المحكمة الأدبية رقم ( 28) لـ فــــــــــدوى طـــــــوقــــان
فــــــــــدوى طـــــــوقــــان
أنا فدوى عبد الفتاح طوقان ، ولدتُ في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ, فلم أستطع إكمال دراستي, واضطررتُ إلى الاعتماد على نفسي في تثقيف ذاتي.
وقد شكلت علاقتي بشقيقي الشاعر إبراهيم طوقان علامة فارقة في حياتي, إذ تمكن من دفعي إلى فضاء الشعر, فاستطعت -وإن لم أخرج إلى الحياة العامة- أن أشارك فيها بنشر قصائدي في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية, وهو ما لفت إليَّ الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.
موت شقيقي إبراهيم ثم موت والدي ثم نكبة 1948, جعلني أشارك من بعيد في خضم الحياة السياسية في الخمسينات, وقد استهوتني الأفكار الليبرالية والتحررية كتعبير عن رفض استحقاقات نكبة 1948.
وقد كانت النقلة المهمة في حياتي هي رحلتي إلى لندن في بداية الستينات من القرن الماضي, والتي دامت سنتين, فقد فتحت أمامي آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية, وجعلتني على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة.
وبعد نكسة 1967 خرجتُ لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها, فتشاركت في الحياة العامة لأهالي مدينتي نابلس تحت الاحتلال, وقد بدأتُ عدة مساجلات شعرية وصحافية مع المحتل وثقافته.
وأُعدُّ من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل, وحافظت في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعري بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد, مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة, تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.
مؤلفاتي :
على مدى 50 عامًا, أصدرتُ ثمانية دواوين شعرية هي على التوالي: 1.(وحدي مع الأيام) الذي صدر عام 1952
2.(وجدتها)
3.(أعطنا حباً)
4.(أمام الباب المغلق)
5.(الليل والفرسان)
6.(على قمة الدنيا وحيدًا)
7.(تموز والشيء الآخر)
8.(اللحن الأخير) الصادر عام 2000,
9.(رحلة صعبة, رحلة جبلية) ، سيرة ذاتية
10.(الرحلة الأصعب) ، سيرة ذاتية
وقد حصلتُ على جوائزَ دولية وعربية وفلسطينية عديدة ، منها:
1. جائزة رابطة الكتاب الأردنيين 1983
2. جائزة سلطان العويس 1987
3. جائزة ساليرنو للشعر من إيطاليا
4. وسام فلسطين
5. جائزة مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري 1994.
6. جائزة كافاتيس الدولية للشعر عام 1996.
ما صدر عني من دراسات وبحوث :
صدرت عني دراسات أكاديمية (للماجستير والدكتوراة) في عدد من الجامعات العربية والأجنبية، كما كتبت عنها دراسات متفرقة في الصحف والمجلات العربية، إلى جانب كتابات أخرى لكل من إبراهيم العلم، وخليل أبو أصبع، وبنت الشاطئ وروحية القليني، وهاني أبو غضيب، وعبير أبو زيد وغيرها .
ومن الكتب الجديدة عني كتاب : ( من إبراهيم طوقان إلى شقيقته فدوى) ، وهو كتاب جديد يكشف دور أخي الشاعر إبراهيم طوقان في تثقيفي عبر الرسائل. وفيه يطالبني إبراهيم بمطالب تتعلق باللغة والوزن والصورة، وفي سبيل تطوير أدواتي، وكان المصدر الأول الذي يحقق ذلك هو القرآن الكريم .
وصدر عن دار الهجر للنشر والتوزيع-بيت الشعر-في مدينة رام الله بفلسطين كتاب آخر " رسائل إبراهيم طوقان إلى شقيقته فدوى". وعلى هذا الصعيد تكشف الرسائل مدى العنت والجهد الذي كنا نبذله للوصول الى الهدف فهو يرشدني الى قواعد اللغة والى قوانين الشعر، ويقترح لي فيما أقرأ ، وفيما أكتب ويصحح لي هناتي وأخطائي، وحين يطمئن إلى مستوى معقول يدفعني لأدفع بشعري للنشر.
وفاتي :
توفيت يوم الجمعة الموافق 12-12-2003 م
على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدور .
