في ظلال هذا العنوان نقف ونتأمل ، فهل كان لقاء العاشق عابرا !!
بالكاد هو لقاء كان بمثابة الأمنية المنشودة ، ذلك أنَّ هذا اللقاء وبمجرد
إسدال الستارة ودُنو الوداع ، كانَ له وقع السكين التي تحزُّ عنق الوصال ...
ثم نأتي للمطلع الجميل الذي بدأه شاعرنا الكبير :
حبيبٌ من حياتي كان أغلى ....وقلبٌ بالمودة قد تملّى
هنا نستشفُّ حوارا مع الآخر ( الصديق / النفس ) ، لأن المطلع يقودنا لحديث آخر ، وجاء ليكمل لنا ما أراده الشاعر أن نعرفه ....
يريد أن يقول لنا ، حجم المساحة التي احتلتها المحبوبة في وجدانه ، لدرجة أنها تقدّمت في الأهمية على حياته وصارت أغلى منها ... هذا الإستهلال الذي قدمه الشاعر ما كان سوى توطئة جميلة للبيت الثاني :
وجاءت وهي ترفلُ في حرير ....من الأشواق ، صاح القلبُ أهلا
وصلت المحبوبة ، وأحدثت في النفس ثورة وفرحة غامرة ، ورحبَّ بها ( أهلا ) ، ولكن لماذا ذكر الشاعر مفردة ( حرير ) ؟؟ ربما ليقول لنا أن هذه الحبيبة مُرفّهة ، وهي من بنات العز ...
لأن الحرير هو ما يلبسه ذوي السعة والإقتدار ...
بلا عتَبٍ سعيتُ إلى رضاها ....وكم رضي الفؤاد أن يذلا
لا يخفى على القارئ الفطن ، الترابط الجميل بين البيت الذي نحن بصدده وبين البيت السابق ،
فحين رحبَّ بها ، سعى لنيل رضاها دون عتاب له منها ، عتاب على طول البعاد والتجافي ...
وهنا الشاعر يقدمُ لنا عزّة نفسه وكبريائه ، حين رأى أن السعي إلى رضاها فيه إنكسار منه لها
وهو ما تأباه طبيعته ، لكنه رغم ذلك رضي بهذا الأمر والذي يعتبره ذلا لنفسه في سبيل الوصول إلى رضاها ... وهو تصوير بديع عن شدّة حبه لها .
أردتُ عتابها والعينُ تهمي ....ولا أرضى الدموع تكون وصلا
ويستمر الترابط في البناء والمعنى بصورة متنامية دون إنزياح عن مضمون الفكرة الرئيسة ،
فهناك رغبة جامحة في نفسه للعتاب الذي رفضه في البيت السالف ، لكن الشاعر يعود ويؤكد على عزّة نفسه رافضا أن تكون دموعه جسرا لجلب وإستدرار عطفها .
متى يا قلبُ تشفى من هواها ....وقد كنتَ الموقر والمعلّى
هنا يدخل الشاعر في حوارية جميلة بينه وبين قلبه ، ويرسم لنا صورة جميلة ، فقلبه مريض ، ومرضه هو حبها ، وقد كان قبل معرفتها وقورا سليما معافى ...وهنا نجدُ شاعرنا يبكي على الحالة التي وصل لها بسبب هذا المرض ( الحب ) ويتغنّى بنفسه قبل أن يذوق طعم الحب .
الشاعر هنا يفصلُ فصلا جميلا بينه وبين قلبه ، فيجسدُ القلب في شخص آخر ، ويوجه له اللوم ...ويقول له : عشْ مريضا بمرض الحب ، وأنا سأموت ذلا في هذا الحب الذي جرَّ لي الهوان .
