عناء وعذاب ومعاناة قبل اللقب وبعد اللقب …..هذا هو حال المطلقات قبل الطلاق وبعد الطلاق , تبدأ رحلة المعاناة والألم عند المطلقة مباشرة ما أن تفكر في طلب الطلاق نتيجة لظروف هي أعرف فيها من الغير , فالجميع يعرف أن بعض الحالات من الزواج يستحيل الاستمرار فيها وأن الصبر في هذه الحالة ضرب من المستحيل لذلك تلجأ المرأة لطلب الطلاق , وتبدأ مشوارها الطويل الذي يأخذ من وقتها وجهدها وأعصابها الكثير وقد تتعدى الأمور الجهد والأعصاب والتي قد تعتبر في هذه الحالة نوع من الترف مقارنة مع ما قد تتعرض له من شكاوى كيدية من قبل الزوج وأهله وتشهير فيها وتعرض لسمعتها بكل ما قد يخطر على بال من سوء .
أحل الله سبحانه وتعالى الطلاق مع محاولة تجنبه واللجوء للإصلاح قدر الإمكان , ولكن بعض السيدات تضطر مجبرة لاستحالة المعاشرة لطلب الطلاق , مما يدفعها لخوض حرب للدفاع عن نفسها أولاً وللدفاع عن أطفالها ثانياً من محاولات الزوج النيل منها وحرمانها من حضانة الأطفال متذرعاً بأي سبب .
لا أعرف ما الذي يدفع البعض للتعامل مع قضية الطلاق وكأنها جريمة لا تغتفر , وكأن الزوجة إن طلبت الطلاق ارتكبت إثماً عظيماً , لست من مشجعي الطلاق بكل الحالات ولكن بعض السيدات من الأجدى لها ومن مصلحة أبناءها أن تطلق وتبدأ رحلة حياتها من جديد بعيد عن الزوج وخاصة من كان منهم وأقصد الأزواج من المنبوذين في المجتمع أو من يشكل عالة عليها وعلى أبناءه في المنزل وخارجه
ما زالت تحكم مجتمعاتنا العربية الكثير من الأمور التي تعوق تطوره, وتتحكم فينا مجموعة من العادات والتقاليد التي تلقي بكل ثقلها في وجه المرأة إن تجرأت وطالبت بحقها في حياة كريمة يكفلها لها الشرع والدستور , المطلقة كائن بشري بكل تأكيد لم تحاول أن تطلب الطلاق مختارة وهي تعرف ما سوف تتعرض له لاحقاً من ملاحقات بالنظر والكلمات التي لا بد أن تسمعها كونها حصلت على لقب غير مرغوب فيه اجتماعياً مع أنه من الأمور المحللة شرعاً , تعاني المطلقة الويلات في سبيل الحصول على الطلاق قبل وقوعه ويتم تأجيل قضية الطلاق عدة مرات قبل أن يصدر الحكم لصالحها إن صدر لصالحها من الأصل !!رغم أن الرجل يملك صلاحية تطليق الزوجة بكل الطرق ومهما كان السبب فهو مجرد أن ينوي الطلاق ما عليه غير أن يتفوه بتلك الكلمة ويعتبر في حل من أمر الزوجة , لست بصدد بيان وجهة النظر الشرعية أو القانونية ولكن أنا معنية بالوضع الإنساني لتلك المطلقة التي تقضي وقتها بين مكتب المحامي المكلف برفع القضية وبين المحكمة التي تنظر في القضية , والتي يتم رفع الشكاوى الكيدية عليها من الزوج بحجة عدم الأهلية لرعاية الأبناء مع أن بعضهم لا يعلم عن الأبناء غير أسماءهم أو ما يجلبونه من مال للمنزل , لما لا تأخذ المحكمة والجهات المعنية على عاتقها محاولة التخفيف عن طالبات الطلاق ويتم دراسة القضية بشكل سريع ومعرفة تاريخ الزوج من الجهات المسئولة سواء الأمنية أو في محيطه الاجتماعي ؟؟
بعض الأزواج تكون قد صدرت بحقهم أحكام وتم تنفيذها والبعض لا عمل له ليتحمل نفقات الأسرة والبعض مشهود له بسوء الأخلاق من محيطه الاجتماعي وهذه أمور ممكن التحقق منها بكل سهولة وبسرعة أيضاً ولا تحتاج للكثير من الوقت , ومعرفتها تخفف من معاناة طالبة الطلاق , ومن هذه المعلومات من الممكن أن ترفض أو على أقل تقدير يتم معرفة إن كانت الشكاوى التي سوف يرفعها الزوج قضايا كيدية أو قضايا حقيقية الأصل فيها الخوف على الأبناء ومصلحتهم .