بين الردمِ والشوكِ
وقفتُ وقلتُ للعينين :
قفا نبكِ ....
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار
وتنعى من بناها الدار
وأنّ القلبُ منسحقاً
وقال القلب : ما فعلتْ ؟
بكِ الأيام يا دارُ ؟
وأين القاطنون هنا
وهل جاءتك بعد النأي ، هل
جاءتك أخبارُ ؟
هنا كانوا
هنا حلموا
هنا رسموا
مشاريع الغدِ الآتي
فأين الحلم والآتي وأين همو
وأين همو؟
ولم ينطق حطام الدار
ولم ينطق هناك سوى غيابهمو
وصمت الصَّمتِ ، والهجران
وكان هناك جمعُ البوم والأشباح
غريب الوجه واليد واللسان وكان
يحوّم في حواشيها
يمدُّ أصوله فيها
وكان الآمر الناهي
وكان.. وكان..
وغصّ القلب بالأحزان
* **
أحبائي
مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ
الرماديهْ
لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان
بكم، بالأرض ، بالإنسان
فواخجلي لو أني جئت القاكم –
وجفني راعشٌ مبلول
وقلبي يائسٌ مخذول
وها أنا يا أحبائي هنا معكم
لأقبس منكمو جمره
لآخذ يا مصابيح الدجى من
زيتكم قطره
لمصباحي ؛
وها أنا أحبائي
إلى يدكم أمدُّ يدي
وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي
وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ
وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه
كزهر بلادنا الحلوه
فكيف الجرح يسحقني ؟
وكيف اليأس يسحقني ؟
وكيف أمامكم أبكي ؟
يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي !
* **
أحبائي حصان الشعب جاوزَ –
كبوة الأمسِ
وهبَّ الشهمُ منتفضاً وراء النهرْ
أصيخوا ، ها حصان الشعبِ –
يصهلُ واثق النّهمه
ويفلت من حصار النحس والعتمه
ويعدو نحو مرفأه على الشمسِ
وتلك مواكب الفرسان ملتمَّه
تباركه وتفديه
ومن ذوب العقيق ومنْ
دم المرجان تسقيهِ
ومن أشلائها علفاً
وفير الفيض تعطيهِ
وتهتف بالحصان الحرّ : عدوا يا
حصان الشعبْ
فأنت الرمز والبيرق
ونحن وراءك الفيلق
ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليانُ –
والغضبُ
ولن ينداح في الميدان
فوق جباهنا التعبُ
ولن نرتاح ، لن نرتاح
حتى نطرد الأشباح
والغربان والظلمه
* **
أحبائي مصابيحَ الدجى ، يا اخوتي
في الجرحْ ...
ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ
يموت هنا ليعطينا
ويعطينا
ويعطينا
على طُرقُاتكم أمضي
وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني
وفي أرضي
وأزرع مثلكم عينيَّ
في درب السَّنى والشمسْ
.................................................. .......
نداءُ الأرض
أتغصب أرضي؟
أيسلب حقي وأبقى أنا حليف التشرد أصبحت ذلة عاري هنا
هنا أتوقف وأستعيد شريطا خاصا من الذكريات التي جمعتني بسنديانة فلسطين الشاعرة / فدوى طوقان ، وقد كان لي شرف المشاركة معها في عدة أمسيات شعرية ، منها أمسية شعرية في فندق القصر في نابلس ، وأحتفظ بشريط فيديو لتلك الأمسية الجميلة ، ويومها قرأت قصيدتي ( فدوى طوقان الجبل الثالث ) التي نالت رضاها وجعلتها ــ رحمها الله ــ سعيدة جدا ....كنت أحرص على لقائها كل أربعاء ، وقد أهدتني مجموعة شعرية للشاعر الكبير أحمد مطر ( لافتات ) ، وحدثتني كثيرا عن أمور لم تنشر ، وقلت لها ، سأجمع ذكرياتي معك في كتاب ، وقد خصّتني بأسرار كثيرة لا يعرفها أحد
مثل حديثها المطول مع محمد حسنين هيكل ، ولقائه بالزعيم الراحل أبو عمار والقائد أبو إياد ، وتعليقها على إتفاقية أوسلو ، وقصة الأغنية التي كتبتها وغنتها فيروز ، وعلاقتها الغير منشورة تفاصيلها بأنور المعداوي والنقاش ....