نعم ...هي الوحدة الرهيبة حين يحول الفراق دون التداني ، ويكثرُ في مثل هذه الحالة لوم النفس وتأنيبها ...والغربة التي أرادها الشاعر هنا هي غربة النفس لا غربة الأوطان ، ذلك أن الحبيبة هي الوطن المنشود لعاشق مستهام ..يُصبّر نفسه متمهلا ربما ذات يوم يخرج من وحدته وغربته .
هنا نسجّلُ ما توصلنا له هذه الأبيات ، هو كثرة توظيف الشاعر للفعل المضارع في هذا الجزء من القصيدة :
ترفلُ /تهمي / تكون /تزيدُ / أموتُ /أهيمُ / ألومُ / أقول
مجموعة من الأفعال المضارعة ، لم تأتِ مع شاعرنا جُزافا ، فشاعرنا يضع المفردة مكانها الطبيعي ..فهو شاعر مطبوع ...
وربما إختياره للفعل المضارع هو دلالة نفسية وإشارة لهذا الوجد الساكن في القلب ، فكأني به أراد أن تصل فكرة للمتلقي
أنه يكتبُ لمحبوبة تمكنت من وجدانه ، وليست نزوة عابرة حرّكت قلب شاعر فكتب .
الشاعر الكبير / عبد الرسول هو شاعر لا يتكرر مرتين ، يرسم بالكلمات فيسلب اللبَّ ، ويعزفُ بالحروف فتطرب القلوب ..
من هنا أرفع تحية إجلال لشاعر من طراز العمالقة الذين نزهو بهم ونفخر .
هنا أردنا أن نقدّم هذه القراءة لهذا الجزء من القصيدة ، ولم نشأ أن نقدّم قراءة مستفيضة للقصيدة كاملة حتى نُجنّب القارئ الملل
من الإسهاب والإطناب ، على أمل تقديم الجزء المتبقي بحول الله لاحقا .
الوليد
أبدعت وليتك أكملت حتى النهاية
قراءة جميلة لحروف شاعرنا الكبير عبدالرسول معله
دمت بخير
تحياتي
سيدة النبع
تحية لك ...يسعدني رأيك المحفز للإستمرار
وقلت أنني قدمتُ هذا الجزء حتى أجنّبَ المتلقي
الإسهاب الذي ربما يقوده للملل ...
بحول الله سأنشر هنا الجزء الثاني من هذه الباذخة ..
لقد قرأتك شاعرا وأديبا كبيرا ولكن أراك تتألق في النقد
وأرى أن إمكانياتك فيه كبيرة فقد سبق لي أن قرأت نقدك
على قصيدة لي سحرني ولوجك في أعماقها والتغلغل إلى مراميها
واليوم أراك تدخل بكل عدتك النقدية لتثير إعجابي بما تقدمه
والشيء الوحيد الذي لا أتفق معك عليه أنك وضعتني في
مكان لا أستحقه فأنا لست كما تصفني صحيح أني أتذوق الشعر وأمارس صناعته
ولكني ما زلت أحبو في ساحاته وأحاول الوقوف على قدمي
فشكرا لك من صميم قلبي لأنك قدمت لي مقالة أراها تفوق شعري مرات ومرات
شاعرنا الكبير
أن تصفني بالشاعر والأديب الكبير فهذه شهادة من سيّد الحرف والشعر
شكرا لك على هذا الإطراء ....
وأن ترى أنني ناقد ...فقد تكرر هذا الوصف من قامات أدبية أكنُّ لها الإحترام
غير أنني أجد نفسي قارئا ...
ولكن ...
أن لا تتفق معي فيما وضعتُك فيه ، فأنا لم أضعك ، ومن أنا حتى أخبر المتذوقين
أنَّ الشمس هي الشمس ..
أستاذي الكبير /
لا تخلو جلسة من حلساتي الأدبية ، أو أمسية ، إلا وتكون طرفاً فيها ...