ولا نغفل دور بعض الجهات التي كانت تنشط بشكل كبير في حماية الزوجة والأبناء والتوجه لها بطلب تفعيل دورها في المجتمع وعدم جعل البيروقراطية والأنظمة المملة والمضيعة للوقت هي المتحكم في حركتها , فبعض الأمور تحتاج لدراسات سريعة وأناس همهم الأول والأخير حفظ الحقوق لأصحابها وحماية أفراد المجتمع حتى وإن كان المطلوب حمايتهم منه هو الزوج أو الأب .
هذه معاناة أولى للمطلقة تمر فيها قد تأخذ قضيتها عدة أشهر إن لم تصل المدة للسنوات وهي تنتظر ما بين حكم المحكمة ودراسات الجهات المعنية بحمايتها وحماية أطفالها وحفظ حقوقهم
لتبدأ بعدها قضيتها المجتمعية الكبرى والنظرة الشاذة لها من المجتمع المحيط وخاصة في المجتمعات المحافظة نوعا ما وكأنها عبارة عن مرض أو شيء غير مرغوب فيه ويجب أخذ الحيطة والحذر عند التعامل معه وأقولها بكل أسف أن أكثر من يعامل المطلقة بريبة هن بنات جنسها وليس العكس !!
والمعاناة الأصعب التي تتعرض لها المطلقة هي تعامل الأهل معها وكأنها أتت بفاحشة , فيبدأ مشوار الممنوع والغير مسموح ورمي الكلمات الجارحة لمشاعرها من قبل أفراد الأسرة , وتطبق بحقها أحكام كثيرة من لا يجوز ….وضعك الآن مختلف …..أنت الآن مطلقة ……إلى ما لا نهاية له من التنبيهات والتعليمات وكأنها مخلوقة غير مرغوب فيها أو تحمل إثم عدم رضاها بزوج موبوء الطلاق منه أفضل مليون مرة من البقاء في كنفه .
هذه بعض من معاناة المطلقات في مجتمعاتنا العربية العامرة بكل ما من شأنه التقليل من قيمة الأنثى وتعريضها لكافة صنوف المعاناة النفسية .
تلعب البيئة الاجتماعيةدورها الفاعل في ازاحة هموم الطلاق عموما وهموم المطلقة على وجه الخصوص
وياتي الوعي في مقدمة الحلول لمعاناة المطلقة واقصد به وعي وثقافة المجتمع وتخليصه من درنات النظرة الضيقة والمظلمة للمطلقات عموما
والكل تقع عليه المسؤولية ولعل اهم جانب هو عدم اجبار البنت لزواج خارج عن ارادتها ورغبتها وعدم فرض القيود على الولد لتزويجه من بنت لايحبها وان الحل الكامن في عقله وعقول من اجبروه ان الطلاق حل اكيد بيده يستخدمه وقتما يشاء.
وارى ان العوامل الاقتصادية تلعب دورا بارزا واساسيا في تعميق اواصر الزواج وتمتينها دوما وهذا الجانب ايضا يعطي الزوجين نوعا من التمكن والاستقلالية بعيدا عن تدخل الاخرين وتطلفلهم وسوق امور حياتهم الى نهاية الطلاق المؤلمة
اسمحولي ان اطرح تساؤل في معرض الحديث عن هذا الموضوع الشائك والحساس
المرأه التي تقيم دعوى طلاق ضد زوجها يعطي القانون الحق للرجل بان يميز قرار الطلاق ان حصلت عليه ومن ثم من حقه ان يرفع دعوى بيت الطاعه . تساؤلي هو هل من حق المرأه التي يرفع عليها زوجها دعوى طلاق ان تطلبه لبيت الطاعه ؟؟؟
زميلي المثابر
مساء الخير
كثيرة هي العادات المغلوطة في مجتمعاتنا العربية ...ليس أقلها الاختيار بناء على أمور لا تعني بالضرورة
زواج نجاح وتكافؤ في المستوى الفكري على أقل تقدير
ما زال البعض يزوج الفتاة بناء على مواصفات الأهل وحسب رؤيتهم للأمور ومن زاويتهم التي
في الغالب لا تأخذ ميول الفتاة وما ترغب
من ناحية ثانية المطلقات في أغلب المجتمعات العربية ينظر لهن نظرة ريبة وشك وكأنها ارتكبت
إثم وجلبت العار للأهل مع أنها ربما تكون استنفذت كل سبل الاصلاح قبل الإقدام على هذه الخطوة
أشكرك على المرور العطر
تحياتي
اسمحولي ان اطرح تساؤل في معرض الحديث عن هذا الموضوع الشائك والحساس
المرأه التي تقيم دعوى طلاق ضد زوجها يعطي القانون الحق للرجل بان يميز قرار الطلاق ان حصلت عليه ومن ثم من حقه ان يرفع دعوى بيت الطاعه . تساؤلي هو هل من حق المرأه التي يرفع عليها زوجها دعوى طلاق ان تطلبه لبيت الطاعه ؟؟؟
=============
سيدتي
سأجيبك من خلال قضية ما زلت أتابع فصولها لم تنتهي بعد رغم مرور ما يقارب السنة على وجودها