هنا أستاذ محمد حركت كوامن في النفس ، وأعدت شريطا طويلا ....جعلني أعيد ترتيب أوراقي وإعداد كتابي المخطوط ، ليخرج للنور وفاء للراحلة فدوى طوقان ....
ربما الكثير لا يعرف الجانب الإنساني في شخصيتها ...فدوى الإنسانة تشكل قيمة كبيرة لا تقل عن فدوى الشاعرة ...
ربما ما كتبته بخط يدها على مجموعتي الشعرية ( العامريات ) سيبقى وساما أتيه فيه ...
هنا أنا ...سأتابع جلسات المحكمة ...
أعتذر للإسهاب والإطالة
لكنها شذرات من ذكريات
للمعلمة والشاعرة الكبيرة
هنا أتوقف وأستعيد شريطا خاصا من الذكريات التي جمعتني بسنديانة فلسطين الشاعرة / فدوى طوقان ، وقد كان لي شرف المشاركة معها في عدة أمسيات شعرية ، منها أمسية شعرية في فندق القصر في نابلس ، وأحتفظ بشريط فيديو لتلك الأمسية الجميلة ، ويومها قرأت قصيدتي ( فدوى طوقان الجبل الثالث ) التي نالت رضاها وجعلتها ــ رحمها الله ــ سعيدة جدا ....كنت أحرص على لقائها كل أربعاء ، وقد أهدتني مجموعة شعرية للشاعر الكبير أحمد مطر ( لافتات ) ، وحدثتني كثيرا عن أمور لم تنشر ، وقلت لها ، سأجمع ذكرياتي معك في كتاب ، وقد خصّتني بأسرار كثيرة لا يعرفها أحد
مثل حديثها المطول مع محمد حسنين هيكل ، ولقائه بالزعيم الراحل أبو عمار والقائد أبو إياد ، وتعليقها على إتفاقية أوسلو ، وقصة الأغنية التي كتبتها وغنتها فيروز ، وعلاقتها الغير منشورة تفاصيلها بأنور المعداوي والنقاش ....
هنا أستاذ محمد حركت كوامن في النفس ، وأعدت شريطا طويلا ....جعلني أعيد ترتيب أوراقي وإعداد كتابي المخطوط ، ليخرج للنور وفاء للراحلة فدوى طوقان ....
ربما الكثير لا يعرف الجانب الإنساني في شخصيتها ...فدوى الإنسانة تشكل قيمة كبيرة لا تقل عن فدوى الشاعرة ...
ربما ما كتبته بخط يدها على مجموعتي الشعرية ( العامريات ) سيبقى وساما أتيه فيه ...
هنا أنا ...سأتابع جلسات المحكمة ...
أعتذر للإسهاب والإطالة
لكنها شذرات من ذكريات
للمعلمة والشاعرة الكبيرة
الوليد
........................................
........................................
أخي العزيز الوليد
كلنا كنا نحبها ونحترمها ونقدرها
رحمها الله تعالى
أذكر يوم زرناها في مشفى نابلس التخصصي وكان برفقتي الشاعر مازن دويكات (أبو حسن) والناقد محمد أسعد والكاتب والناشر أبو رأفت البيتاوي صاحب دار الفاروق للنشر
ورغم آلامها إلا أنها كانت تبتسم وتسألنا عن أخبار البلد والشعر والأدب
رحم الله سنديانة فلسطين وخنساءَها
وأرجو منك أخي الوليد أن تجود علينا بما لا نعرفه عنها
شكري الجزيل على مشاركتك
محبتي
ولكن سنستمع بما تجودون به علينا من ذكرياتكم مع سنديانة فلسطين
وستكشفون لنا خبايا وجوانب من حياتها لا يلعلمها الا المقربون
ومن حظي بشرف الثقة والمصاحبة كلنا شوق فلا تبخلوا علينا
ولعل الجلسة ستطول بما ستحمله من مفاجاة
..............................