فأنت بحق ..أراك :
شاعرا تنتمي لجيل الروّاد ، وهذا رأي من مرَّ على قريضك وأطلَّ على حرفك
الراقي الوليد دويكات : مساؤك محمل بعبير السعادة وأوقاتك مواسم أمل
جميل جيدا أن تفتح لنا نافذة جديدة من نوافذ النقد ،، وتختار
قصيدة رائعة لشاعرنا القدير وأستاذنا عبد الرسول معله ،، و من
خلالك استطعنا أن نلج إلى ما وراء الحروف ،، ونمضي معك
إلى آخر حرف نرتشف الجمال ،، وننهل من مدرسة شاعر كبير
مثله ،، ونتعرف على مقدرة الراقي الوليد دويكات المميزة في القراءات النقدية ،، سأنتظر البقية بكل اهتمام ،، فقلمك هنا أبدع في تعقب
كل أثر تركه الشاعر لنا من خلال قصيدته ،،
شكرا لك مع كل التقدير و لقلمك دوام التألق
وعدتُ إلى النوال وللتلاقي ....تضنُّ بوصلها وأزيدُ بذلا
بعد الحديث عن وحدته وغربته التي يعيشها ...يعود الشاعر ويستخدم مفردة ( وعدتُ ) ، وهنا يدور في خلدنا السؤالُ التالي : لماذا وظَّفَ هذه المفردة ؟ هل هي مجرد كلمة أرادها شاعرنا ليستكمل مشوار قصيدته؟؟
المتتبع لشعر الأستاذ / عبد الرسول ، سيعرفُ أنّ هذه المفردة والتي تُشكّل بحق أحد أهم المفاصل في بناء هذا النسيج الروحاني العذب ...
ونعود لبداية سطره الشعري ، تحديدا قوله ( وعدتُ) ، نستشفُّ هنا ، أنَّ مشوار الوحدة والغربة لم يكن وقتيا أو لحظيا ، بل هو واقع مُعاش ، فالعودة هنا بدلالتها ، الرجوع من حالة نفسية عميقة ...وهنا نلمح في ظلال هذه المفردة دلالات الأمل والرجاء ، لعلَّ الرجوع الذي يبغيه يخرجه من كينونته وغربته ورحيله الداخلي في سراديب الوحدة المقيتة والغربة المفزعة .
يا لها من نفس متعبة ... !!
هنا يعود شاعرنا للوصال ، ولأمنية نيل اللقاء ، ولكن ماذا كان من الطرف الآخر ...هل استقبله
استقبال العاشق ، هل فتح ذراعيه مرحبا بعودته ...
الإجابة كانت : التقتير والتّمنع في الوصال ، في حين لم يثنه ذلك عن زيادة البذل وطلب القُرب ..
وهنا أقف عند قول جدّنا المتنبي في مدح سيف الدولة الحمداني :
وجاودني بأن يُعطي فأحوي ....فجاوزَ نيلُه أخذي سريعا
مع الفارق هنا ، عاشق يزيد البذل في طلب التداني ، ومحبوب يزيد بعدا وجفاء وقلّة في الوصل . وممدوح يتحدى بعطائه أخ المادح السريع ...
كأنّي غابَ عن عقلي وقاري .... وعاد القلبُ وسط الحب طفلا
هنا الشاعر يستدركُ حظّه العاثر ، ويجلسُ مع نفسه جلسة الإنسان الجاد ، الإنسان المعاتب ، قُلْ هي جلسة الضمير الذي أفاقَ ولو لبرهة نتيجة إنتكاسة وجدانية ...
يشعرُ أنّه فقد الوقار ، الوقارُ الذي كان يتيه بنفسه به ، ويُميّزه ...وهنا يُؤنب نفسه ويشعرُ أنَّ هذا الرجل فقد حكمة الكبار ، وفي خِضّم هذه المشاعر الجيّاشة أصبحَ طفلا لا يتمتعُ بحكمة الكبار ...
أيّ تأنيب للنفس هذا !! وأيّ عتاب لها !!
