نقص الطبيعة تقود لنقص المناعة والاكتئاب لدى الأطفال

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة بين الأطفال تعرف بـ''اضطراب نقص الطبيعة''؛ التي تؤدي -بحسب المتخصصين في طب الأطفال- إلى الإصابة بأمراض الاكتئاب والبدانة، ونقص المناعة، وقلة الثقة بالنفس. وأوضحت دراسة أن اضطرابا يطال الأطفال الذين لا يلعبون في الهواء الطلق، وبالتالي لا يحتكون كثيرا بالطبيعة كالحدائق والملاعب والبحر والغابات.وذهبت الدراسات إلى أن بعد الطفل عن الطبيعة أدى إلى بقائه نحو 6 ساعات يوميا مع ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز، مقابل خمس دقائق في الهواء الطلق بسبب مغالاة الأهل في حماية أطفالهم.
ويقول خبراء طفولة أن حبس الطفل في المنزل وبعده عن الطبيعة يصيبه بعديد من المشاكل والاضطرابات الجسدية والنفسية والسلوكية.
وخلال الخمسة عشر عاما الأخيرة سجلت معدلات كبيرة في نسبة البدانة عند الأطفال، نظرا لبقاء الطفل ساعات طويلة في البيت ومشاهدة التلفزيون وألعاب الكمبيوتر.وأرجعوا اضطرابات نقص الطبيعة إلى ثلاثة عوامل رئيسة؛ هي: خوف الوالدين على الطفل، ومن ثم تقييد حركته خارج المنزل، وزيادة الكتل الإسمنتية في المدن، التي واكبها تراجع حاد في المساحات الخضراء والحدائق التي يمكن للأطفال اللعب فيها.كما لعبت وسائل الترفيه والتسلية دورا هاما في زيادة اضطرابات نقص الطبيعة؛ حيث يبقى الطفل ساعات طويلة أمام ألعاب الفيديو والكمبيوتر ومشاهدة التلفاز.وحول كيفية مواجهة تلك الظاهرة نصحوا الأهل بتشجيع أطفالهم على الخروج للطبيعة، من خلال رحلة أسبوعية على الأقل للحدائق والمتنزهات العامة.
جدير بالذكر أن إحدى الدراسات الكندية أظهرت أن مشاهدة الأطفال للتلفزيون في أثناء تناول الطعام قد تؤدي إلى زيادة أوزانهم.وفي دراسة عن البدانة في أثناء فترة الطفولة اكتشف هارفي أندرسون خبير التغذية بجامعة تورونتو أن أجسام الأطفال الذين تناولوا الغداء، وهم يشاهدون التلفزيون، استوعبت 228 سعرا حراريا إضافيا، بالمقارنة بآخرين تناولوا غداءهم دون مشاهدة التلفزيون.وذكرت كاميلا مستري -رئيسة فريق البحث بكلية جونز هوبكنز بلومبرج الأمريكية للصحة العامة- أن الدراسة أظهرت نتائج سلبية للمشاهدة الطويلة للتلفزيون، كما أظهرت أن تقليل ساعات المشاهدة إلى المستويات المقبولة تقلل من خطورة التعرض لمشكلات سلوكية واجتماعية.وأوضحت الدراسة أنه يجب عدم السماح للأطفال أقل من عامين بمشاهدة التلفزيون، وقصر مدة المشاهدة لمن هم فوق هذه السن لأقل من ساعتين في اليوم، كما أوصى الفريق بعدم وضع التلفزيون بغرفة نوم الأطفال.