ديوان الشاعر / علي طحيور الحسني

على بركة الله
أدون قصائد الشاعر
علي طحيور الحسني

ماعدت أدري مراد الفؤاد

تعالي فقد ذاب قلبي عذابا= وأمسى شرابي بعمري هياما
وماعدتُ أدري مراد الفؤاد= فأنت بروحي أتيت سلاما
أسائل وجدي بضوءٍ وصمتٍ= وقد صبّ حزني عليَّ سقاما
أزاهير شوقي تموت ذبولا= كما أن عمري يموت ضراما
أريدُ حنانا يديمُ شعوري= ويزرع كفي عبيرا قياما
مللتُ رحيلا وقربا كبعدٍ = به قد أرى في آمالي حطاما
كفى ليل صبر ي طويلا ... أيا من= بها طال حلميَّ عاما فعاما

كنا معاً

ألـقــت عـلــيّ حـبـائـلا ومـصـائــدا=مــن فتـنـةٍ أشْـهــى مـــنَ الْـرُمّــانِ
كـنّــا بـطـائـرةٍ مـعــا .. فتـلامـسـت =حـمـمـا أيـاديـنـا هــــوى أشـجـانــي
أمْسكْتُ نفسي جاهدا ونأيتُ بي =عنـهـا أريــدُ صــواب أمْـــرٍ ثـانــي
نـظـرت إلـــيَّ بطـرفـهـا وتبـسّـمـت=إفٍّ وراء تــــنــــهّــــدٍ أضــــنــــانــــي
أطْفيءْ حلالا حرمةً... برحيقهـا=أم.. لسـت أدري ماجـرى لكيانـي
سفرٌ طويلٌ ليس يمضي مسرعا =بـيــن الـعـطـور حـقـيـقـة أغــرانــي
أدنــــو قـلـيــلا ثــــمّ أزجــــر هــاربــا=وهـنـاك مــن يـغــري و للعـصْـيـانِ
جـــنْـــدٌ مـــدرّبــــةٌ لـــهــــا أبــوابــهـــا =عــنــوانـــهـــادومـــا لـــــــشـــــــرٍ دانِ
بـاغـتّــهــا أقــــــرأ لــعــلــي أرتـــقـــي =دربــــا جـمـيــلا عــنــد ربّ حــانــي
همـي وغـمـي حـيـن يلقـانـي بـهـا =ربٌّ كــــريــــمٌ مــــدّنــــي ونــهـــانـــي

وطني على قلبي هواك جرى= وجعـا يـمـور بأضلـعـي حمـمـا

كيـف الصّغـار تسلّقـت وطنـا =كـان الهـوى فيـه يصيـر دمــا

كــــان الــــورى فــيــه مـلائـكــة=ماعـونـهـا بــيــدٍ يــكــون لمى

خطّـت يــدٌ مــن لؤمـهـا ألـمـي =أضحى عبيطـا مابـدا ورمــى

فــوق الـذيـن إذا ذَكَــْرتُ عرا=قي قال ربّـي عهْدتي وحمى
فـيـه عـظـائـم صنـعـتـي وكـمــا=فـيـه قـبـور الصّالـحـيـن هـمــا

من مسّه ؟ يومـا وحقّ يـدي =أطـوي بـه أرضـا كذا و سـمـا

مهلا على مهلٍ كفاك دما= لاتستحي، تأبى تكون نما

صبري عليك جرى وفي سببِ=أمْلي عليك لكي تزيد عمى

نظرت إليها وروحي بحـلم

يطوف بأرداف عمري ويبكي

فقلت لها بين ظلّ وهمسٍ

أيا روح فجرٍ ونفثة شكِ

يغادرني حلم عرسي سريعا

تحـوم عليه بنـارِ وفتكِ

أيادي فراقٍ ولؤم حسودٍ

وغدر قريبٍ وقصّة إفكِ

فهل عندك الحب يجري أصيلا
بلا ريّبةٍ داخل النّفس تحكي

فقالت أيا ويح عمري وظلّ
أفـانين وردي وأستار هتكِ

أريج حياتي وبسمة شوقي


وحلم فؤادي يميت ويزكي


وأثمار صبري وبلسم جرحي


ولحن قصيدي بشكّ وضنكِ


فتورا وبعدا وصمتا مريبا


ولو كان كفّي بكفّك يذكي

مــــا أعظــم الحـــب

شعر: علي طحيور الحسني

كوني سلاما في جناح لياليا=ماضرّ عمري إذ أتيت قباليا
حتى إذا سكبت جراحي قيحها=أنت التي كفٌّ لها ودوائيا
أنت التي قطعت عهودا جلها=تبكي رجالا أو تشيب صغاريا
لكنَ قلبي في هواك حنينه=هزّ الوجود على فراقك باكيا