هنا يستمرُ الشاعر في حالة التأرجح والصراع الداخلي ، بين إقباله على هذا الحب ، وبين إستهجانه لما يحدثُ معه ...
وهنا يريدُ أن يُؤكد ، أنّ هذا العاشق الذي أفاق كما قلنا لبرهة ، عاد ليخبرنا عن تفاصيل جرحه ...فها هي عيونها ، تهاجم قلبه ...وهنا علينا أن نتوقف أمام هذه الصورة المدهشة ...
تكادُ : هي ( العيون ) تسبي الفؤاد ... السبي يكون في ثقافة الموروث من حياة القبائل العربية وتاريخنا المجيد ، للنساء في الحروب ، وهنا أراد أن يقول لنا أنَّ قلبه وهو الجزء الذي يشبه نساء القبيلة العربية في الضعف في الحروب والغزوات ، كان الهدفَ لهذه العيون الجبّارة القوية التي تفتك ولا ترحم ...وهذه العيون الفائضة في المحبة والسهام تكاد أن تسبي قلبه .
وغطّت بالوشاح دِنانَ خمرٍ ...مخافةَ أن أتوهَ وأن أعلّى
هنا وسط هذه الإحداثيات التي يتعرضُّ لها الشاعر ، لا يخرج عن طبيعته في البوح الشفيف ،
فيتجلى في وصف محاسن هذه المحبوبة ...ويلتمسُ لها العذر رغم ما فعلت به ...
فهي تستخدم الوشاح ....خوفاً عليه من المرض والتوهان في جمال هذا الحسن السافر ...
وهنا لا بُدّ أن نتذكر قول شاعر العربية المتنبي :
لَبسْنَ الوشي لا متجملاتٍ ....ولكن كي يصنَّ به الجمالا
وضّفرَّن الغدائر لا لحسنٍ ...ولكن خِفنَ في الشعر الضلالا
فمحبوبة شاعرنا لبست الوشاح ، لتخفي منابع الخمر الذي يأخذ عقل وقلب العاشق ، وهي هنا رحيمة به ( كما تخّيل الشاعر ) ، لأنّ ولعه بها جعله يشعر أنها تحرص خوفا عليه من أن يتوه أو يمرض تحت تأثير جمالها .
هنا يستمر في نقل ما يدور بنفسها كما يتخيل هو ، فيزيد صورة المشهد السالف ، مخافةَ / بمفردة
وتعلمُ ، لكن لماذا لم يستخدم الشاعر مفردة ( صبٌّ ) بدلا من ( رجلٌ ) ...
هنا نرى أن الشاعر لم يُردْ أن يضعَ نفسه في صورة العاشق الذي نال منه العشقُ تماما ، بل أراد أن يستخدم مفردة ( رجل ) لأنَّ الحديث هنا عن ما تتخيله هي ، فهي تعلم أنه رجل لجوج ... أي أنه كتب ما تعلمه هي ،وهي بالتأكيد تتعامل مع رجل مُغرم بجمالها وحسنها دون أن تلتفت لمشاعر شاعر ، فهي تتقي الرجل لا العاشق .وحين كتبَ نزار قباني قصيدته الجميلة ( رسالة إلى حبيبي ) بدأها بقوله :
متى ستعرفُ كم أهواك يا رجلا ...أبيع من أجله الدنيا وما فيها
وحين قام الموسيقار محمد عبد الوهاب بتلحين هذه القصيدة ورشّح نجاة الصغيرة لغنائها ، إعترضت على مفردة ( رجلا ) وطلبت إستبدالها بمفردة ( أملا ) ، لأنها رأت فيها إنكسارا من المرأة للرجل ، فتغيّرت الأغنية عن القصيدة ..
وهذا يؤكدُّ لنا أننا أمام شاعر مطبوع ، لا يكتبُ القصيدة ، بل هو مُصوّرٌ بارع وفنان يُجيد الرسم بالكلمات ، شاعر يعرف كيف يختار المفردة ، ومتى يُوظفُ الفعل والحروف ، لأنه باختصار شديد يحترم ذاته قبل أن يحترم القاريء ، ويكتبُ شعرا يدوم ، ليس شعرا عابرا .