أختي العزيزة شروق
نعم
هي ذكريات كثيرة ،وخذي واحدة منها :
كانت -رحمها الله تعالى- تحب المشي في شوارع المدينة والنظر إلى واجهات المحلات التجارية والتحدث مع الناس سيما أنها شخصية عامة ومعروفة .وقد تعودت أن تحمل معها مظلتها الملونة والمزركشة . وكنا كلما التقينا بها نقبل يدها من شدة حبنا واحترامنا لها .كانت تمثل عراقة نابلس وفلسطين .وفي إحدى المرات كنت نازلاً من مكتبي إلى السوق وأمام باب العمارة وجدتها تدخل العمارة .فسلمت عليها وسألتها عن صحتها وألغيت نزولي إلى السوق وجلسنا معها نتحدث في الشعر والأدب والسياسة .
..............
أشكرك على مشاركتك
محبتي
للشاعرة فدوى طوقان نشاطات على الصعيد العربي والعالمي، وتتحدث الشاعرة فدوى طوقان في أمسياتها عن المعاناة التي لازمتها منذ احتلال اليهود للأرض العربية الفلسطينية، حتى إن كثيرا من قصائدها خرج إلى الوجود من خلال هذه المعاناة.وفي هذه الندوة تقول: إنها مازالت تشعر بالمهانة والإذلال كلما رأت الأراضي العربية تدنس بأقدام اليهود.
من قصائدهـــا:
يا نخلتي يحبني اثنان
كلاهما كـورد نيسان
كلاهما أحلى من السكر
وتاه قلبي الصغير بينهما
أيهما أحبه أكثر؟؟
أيهما يا نخلتي أجمل؟
قولي لقلبي ، إنه يجهل
في الرقصة الأولى
بين ظلال وهمس موسيقى
وشوشني الأول
وقال لي ما قال
رفّ جناحا قلبي المثقل بالوهم، بالأحلام، بالخيال
لم أدر ماذا أقول أو أفعل
في الرقصة الأخرى
حاصرني الثاني وطوقت خصري ذراعان
نهران من الشوق وتحنان
وقال لي قال
رفّ جناحا قلبي المثقل
بالوهم، بالأحلام، بالخيال
واحيرتي! يحبني اثنان كلاهما كورد نيسان
كلاهما أحلى من السكر أيهما أحبة أكثر؟
الأساتذة محمد سمير ووليد دويكات ليتكم تزيدونا من هذا الجمال لنكون بالقرب منها
للشاعرة فدوى طوقان نشاطات على الصعيد العربي والعالمي، وتتحدث الشاعرة فدوى طوقان في أمسياتها عن المعاناة التي لازمتها منذ احتلال اليهود للأرض العربية الفلسطينية، حتى إن كثيرا من قصائدها خرج إلى الوجود من خلال هذه المعاناة.وفي هذه الندوة تقول: إنها مازالت تشعر بالمهانة والإذلال كلما رأت الأراضي العربية تدنس بأقدام اليهود.
من قصائدهـــا:
يا نخلتي يحبني اثنان
كلاهما كـورد نيسان
كلاهما أحلى من السكر
وتاه قلبي الصغير بينهما
أيهما أحبه أكثر؟؟
أيهما يا نخلتي أجمل؟
قولي لقلبي ، إنه يجهل
في الرقصة الأولى
بين ظلال وهمس موسيقى
وشوشني الأول
وقال لي ما قال
رفّ جناحا قلبي المثقل بالوهم، بالأحلام، بالخيال
لم أدر ماذا أقول أو أفعل
في الرقصة الأخرى
حاصرني الثاني وطوقت خصري ذراعان
نهران من الشوق وتحنان
وقال لي قال
رفّ جناحا قلبي المثقل
بالوهم، بالأحلام، بالخيال
واحيرتي! يحبني اثنان كلاهما كورد نيسان
كلاهما أحلى من السكر أيهما أحبة أكثر؟
الأساتذة محمد سمير ووليد دويكات ليتكم تزيدونا من هذا الجمال لنكون بالقرب منها
تمنياتي لكما بالتوفيق
..............................
أختي الفاضلة سحر علي
أشكرك جزيلاً على هذه المشاركة الرائعة
وأعدك أن نثري الموضوع أكثر
تحياتي العطرة