صيدا المسافة والمكان صيدا فتاةٌ نائمة بين الجفون ومسافةٌ تجتاحني ما بينَ خوفي والظّنونْ
صيدا الحكاية كلّها وحكايةُ أخرى على وتَر الربابة والكمانْ صيدا وقلبي توأمان ولها الحنينْ ولها ستبدأني القصيدةُ والغناء ماذا هُنالِكَ يا صبيّة يختفي فوقَ الجبين حُزْنٌ يُقيمُ على جذوع الياسمين !! وسترحلين يوماً على جُرْحي وجُرح المُتْعبينْ ويخافُني هذا التناقُضُ في دمي هذا الحديثُ عن الفُصول ماذا أقولْ حتى تنامَ المجدليّة في المساء حتى يعودَ الطيرُ من سفر المواسمِ في الشتاء صيدا الحكايةُ كلُّها وحكايةُ الشوق المُحلّق في السماء وتقولُ لي : يا شهريار العاشقاتُ على رصيفِ الإنتظار يَبحثنَ عنكَ وعنْ حُروفكَ في النهار وأنا النهار وأنا الطريقُ إلى الجنون هل خلفَ صوتِ الرّيح يوماً ألتقيكْ !! أم خلفَ ( يافطةِ ) الغيابْ وأنا بقايا الضوءِ في وجهِ الضّباب هذا زمانُ الإغتراب وأرى المسافةَ تَتسع بيني وبينكِ ألفُ باب حتّى النوافذُ نائمة لا رائحة .. للظلِّ من خَلْفِ القِبابْ لا صوتَ يبدو في المكان صيدا المدينةُ هادئة تركتْ هُنالكَ شَعْرها مكياجَها فُرْشاتها وملابس النوم الشفوفةِ فوقَ حبلٍ للغسيل ورسائل العشّاقِ فوقَ الطاولة وأنا أتيتُ على تَعَبْ وهناكَ في الرُكنِ المُتاخمِ للغياب برلينُ كانتْ نائمة برلينُ قصّةُ عاشقيْن ناما مَعا ضَحكا مَعا هَرَبا معا برلينُ عاصمة الرحيل وَجَعي كما وجعُ الحروف وحدي أنادي نجمَةَ الليل التي كانت معي وأنينُ صوتي مثلُ أحلام الصغار هذا الجدار بيني وبينَكِ يا التي عَرَفتْ خبايا مُهجتي عرفتْ تفاصيلي الدّقيقة في المساء وفي النهار خُذني إليها يا بحر خُذْ كلَّ يَومي أو غَدي وَخُذِ الحُروفَ جميعها ثمَّ اعطِني أمسي الجميل برلينُ عاصمةُ الرحيل هذا المساء فَتّشتُ عن ليلٍ جديد حتى أراك كما أشاء حتّى أحبّكِ في النَّشيد وكما أشاءْ فأجابني صوتٌ بعيد : ما حاجتك ؟؟ ماذا تريد؟؟ فَوْضايَ تعصفُ في خريف الذاكرة وأنا الطّريدْ فوضايَ تعبثُ في الرَّمادْ وأنا حِوارُكِ كُلّما أمضي وأرحلُ عن دمكْ / دَمي فلْتشْرَبي ، هذا نبيذُ الراحلين وَتَقَمَّصي ، وَجهي ووجهَ يمامةٍ فوقَ الغُصون يا ساكنة ... بينَ الجُفونْ ماذا جَنيْتِ مِنَ الرّحيل ؟ ومَنِ القتيلْ؟
وتَمَزَّقتْ منّي القصيدةُ والنَّشيدْ منْ يا تُرى منّا الفقيدْ وأنا وحيدْ كُنْ يا أنا يوماً أنا كيْ لا ترى يوماً سواكْْ فأنا تَعبتُ منَ المرايا الزائفة وأنا يُعذّبُني هَواكْ وحدي تُشاطِرُني السحابَةُ في الدُّموع صيدا تُناشدُكِ الرجوع حتّى يفيقَ البحرُ من نومٍ عَميق وَمَنِ الغريق ؟ هل يا هُنا غيري يُقاومُ في المدى مَوجَ البحار وإلى متى ... سأظلُّ أمضي خائفا غَدرَ الذينَ أحبّهم وسأحبُّهم .. صيدا تعالي يا ابنتي ثُم استَّعدّي للوداع فأنا حَزَمتُ حقائبي وقصائدي ورحلتُ عن جَسَدي وَروحي والمكان