فمثلا ...أتى لنا بالأفعال الماضية في البيت :
كأنّي غاب عن عقلي وقاري .....وعاد القلبُ وسط الحب طفلا
هنا نلاحظُ أن هذه الأفعال الماضية وقعت بيت بيتين تعجُّ بالأفعال المضارعة في ظل غياب الفعل الماضي ...لأنه ببساطة شديدة ، في ظل الصحوة التي أشرنا إليها ، تحدّثَ عن حاله ، في ظل إستمرار مشاعره نحوها ، الوقار هو طبيعة له ،وزيادة البذل ، وإستمرارها في التمنع / وتكاد تسبي ...وتفيض ...هي حالة مستمرة ...نَخلصُ لنتيجة أن توظيفه للفعل والزمن جاء مدروسا ، ولم يكن بأي حال من الأحوال مجرد رصف للكلمات وتعبئة فراغات .... .
أنظر كيف ينقلُ لنا إحساسها ، حين أخفت مفاتن وجهها بالوشاح مخافة أن يتوه ويمرض وحتى تتقي الرغبة الكامنة في نفس الرجل الذي تعلم رغبته في الإنقضاض مُقبّلا لو تركت وجهها حرا سافرا ..
وهنا لا بُدَّ أن نشير لقوله : تكادُ عيونها تسبي فؤادي ....الخ .
فالوشاح ، يُبرز العيون بشكل أكثر وضوحا ، فلو كانت سافرة الوجه ، لكان لبروز الشفتين والخدود والوجنات ...أثر أقل في التأثير عليه ، فوجود الوشاح جعل العيون متفردة في الهجوم على قلبه ...
هنا من خلال هذه القراءة لهذا الجزء من هذه القصيدة ، والتي أردنا أن نحذو طريقا مقتضبا لذات الأسباب التي ذكرناها في قراءة الجزء الأول من القصيدة ، نجدنا نقف أمام عبقرية أدبية ، استطاع شاعرنا من خلال هذه القصيدة أن يرسم لنا مشاهد جميلة وصوراً حيّة ، ومن خلال بناء قصيدة بهذا الجمال والإنسياب ، شعرنا أننا نرصد صورة متلفزة ، أو جعلنا نشاهد هذه الأحداث من خلال نافذة ترصدُ الخلجات والأنفاس لنغوص داخل النفس .
في هذا الجزء من القصيدة ، رأينا حالة الصراع الداخلي ، وهو صراع بين ( الأنا / والأنا ) ، عاشقٌ يعبّرُ عن لواعج عشقه ، هذا طرف في الصراع / ورجل يتصف بحكمة يُؤنبُ نفسه التي خرجت كما يرى من ثوب الحكمة والوقار حين انساقت خلف هذا الحب .
عاشق يبذلُ كلَّ شيء لينال وصال حبيبة تقابله بالجفاء والتمنّع ، وفي ظل هذه الرغبة لتحقيق رغبات عشقه ، هناك حاجز من الصدود ...وجدار يحول .
ربما أثقلتُ على القاريء في تقديم أمثلة وإسهاب في الغوص ، لكن المُراد الذي أبغيه هو تعميق الصورة التي رأيناها من خلال إبحارنا في هذا البحر الزاخر بالدرر النفيسة .
الراقي الوليد دويكات :: مساءك محمل بعبير الفرح ومواسم الأمل
مازلنا في انتظار البقية كما وعدتنا ..
أتمنى أن لا تتأخر عن نشرها .. فهنالك طبعا من يتابع
هذه القراءات الهامة .. وخاصة أن القصيدة تستحق فعلا
مع كل تقديري واحترامي ومشاتل من الياسمين الدمشقي