عندما وصل الآهـ مداهـ واستوطن الوََُلَهُ آفاق الصدى، ولجأتْ نبضات العشق خلف بطينات الفؤاد، وما بقي لدوار الرأس سوى أن يبحث عن زاوية السكون .. تبخرت عواصف الشوق معي وهذه السطور التي خوت من معالم أبجديتها لتسوق أمامها عصارات الروح المتشحة بصدى هسهسة الأقراط الماسية المتدلية كعنقود عنب وهي تتشهى الى ( عزف منفرد على جدار الصمت )
وتعترف وتقول.... منذُ أولِ وقعٍ لحرفك في أُذين قلبي أحسستُ أنَّ الصمتَ بدأ يعلو صوتهُ في داخلي ..
يبدو أنكَ اخترقتَ الجدار !
وفي كل خطوةٍ تخطوها عبرَ وشوشات حروفكَ نحوي .. !!
وكنتُ أنا تلكَ المترقبةُ لضجيجٍ لذيذٍ ماتعٍ
أتمنى أن أفتحَ له ذراعيَّ وأضمهُ حتى يبقى داخلي زمناً .
لقد عرفتَ كيف تجعلَ الجدارَ يتحدث !
عن عوالم الهمس بلثم الجيد الماسي المائج فلا تفارقني...... فأنا مذ عرفتكَ احترفتُ حبك وامتهنتُ الشوق إليك ولم أعدْ أملكُ إلا الهذيان بك ..
لقد أدمنتكَ وانتهى أمري ..
وبعد أن ذوت الحروف وما جادت به أوردتي أغدقت علينا لآليء العيون العسلية ودقها ليسقي بتلات دثرتها عوامل زمن مر وتنادي
(يامَن بلقائكَ.... تُزهر ورود الربيع...... لو قُدّر لي أن تُلبّى أمنيتي....لكانت أن أقضي برفقتك يوماً كاملاً.....أستقبل بكَ صبحي....وأستهلّ من حبكَ شمس نهاري....وأنهلُ من شغاف قلبكَ زاداً....يكفيني حتى مماتي....
وأحيي معكَ كل شعائر الحب وطقوسه.....لحظة....بلحظة.... )
أيها القابع في عمق الألم ...... أتراك كنتَ ستكتب شعراً....نثراً....أم سترسم بيتاً...أم عصفوراً....أم نسراً يحلّق فوق العدم....آه يا أيها المضمّخ بكل براءة الطّفولة .. ليتنا اجتمعنا عند ذاك الوادي وجارته .... أتذكر عندما رأينا ( من الوادي .. بعثرة نجوم ومشاغبة الوان .. واندلاق نور من خاصرة السماء .. رحيق أبجدية ترسم بتلات الحروف عناقيد تتدلى وتعصر من عالم الإبداع حديث كـشهد مصفّى .. وتغزل من حبيبات المطر أثواب الخيال صعودا من سفوح الجبال نحو الأفق البعيد )
ومالك يا زهرة الوادي هنا أنتِ وحيدة؟ سألناها ذات سؤال فأجابتنا ... لست وحيدة في هذه الليلة يساهرني البكاء .. فهو بحر حيفا امامي ينتفض الما
والاشجار نفسها تتراقص وجعا والليل يستمع الى ترانيم العذاب فينا جريمة روح وجسد ... وهل تذكر عندما كنا بضيافتها نحتسي قهوتنا فقلبت فنجاني وقالت عَرفتُك.. فَارِسٌ صَنَعَ البُطُولَةَ وَقَلَبَ عُهُودَ الظَّلامِ لـ يشرُقَ الفَجرُ مِن لَوحَةٍ مِن جَلِيد..لـِ تَتَبَدَّل التَّفَاصِيلُ لوَحَةً مِن لَوحَاتِ المِسكِ .
وَقلت فِي لَيلَةٍ طَالَ عَنَاؤُهَا: أنتِ أحْلامُ طُفُولَتِي..مَعَاً سَنَحْيَا.
- كَيفَ أحْيَا وَأرضَنَا مُستَبَاحَة...؟
- لا.. لا.. أرِيدُ بِحُبُّكِ اسْتِبدَالاً لَن تَرحَلِي..أغَارُ عَليكِ يَالَوحَتِي الفَاتنِةَ, تَرَانِيمٌ مِن هَيكَلِ الوُجُودِ أنتِ و..َأطيافُ المَشَاعِر لا تُسَافِر إلا نَحوَكِ, إبْحَارٌ بِلا أشرِعَة, سَفَرٌ لا يَتقِنُهُ المُسَافِرُون....لا يَتقِنُه سِوَى..أنَا..وَأنتِ..
وهي ترقب ما يدور ونسمع صوتا من فنجان قهوتها يتأوه .... كلما يأتي المساء أمدُ لكَ قلبي .. لا لتحضنهُ بل لتكتبَ عليهِ ما تشاءُ من كلمات، وتزرعَ فيهِ ورودَ عمركَ وما يصاحبها من لعنة الأشواك
فأيُّ جرحٍ منكَ يصيبُ قلبي يُعرّشُ فيه ياسمينة بيضاء أو صفراء .. !
نعم أخشى عليكم ذاك....ليت أمواج الحنين توقفت عند حافّات الحروف التي
ترونها
ليت رياح العشق تمالكت أنفاسها وتجاوزت لحن كلماتي
ليتني لم أبحر في أمواج اللون العسلي بشراعاتي القديمة
حنين من هذا الذي يجتاح أبجديتي؟
ويكتب اسم امرأة باللون العشقي وعلى
مرآتي
أللعذاب في هذا العمر ولادة؟
ومن هي التي تفترش عشب صدري الذي بات ينهكه الخريف؟
فبدلاً من أن تجعله حطباً
تتخذه وسادة
هذه المبعثرة على شاطئي يتلاطم موجها البلوري عند حافة هَوَسي
فأتدحرج على ضفاف يديها
آآآآآهـ يا شاكر كنا نعرف أنك قد رسمتها على مرآتك
لكن أكثر ما كان يشغلك هذا المدى وآهاتك
فمن منا سينزف جرحه عندما يأتي الصباح