أمام المحكمة الزوج عاطل عن العمل سجن عدة أعوام والتهمة أعمال نصب ...حاول المتاجرة في عرضه
ومع كل هذا لم يصدر قرار الطلاق لصالح الزوجة بعد !!! ومن الممكن أن يطلبها لبيت الطاعة
وينفذ كل ما كان يخطط له إن لم يجد من يردعه وبكل صدق القوانين العربية تجحف حق المرأة وما زالت تتعامل معها
على أنها صنف ثاني في المجتمع , هكذا أرى الموضوع
أشكرك على المرور
مودتي
(أي أن القانون بهذه البلدان ينصف الزوجه علي الزوج)
وفي هذه البلدان تجد الزوجه تتعامل بغلظه قد تتطاول علي الزوج وقد تحرمه حقوقه
ماذا يفعل الزوج الذي هكذا حاله؟
إن طلقها خسر كل شئ
وإن إستمر كان تابعا كسيرا هزيلا
مما يفقده رجولته وسيطرته علي بيته وتربيته لاولاده
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
====================
أستاذ أحمد
مساء الخيرات
أشكرك على المرور وعلى الكلمات الرائعة
في العادة مجتمعاتنا العربية ذكورية بامتياز ولكن هذا لا يجعلنا نغلف ما يتعرض له بعض الأزواج
ربما كان في لاختيار المناسب الحل الأمثل للحد من هذه المظاهر وهذه العواصف التي تهب على منزل الزوجية
وتترك أحد الأزواج يعيش في ذل وانكسار...
نحتاج للتوسع في نشر ثقافة الزواج والعمل على ترسيخ فكرة المشاركة للحد من الخلافات والعيش وفق ثقافة
مغلوطة بوجوب سيطرة أحد الزوجين على الأخر وفرض إرادته بالقوة
تحياتي وتقديري
ظلم المجتمع
والعادات والتقاليد التي تتحكم بنا
ما جدوى حياة بغير انسجام
وهل من حق المطلقة ان لاتعيش
هي كائن بشري لها الكثير من الحقوق
مجتمعاتنا العربية تحكمها الكثير من العادات التي تقف في طريق النهوض والتطور
صحيح ان ابغض الحلال الطلاق ولكن عندما يكبر الشرخ فمن الصعب الاستمرار فيكون الانفصال هو الحل الأسلم
ظلم المجتمع
والعادات والتقاليد التي تتحكم بنا
ما جدوى حياة بغير انسجام
وهل من حق المطلقة ان لاتعيش
هي كائن بشري لها الكثير من الحقوق
مجتمعاتنا العربية تحكمها الكثير من العادات التي تقف في طريق النهوض والتطور
صحيح ان ابغض الحلال الطلاق ولكن عندما يكبر الشرخ فمن الصعب الاستمرار فيكون الانفصال هو الحل الأسلم
ولكن من يفهم
شكرا لك من القلب
تحياتي
==================
غاليتي روح النبع
هي العادات والتقاليد التي رفعها البعض فوق الشرع وطبقها
بل حرفية عالية
الطلاق لا أحد يتمناه ولكنه أحيانا السبيل للعيش بكرامة وآمان
أشكرك على المتابعة رغم كثرة المشاغل
محبتي
أختي العزيزة الأديبة المبدعة رائدة زقوت
أشكرك على طرح هذا الموضوع الخطير
وأقول :
إن سبب مصائب وكوارث هذه الأمة هو هجرها لكتاب الله المفصل "وليس المجمل كما تعلمنا في المدارس"
ولو طبق المسلمون ما جاء في الآيات التي تحدثت عن الطلاق بالتفصيل لما وجدنا لا رجلاً ولا امرأة يقع عليهما ظلم .
ولذلك نبهنا رب العزة في القرآن حينما قال :"ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " ..وهل هناك ضنك أكثر من ضنك عيش المسلمين؟؟؟؟
إذن هناك خلل ما .فأين الخلل ؟
إنني يا أختاه أعجب وأتحسر حينما قامت ألمانيا منذ عامين ، بتشكيل لجنة مكونة من 18 عالم مستشرق يتقنون اللغة العربية .وذلك لدراسة القرآن الكريم .وقد صرفت لهم موازنة سنوية مقدارها 5 مليون يورو .
وعندما نقول لأحد مشايخنا -هداهم الله للحق- أنتم مهملون لكتاب الله وستحاسبون على ذلك ..يصرخون متهميننا بالكفر والزندقة .
وخذي مثالاً بسيطاً من إعراضنا عن الكتاب :
أثناء أدائي صلاة الجمعة الفائتة في المسجد القريب من مكان إقامتي ...إشتهيت أن يذكر الخطيب ولو آية واحدة من القرآن .صدقيني فقد مكث ساعة يثرثر ويتحدث بقصص وروايات مللنا من سماعها منذ صغرنا .والله وحده يعلم إن كانت صحيحة أم لا .
آسف للإطالة
تقبلي تحياتي الأخوية العطرة سيدتي