\
عند أقاصي الوهم
وسط البحر
يقتلني الظمأ
تؤلمني أصوات الموج وهي تتراقص
وعلى ضفاف الضجر
يطوي ليلي السكون وهو يئن
وعند الفجر
من رماد الانتظار تمسح روحي دمع الشمس
فتفوق العتمة الآه داخلي
بيني وبيني عتبات الزمن كثبان رمل وصخور
أنهكها النزيف وأعياها الوجع ونخرها السوس
تساوت بها الأحزان والأعياد
ففي اللحظات القابعة بين الحقيقة والخيال
داخل أسوار الألم
بين الوعي والغيبوبة
وبين الصمت والكلام
تسرح روحي وهي تتسول على أرصفة البعد
تجوب الليالي المخضبة بالأسى
تعانق أحلامي الخائبة
وهي تتدلى من أغصاني اليابسة
على شفاه الأرق
بين أنفاسك
وشذا عبيرك دهر من الشهقات تغص بها روحي
نوافذ الفجر مغلقة
والمرايا تشكو الاختناق
لم تعد البلابل تغني
ولا أجنحة الطيور ترفرف
ولا الفراشات ترقص
والنجوم تغفو على صهوة الليل
والليل أعشى ولا يتنفس
والغيوم تخاف أن تتقيأ
حتى لا تجهض الدمع
والتراب بلا نوافذ
والرياح تخترق المدى
وبين الياسمين والصبار
تتعرى الأحلام
تترك نتوءات متقيحة في تجاويف الفؤاد
تنزفني الأيام
في حكاية موت وحياة
صدى صوتي يتكسر فتتمزق آهاتي على أضلاع الفجر
وفي قاع المنافي
يلتهمني دخان زفراتك
وشرخ مرآتي لا يعكس سوى خيال أيامك وبياض صباحاتك
يلازمني في كل رفة هدب ونبسة شفة ونبضة قلب
تراودني الغصة
أُلملم زخات همسك من تلافيف ذاكرتي
يتحشرج صوتي ..يغرق في عمق اليَّم
وصداه يتبعثر في المدى
يتكسر على حافة الروح
يطويني الصمت قي دهاليزه ويشطبني من تفاصيلك
فينبت الوقت في عمق النزف
ويسكب الوجع على حائط الأيام
أمد يدي لتلامس وجع الليل
تتسربل الرجفة من بين أصابعي
يعتريني الخدر
والخريف يعبث بوجهي
يحفر خرائطه بدقة
وعلى قارعة الدرب قلبي يمسح كل شيء من ذاكرته إلا معالم وجهك
تفتقدني روحي
أختنق بي
بكَ
بعبير أنفاسي
ودمائي المخلوطة بمياهك
لم أعد أفهم
كيف يتهاوى النخيل !!!!!
ويسطر التاريخ الوجع
والحق يصبح غفلة؟
\
عواطف عبد اللطيف
10\9\2010
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 09-11-2013 في 12:12 AM.
لن يتهاوى النخيل
لأنه كلما تهاوت نخلة أنبتت عشر فسائل
في كل فسيلة مئة رصاصة
والله يضاعف العذاب لكل من تآمر على العراق
.............
نص يعتبر آيةً من آيات الحزن بحيث
يجعل الحرقة رماداً تذروه الرياح
إسمحي لي أن
أثبته
لقيمته الأدبية
محبتي واحترامي
عميدتنا الراقية عواطف عبد اللطيف
عندما يتهاوى النخيل
عنوان جعلني أسرع في الدخول إلى محرابه وقبل قرأة الخاطرة قلت في نفسي لا لن يتهاوى النخيل الذي حفر جذوره عميقاً في التراب وطرب بقامته عنان السماء فهو بهذا يمثل شعب العراق الأبي الذي ما نام يوماً تحت ضيم
سيدة الكلمة وقارئة الأفق خاطرة رفيعة المستوى ندية الحرف رائعة الأحاسيس
رسمت لنا فيها التمسك بالأرض والثبات بها لنكون كما هو النخيل
مودتي
أبو هاشم
الأستاذة المحترمة والأديبة الفاضلة
عواطف عبد اللطيف
لن يتهاوى النخيل وسيسطر التاريخ كل البطولات والمواقف
ويكون التاريخ أكبر شاهد على زمن لن يتكرر في مواطن النخيل
تحياتي سيدتي لألق حروفك الباسقة ودمت في رعاية الله وحفظه
توافقية النص بين صناعة الحدث والتأمل الفكري تجعلها ثورة للنفس
في المدلول والمضمون لتعطينا صورة جلية عن كبرياء الأنثى حينما
تصنع لذاتها صورة مشرقة تصل لقامة النخيل علواً ،
وذاتية التشكيل الشعري استطاعت أن توصل الفكرة للمبتغى
بأسلوب ينم عن قدرة وتكامل في سبك الصورة النثرية
الحمد لله أن الأدب النسائي العربي عموماً والعراقي خصوصاً
لا يزال بخير