ الثعابين و من الإشعاعات الكونية الضارة .
و أما الأبشيهي ذكر من فوائده أن الملوك يستخذونه عندهم لشرفه و هو أن القطعة الصغيرة منه إذا حصلت في الجوف و لو بقدر السمسمة خرقت الأمعاء و من خواصه الهامة جداّ أنه يعرق عند وجود السم أو الطعام المسموم .
رابعاً الياقوت : أي الكوراندوم الأحمر قال عنه أرسطو : إذا علق على إنسان أكسبه مهابة و يسر له قضاء حوائجه و دفع عنه الطاعون .
أما الأبشيهي قال : أنه لا يعمل في الفولاذ و لا حجر الالماس و لا تدنسه النار و يورث بلبسه مهابة ووقار و يسهل له قضاء الحاجة و يدر الريق في الفم و يقطع العطش و يدفع السم و يقوي القلب و ينفع للمصروع تعليقاً .خامساً المرجان :له قدرات طبية خارقة منذ أقدم العصور قيل عنه : إذا علق على المصروع نفعه و على رجل به نقرس نفعه و يحفظ من الأعين السوء و الأنفس الخبيثة و يجلو الأسنان و يزيدها بياضاً إذا حرق و استن كذلك ينفع من وجع العين و يذهب الرطوبة إذا اكتحل به و يقطع اللحم الزائد من قروحها و يجلو آثارها و يملأ القروح العميقة لحماً و ينفع من ظلمة العين و بياضها و كثرة وسخها ,و للخفقان القلب إذا شرب مسحوقاً و لنفث الدم و لعسر البول و للمعدة أيضاً و يقطع نزف الدم من الجسد كله .
وحالياً يستخدم في عمليات التجميل الجراحية المتقدمة لقدرته على الالتحام بالعظام بسهولة في جراحة الوجه حيث يحقنه الأطباء في الوحه بعد التخدير الموضعي ثم يجرون شق صغير في مستوى الحاجب ثم تسد فراغات الوجه بالمرجان .
المصادر :
موسوعة الأحجار الكريمة " زكريا هميمي "
الأبشيهي , شهاب الدين محمد بن أحمد ( ت 850 هجري ) , المستطرف في كل فن مستظرف , منشورات دار مكتبة الحياة , بيروت 1988 م .