رسالة مفتوحة إلى شعراء الخوف - قصيدة الملايين - رائعة الشاعر مكي النزال
رسالة مفتوحة إلى شعراء الخوف - قصيدة الملايين
لستُ أدري عن أيّ خطبٍ تكلّم = فبدا الحرفُ حائرًا، وتلعثم
قال: أعداؤنا، ونحنُ رفاقٌ = بل وأهلٌ مشاركون بمَغرَم
قال شعرًا، بلى، وأتقن قولاً =غير أني بقصده لستُ أفهم!
قلبَ الميزان فالحقّ ظلمٌ = ورصاصُ الطغاة أعطى وأنعم!
ليت شعري، أما رأيت قتيلاً = وصراخًا من الملايين دمدم؟
أيكون (السلطانُ) ربًا عليًا = ومُنادٍ بالحقّ يُرمى ويُرجَم؟!
للملايين مطلبٌ ونداءٌ = مذ ثلاثين من سنينٍ يحُجّم
خرَجَتْ بعد أن تفاقم جوعٌ = ونهارٌ خبا فخاب فأظلم
ونعيم الإله أصبح حكرًا = لكروش (الكبار) جهرًا يُقسَّم
تلك مصرُ التي تُداسُ بقهر =ٍ وأخوك الذي بكى وتألّم!!
ورصاص السلطان كان يدوّي = وسليل الأمجاد من كان يُعدَم
كيف يا سيّدي تفسّر حشدًا = من حميرٍ تدوس رأسًا تهشّم؟
ذي جِمالُ السلطان داستهُ غدرًا =فسلِ الميدان علّك تعلم!
أنسيت العراق كيف تهاوى؟ = وهو الآن في برودٍ يُقسّم؟
مَن أتانا بالدود من كلّ جُحرٍ؟ = هل سوى ذلك البغيض المسخّم؟
من حليف البغاة في كل خطبٍ؟ = من أحلّ القيود في كلّ معصم؟
من بنى السور من حديدٍ رخيصٍ = وأخٌ صامدٌ بغزة يُحرَم؟
من يبيعُ الوقود بخسًا لعلجٍ؟ = من أراد العملاقَ ان يتقزّم؟
قلت حقًا إذ قلت (مصر التحدّي) = فهي ذي تبذل العطاء وتُحرَم
لم تزل للجهاد تختطّ دربًا = بدماها على الخرائط يُرسَم
مصرُ تاريخُ عزّةٍ وفخارٍ = وصهيل بالحق هيهات يُكتم
عشقتها القلوب مهرة َ عزمٍ = ليس عدلاً أن بالتفاهات تُلجَم
وشبابٌ للحقّ هبّوا حشودًا = للعلا حرّة الخطى تتقدّم
همُ أولى بمصر تُعطى وتُعطي = فهي أمٌّ مما يجودون تطعم
فإذا كان في الحياةِ خنوعٌ = وهبوها للموت، والموتُ أرحم
رد: رسالة مفتوحة إلى شعراء الخوف - قصيدة الملايين - رائعة الشاعر مكي النزال
سلمك الله و سلم صوتك الهادر بالحق شاعرنا الكبير أستاذي مكي
سلمت يمينك فلقد أثلجت قلوبنا ردا على شعراء الخوف كما وصفتهم
و انا أقول لك أنهم أبواق السلاطين ولا يفرقون عن العملاء بشيء
غارقة سفينتهم بما حملت بإذن الله و بهمة الشرفاء أصحاب الأصوات العالية في ميادين التحرير
و أصحاب الأصوات العالية من مثلك من الشعراء في سوح الشعر.
و حق لنا أن نعريهم مع سلاطينهم فهم الداء و أس البلاء فيما وصلنا إليه
لك و لحرفك الجميل النبيل تحياتي أينما كنت أيها المبدع.