*****

مطرٌ على مطرٍ يزيد لواعجي = هذا لهيب تشوّقي لا فانيا
من قال إنّي قد نسيت غرامها=حتى إذا جاء الرّدى طافت ضيا
روحي على طيبٍ وهذا خفقها=أبدا أظلّ معاندا أزمانيا
تفْنى ولكن في عهودي واثقٌ=أحيا وفيّا أو أموت مناديا

بقلم أبو محمد علي

قد ذاب فيك هوى علي

شعر : علي طحيور الحسني

حبٌّ مذاقه في فمي= من ريقه لايصطلي
أذهلْتني من روعةٍ= يا واردامن منهلِ
هات الفؤاد شجونه= ودعي هموما تنجلي
واعطي ودادي نصفه= قد ذاب فيك هوى علي
ياغادتي لاتهربي= من صارخٍ أو منزلِ
أنت النّدى من سالفٍ= زهرٌ نقيٌ ممتلي
أنتِ البيان بسحره= رقراقه لاينسلي
ما لي على صمتٍ ولا=ظلّ الذي بتعقّلِ
هل لي ببعض تدلّل = وصلٌ بطيبٍ مذهلِ
إن كنت في خدرٍ ولا=تدرين معْنى معتلي
أنت التي في روضةٍ= جمّلتها في معقلي
نبتتْ بشوقٍ ماكرٍ= وكأنها من أنملي
كم ليلةٍ في حيرةٍ= لا راحةٍ فتخيّلي
إن لم تكن في صحبةٍ =تبقى بهمٍ مختلي
قد جئت بالنجوى وفي=عيني لهيبٌ يغتلي
أنتِ التي في منبعي= وردٌ يطوفُ بمحفلِ
ذابت محابر شوقنا= زحف المناجل سنبلي
أدمى غياب حبيبتي= ورقي وأحرق معملي
ماكان في حسباننا=قتل الهوى بتهلّهلِ

قلب يأبى الرحيل

قلـبـي يـئــنُّ عـلــى جـــوى لا يـبــرح =رغــم الـفـراق وطــول بـعـد حبيبـتـي
ناجيتـهـا صبـحـا عـلـى وجـــعٍ اتـــى = لــو كــان فــي صـخــرٍ لـهــدّ مـفـتّـتِ
أو كان في شمسٍ أطاح بها دجى =أو حــطّ مــن قـمـرٍ يضـيـع بـمـزفـتِ
داعبتـهـا روحـــا عـلــى روحٍ هـــوى =مـتـوهــجــا فـــجــــرا يـــلــــوح بـغــيــمــةِ
عشـقـت خـلايـا أحـرفـي وكـمـا رأت= انــا قــد رايــت بـهـا أريــج خميلـتـى
مــــن رائــــعٍ فــــي حــمـــرةٍ وشــقـــاوةٍ= بيـضـاء فـــي حـســنٍ ارى وطـهــارةِ
غازلتها ماضرّني في حبها= إلّا مكانا شدّني للحسرةِ

لعينيك عهدي. متقاربيات نقيه

لأنك نبضي وفجري وطهري= سأبقى نقيّا لعينيك عهدي
لأنك أحلام روحي وعمري =أتيت بشوقٍ يفيض بوجدي
لأنك ماءٌ على جدب أرضي= أتى من سماءٍ ليمنح سعدي
سأبقى محبّا لعينيكِ أرنو= بقلبٍ حنونٍ يمور بودّي
*******=*******
علام الغياب الذي جرّ دمعي= وأحزن روحي بليل طويلْ
وقد صار في نبض روحي وروحك= حياةٌ وعمرٌ وحلمٌ جميلْ
ونحنٌ بثوب الجمال غرقنا= على ضفّة هيّ من سلسبيلْ
وكنّا كطفلين في بيت عزّ= نما بين وردٍ وما من عليلْ

القيثارة المحطمة

جلسـت عـلـى خــوف ٍ تعاتبـنـي =مــــاذا أقــــول وفــــيّ يثـقـلـنـي
بيـنـي وبـيــن حبيـبـتـي صـخــبٌ =مـن فرقـة قـد لامـسـت شجـنـي
صبّت لهيب هـوى يمـور شـررا=لــو ظــلّ فــي جـوفـي سيقتلـنـي
مهمـا قسـت نـار الجـوى لـهـبٌ =جــاءت عـلـى قـصـدٍ لتحـرقـنـي
تــرتــدّ خـائـفــة عــلــى وجــــعٍ=عطشى وفي أحشائها مزني ! ؟
أضحكتـهـا تـلـك الـتـي مـرضـت =لـمّــا رأت حـبّــا لــهــا وطــنــي
يـا غيمـة مـن سوسـنٍ مـطـرت =فتضـوعـت عـامـا عـلـى بـدنــي
كانـت علـى وعـدٍ تصيـر شــذى =مـهـمـا أغـيــب فـــلا تـعـانـدنـي
لـكــن وجـــدت غيـابـهـا سـقـمـا=فـي صـورة عصـفـت بــلا مـنـن