شفاه الصبر

شفاه الصبر
/


عند عواصف الجرح
على ارتعاشة الريح
السماء تمطر لعنتها على خاصرة الليل
طبول الواقع تؤرق مضجعي
تثور أمواج روحي
ويعاندني الصدى
فتركب الأزمنة خيولها
لتمارس لعبة السُخف عند فاصلة الانتظار
وعلى أوتار رياحه
وحشة تمتلك المدى
وحسرات يؤجج شواظها الشوق
يستبيح الخوف عروقي
يرتجف النبض
يعزف مواويل البعد
فتغفو زفراتي في حضن الصمت
وقدماي تجرّان أصفاد الهموم
عواصف هوجاء تتلاطم داخلي
تعانق شُهب الحنين المارقة في دمي
وشظايا الحزن الممتدة على صدري
فينغرز الشوك بأوردتي
وعصف الريح يعبث بأشرعتي
فيحرث الحنين أرضي بمعاوله العميقة
أبعد جدائلي البيضاء عن وجه الليل
وأنا أقص عليه حكاية الأشواقِ في وقتِ السُّهاد
أٌمرر أنفاسي على ما تبقى من رماد الحلم
أشق جراح العمر قرب رصيف الذكريات
يراودني خيالك.........
فتتلاشى الحروف
وهي ترسم معالمك بوضوح
تهذي حد الانسلاخ
أيمم وجهي شطر روحك
أغفو على همس نبضك
وقطرات أنفاسك تسكن أهدابي
أستمد ملامح الفجر
من الفضاءات المملوءة بشذا عطرك
أطلق عباءة الشوق من ملاجئها العميقة
أحلق في سماء تحتويني معك
لتمسح بقايا الخوف عن جبيني
والأرق من حول عيوني
وفي ذروة العطش
نتنقل بين حانات الحياة
نرتشف من شفاه الصبر
رحيق الشهد
نتلاحم ونقتسم كؤوس الهمس
نعانق صدر الأمل
على خيط ضوء ينتشر على ضفاف السماء
يمد العمر بنكهة الشوق
وعبير اللقاء
ورجفة الحنين
قبل أن ينصب الصباح مشانق جديدة للوجع
تشيخ العروق
ينال منها العفن
يتحشرج الصدى
تتفجر براكين الغربة رعشة تعتريها الآهات
فيرتعد الصمت خوفاً
يجهض الحلم ويطحن عظام الأمل
تتساقط الأماني في جب المستحيل
وقاع الجحيم
ومنافي اللوعة
تولد مزارع من المرار في فمي
فتكون أشد ألماً على الضلوع
من آلام الغربة
ويتخثر الجرح ويصدأ
وأبقى
أحبك...
....!!!
\
30\10\2009
عواطف عبداللطيف