عقيم العمر ينتظر الجنين..
*
صلاح داود
**
ألـفـنـاهـا و لــمـــا اسـتـأسـرتْـنـا
تـهـاوى الــوردُ هيـمـانـا حـزيـنـا
و قـطْـرُ الـطــلّ مـجـنـون مُـعَـنّـى
عـلــى وجـَـــع يُـؤرّقـنــا حـنـيـنـا
و صـمْـت الـنـاي لا نـفــخ ٌمُـــدَوّ
يـــرُجّ الـجــرحَ مكـلـومـا دفـيـنـا
تهـادت مــن أعاصـيـر الأقـاصـي
عـلـى صــدري فهزّتـنـي جـنـونـا
وأجـرتْ فـي دمــي حُمَـمـا لهيـبـا
فـأوقــدتِ الـمـواجــع و الأنـيـنــا
يهيـم الخـوف مـن ولهـي عليهـا
كـمـا وتـَـرٌ وقــد سُـلــب الرنـيـنـا
و يرعبنـي عنيـف الشـوق شـكّـا
و يضنيـنـي و يربـكـنـي ظـنـونـا
**
*
شـربـنـاهــا مـعـتــقــة ســـلافـــا
وفـــي فـمـنـا تـذوّقـنـا الهـجـيـنـا
فـمـا جلـبـتْ مباهـجَـنـا كـــؤوسٌ
و لا ولـهــتْ حنـاجـرُنـا مـجـونـا
*
ألـفـنــاهــا مــرنّــحـــة أَلـــوفــــا
فـمـا للقـلـب مِشـكـاكـا حـرونــا؟
تعـالـيْ مــن فـمـي عُـبّـي جنـونـا
و لا تبْقـي عـلـى عـمْـري رهيـنـا
و هاتـي لـي ظلالـك واحضنيـنـي
فـفــي الأوداج أشـعـلْـتِ الفـتـونـا
*
ألفناهـا و ثـغـرُ الصـمـت يحـكـي
و ظَـلَّ النطـق مشحـاحـا ضنيـنـا
فَـــراش الـنّــار رفـــراف علـيـنـا
فـمـا رويَ الـفَـراش و لا روِيـنــا
تُسَقّـيـنـا الـقــداح عـلــى شــفــاهٍ
على دمهـا الجـوى رسَـم الفنونـا
و ينفحـنـا التـرنّـح مــن شـذاهــا
يتـعـتـعـنـا يــســـارا أو يـمـيــنــا
سُـبــات الـــورد مـرمــيّ بفـيـهـا
مـرجـّجــة الـخـواطــر ترْتـجـيـنـا
يبـيـت الـدهـر مـذعــورا علـيـهـا
فيحـتـضـن الـثـوانـيَ و السنـيـنـا
تُناغِـيـنـا فيطـمِـي الـمـوج زحـفـا
و تتركـنـا و قــد تـركـتْ شجـونـا
*
ألـفـنـاهـا و بـسْـمـتـهـا ســـــؤال
و طـيــفٌ حـائــر فــقــد اليـقـيـنـا
و طِـيـبٌ مـــن مفاتـنـهـا يـــدوّي
يؤبْلسـنـا الـهــوى دنـيــا وديـنــا
غـيـوم الـوجـد مـرسـوم سـنـاهـا
بـســرّ الـلـغـز كـحّـلـت الجـفـونـا
يـجـول الشـفْـر فـــي أرق عـنـيـد
فـتـعـتــلّ الـمـحــبــة تـرتـجـيـنــا
و يطفـو الرعـب فـي نهْـد شـقـيّ
و تـحـتـرس الأهـالـيـل الجـبـيـنـا
و يـرتـعـش الــكــلام مـُـــدام راح
عـلـى شـفـةٍ تـمــوج و تستبـيـنـا
إذا انطـلـق السـكـات لـغَـا بعـنـف
يــحــاوره الــفــؤاد و لا يُـريــنــا
عُصـار النـار فـي دمـهـا تمـاهَـى
إذا خـطـرتْ عـلـى دمـنـا خشيـنـا
سكِرْنـاهـا ومــن فمـهـا ارتشفـنـا
فمِـن أيــن الجـنـون إذا صحِيـنـا؟
و مـن أيـن الذّهـول إذا انتفيـنـا ؟
و لكن..هـل فَنِيـنـا كــي نكـونـا ؟
*
ألـفـنـاهـا ألـيـفــا فــــي ابــتـــداء
و مــا خلـنـا النهـايـة ترتـديـنـا..
*
حبيـبَ الــروح يــا نَفَـسـا أريـجـا
هــواءُ الـصـدر منحـبـس سنيـنـا
فضُخّـي مـن زلال الـروح دفْـقـا..
عقـيـمُ الـعـمـر ينـتـظـر الجنـيـنـا
و هُـزّي يـا رؤى هَوَسـي كيـانـي
و كونـي مــا لغـيـرك لــن يكـونـا
ترشّفْـنـا المـتـاعـب لـــم نـمـانـع
فـذوقـوا مــن هَـوانـا مـــا لقِـيـنـا
تلـوّيـنـا بـوخــز الـشــوك مـنـكـمْ
و مِـــن يـدنــا أنـلـنـا الياسمـيـنـا
فجولـي فـي شرايينـي و جـرحـي
فـقـد بــات الـفـؤاد بـكــم طعـيـنـا
و غوصي في رعاش الشوق إني
عـلـى وجَـعــي تكـتـمـتُ الأنـيـنـا
و كــان الـخـط مقطـوعـا فـراغــا
فـــلا مـعـنًـى نـــروم و لا مَعـيـنـا
و حــيــن الــفــلُّ دفّــقــه ربــيــعٌ
تـنـفّـسَـتِ الـجـوانــحُ أجـمـعـيـنـا
*
*
زوابـــعُ مـــن أنوثـتـهـا احـتــدام
إذا عـبـرَت تـلـوّى الصـخـر ليـنـا
بـدأنـاهـا ..كـمــا الـدنـيـا أرادت..
و هــا أنّــا.. كـمـا شاءت وشِيـنـا.
تـــــونـــــــس
مـــاي2001