بين الركام ..كانت الأرواح
هادئةً .. تحيك للحلم الكبير
معاطفاً و قلائداً من ياسمين
كانت الأصوات تعلو في المكان
صمت الجميع ... إلا أنا
ما زلت ُ أصرخ في الرمال
ما عاد بين القلب و المنفى
سوى بابٌ .. ما عاد بيننا
قطعٌ من العنب اللذيذ
ما عاد في تكويننا .. يا
صمتنا و حنينا .. ما عاد بين
الخافقين موانئٌ للعمر
بين الركام .. ما زالت الأنفاس
تبكي حلمها .. بين الركام
في كل عام ترتاحُ منّأ وردة
رفضت مبادلة السلام ...
رفضت بأن تحكي لنا
عن عاشقات ٍ في المنام
ما زالت الأشلاء تحمل بعضها
و الموت أصبح تائهاً بين الزحام
و أنا تركت الوقت يمضي باكياً
متلعثماً خوف الإجابة عن سؤال
ما سرُّ زهر اللوز في أحزانه
يلقي التحية و السلام ما سرُّ
أسراب الطيور تشكلت من بعد
منفى للهوى و الامنيات
ستون عاماً و الطريق مهمشٌ
و البحر يفصل بين طوقٍ للنجاةِ
و آخرٍ ... ستون عاماً و العيون
تلوكنا عند الكفن .... ستون عاماً
يا وليد العمر نبكي دون أن نلقى الثمن
متمزقين على موائد حلمنا
و الكل يحسب نفسه .. منذ تسلَّمَ
جرحنا راعي الوطن ...
و الكل عند القتل ... موسوم الصبا
و الكل مُفتَعلٌ .. و صمتي ما سكن
موتى و آخرنا الوطن ...
من كل مدينة ٍ جئنا على مضضٍ
و العشق ثالثه المحن
و قلوبنا تبكي لأغنية ٍ .. و العاديات
كما الزمن .. يتناولون شرابهم
و دموعهم .. و كلامهم عنّا كنايٍ
في شجن ... ستون عاماً .. يا وليد
المعتقل و الشعرٌ منفيٌ بمن
حملوه .. و الخمر يعرف جيداً
ماذا دعوه ... و لكم قرأنا في الصحائف
ذلنا .. و لكم شهدناكم عيوناً في الهوى
لا تغتفر .. ستون عاماً يا صديقي الممتحن
و الصبر منفيٌ .. هناك
و الشعر منفيٌ ..هناك ... و الكل عاد للكفن
بين الركام ..أنتظر الولوج إلى بقايا أدمعي
فالشارع المدفون أصبح مركزاً للحافلات
و للزمن ......
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...