الفنانة التشكيلية السورية ساره شما

سارة شما : فنانة تحمل معنى الفن بكافة ألوانها في ريشتها الساحرة المفعمةبالإحساس , حبيبيةالملايين من البشر لروعة أدائها و رونق ألوانها...

سارة شما فنانة تشكيلية استطاعت أن تفرض وجودها في ساحة الفن رغم صغر سنها واتخذت من نفسها نموذجا للوحاتها، شاركت في العديد من المعارض الجماعية والفردية في معظم الدول العربية والعواصم الاوربية

وحصلت على عدة جوائز هامة عربية ودولية ابرزها جائزة مسابقة المعرض العالمي للبورترية في لندن عام 2004)، وكانت العربية الوحيدة التي اختيرت من بين (50 متسابقا) من كافة انحاء العالم وحصلت على المركز الرابع من خلال لوحتها "بورترية شخصي"

كان لي مع الفنانة اللقاء التالي :

تتخذين من نفسك نموذجا رئيسيا لأعمالك لماذا؟
ان الفنان عادة يرسم الاشياء التي يحبها, اعتماد شخصيتي كمادة تعبيرية رئيسية في لوحاتي هي محاولة لاكتشاف المزيد من الجوانب المجهولة في داخلي واضاءتها ولا اتعمد دوما رسم شخصيتي انما تتسرب وفق ايعازات الرؤى والأحلام والتماعات اللاشعور ,كما رسمت وجوها من ذاكرتي أراها مختلفة .

إذن تعبيراتك الفنية تبرز من جموح الخيال ومشفرات الذاكرة ؟
في بعض اللوحات أقف امام المرآ ة لتعكس شكل وجهي وحركات جسدي بانفعالات متناقضة ثم انصت الى صوت أحاسيسي الروحية , لا ارسم سكتشا مسبقا او اقرر الفكرة مسبقا (,اللوحة تولد من رحم ذاتها),والتجريب مغامرة مستمرة في مسيرتي ,والمغامرة تعني الاكتشاف الجديد وقد يكون في اللون ـالموضوع ـ تعابير الوجه . لوحتي هي تجربة تحاول رسم ملامح امراة تنظر الى الحياة من الجهة الاخرى , خلال مشاهداتها تأملاتها ،خيباتها ،واللوحة بالنسبة لي هي غلاف لفضاء داخلي قوامه المشاعر والانفعالات التي تتفاعل فيما بينها مولدة الصور .

تبدو نرجسينك بارزة ويؤكد ذلك تصدر لوحتك (بورترية شخصي) الفائزة في لندن معرضك الجديد؟
نعم أحب نفسي وعندما يحب الفنان نفسه يستطيع ان يحب الناس , النرجسية تشكل لي حالة تأمل مع الذات ووسيلة لإكتساب المعرفة بتجليات النفس البشرية وارهاصاتها وقديما قال سقراط (اعرف نفسك ),هي انطلاقة من الذات الى الآخرين.

كيف تقرئين المشهد التشكيلي الشبابي في سورية ؟
بشكل عام نشهد حراكا تشكيليا وافتتاح لصالات جديدة التي تبدو الحاجة إليها ماسة حيث توفر للفنان منفذا لتسويق لوحاته وتلعب دورا في توسيع جمهور ونوعيته ، تحفز الفنان من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين والتواصل بين الأجيال الفنية المختلفة ولدينا مواهب شابة لكنها تحتاج الى اطار يؤلفها ويقوم بالإفصاح عنها من توافر المؤسسات والمطلوب رصد تلك المواهب في ورشات عمل لتنطلق فيها الى سوق العمل
و المشكلة في كلية الفنون الجميلة لم تخرج فنانين.وغير قادرة على رفد الحركة الفنية بالكوادر المؤهلة لتأسيس تقاليد المهنة للارتقاء بها .

هل الخلل في كلية الفنون إداري أم تعليمي ؟
الخلل في اختيار الموهوبين منذ البداية كما انها مؤسسة فاشلة في اتباعها أسلوب التعليم التلقيني والمناهج النظرية التي تبدأ مع الامتحان وتنتهي مع تسليم ورقة الإجابة , إنها تعتمد على مبدأ التناسخ وغير قادرة على خلق تجارب متميزة او تلبي طموحات الخريج بالتفرد في تحسس نبض بيئته

انت خريجة كلية الفنون الجميلة وحصلت على جائزة عالمية. كيف تفسرين ذلك ؟
بصدق وشفافية التميز جهد ذاتي وأنا استفدت من مركز (ادهم إسماعيل للفنون التشكيلية )اكثر.

لماذا تشوهين الوجوه في لوحاتك؟
بطبيعتي لا أحب التناظر في الشكل لانه يعطي الصورة الجامدة وشخصياتي تظهر على القماش الأبيض بشكل غير واع ولا اميل الى المبالغة بالحرفية والتكنيك لدرجة يصل المنجز البصري فيها الى الملل والرتابة فالفن هدفه اثارة تساؤلات ورؤى جدلية ,لذلك ارفض التكلس في مدرسة واحدة , اجد نفسي في السريالية واعشق التعبيرية والتجريد .

لكن نجد في لوحتك الفائزة (بورترية شخصي ) في الحرفية و التكنيك تجليا زخرفيا لا وظيفيا ـ هل لانها بورترية شخصي؟
اللوحة تؤرخ لماهية الشحنة التي انا بصددها لحظة الفعل الذي يستمد طاقته التعبيرية من حالة الفنان الوجدانية ولوحتي الشخصية وهكذا أحببتها هي موضوعة بحرية بإحساس فطري لا إرادي ويذكر ان اللوحة تقدمت بها الى المسابقة المعرض العالمي للبورترية في لندن الى جانب (1000 مشارك) من كافة أنحاء العالم وقبلوا (50 فنانا) وانا الوحيدة كنت عربية والذين ربحوا الجوائز هم (3 انكليز) وانا الرابعة وتركت انطباعا إيجابي عن بلدي عند الكثيرين.:

أشرت في حديثك الى أهمية افتتاح الصالات الجديدة ـ هل تعولين عليها في النهضة الفنية .؟
الصالات توسع من دائرة جمهور النخبة ونوعيته من خلال التواصل مع قطاع هام من المتلقين عبر نشاطاتها على مدار السنة
الصالات على احتكاك مباشر مع الناس بات مطلوبا التحرك المستمر والجاد لاستقطاب الجمهور بعقلية عملية تتجاوز القيود الروتينية والاجتماعات والقرارات وتكون عامل جذب للشباب.

لكن تكاثرت بملحاقات تجارية من (مطاعم وفنادق ومقاه) وهي محاولة للاستفادة من قانون إعفاء المنشات الثقافية من الضرائب ؟
القانون يحمل الكثير من الدلالات العميقة للارتقاء بسوية الفن فلا بد من تشجيع تلك الصالات وخاصة بعد القطيعة الجماهيرية التي آلت اليها الصالات الفنية والمرافق الثقافية أصبحت مرهونة بالنخبة وبعد ان حصرت خيارات الناس بين الفضائيات والبرامج الاستهلاكية والفيديو كليب والصالات ليست جهة رسمية من أين تأتي بالموارد لتمول الإنفاق ما المانع أن تحمل الغايتين معا ( الإفادة والاستفادة)

هل تؤمنين بان المرأة أكثر قدرة من الرجل على ملامسة قضاياها وصياغة صورتها ؟
المرأة عرفت صوتها الحقيقي والذي يقودها لأداء مغاير تجاه نفسها ومحيطها المرأة المبدعة سواء كانت أديبة ام فنانة لا تملك سوى التجريب والجرأة لتنتج رؤية ذاتية وعامة وان الرؤية الأنثوية لا تقوم على لغة أنثوية لها خصوصيتها في مفرداتها منكفئة على ذاتها , بل تعبر في محاولة إدراك كيانها بإنتاج رؤية إنسانية و تشاركية مع الرجل في مواجهة همومهم المشتركة وصياغة مجتمع متنام ولا تكرس بطولتها الفردية في المجتمع .

الغالية منى كوسا
شكراً لأنك جعلتنا نتعرف على الفنانة التشكيلية السورية سارة شما عن قرب

كل عام وأنتِ بخير
تحياتي