لنتدبر الآيات:
(1)
اللافت للنظر أن الله سبحانه وثّق ذِكْـرَ الإسراء في آية واحدة فقط مـن/21 كلمة ، بينما ذكَر تفصيلات الوعْدين في تِسع آيات من 122/كلمة ، ثم ختَم الكلام عن بني إسرائيل والقرءان في تسع آيات أُخرى(101 – 109) آخِرَ السورة !!
(2)
هذا الانتقال المفاجيء مِن ذكرِ الإسراء إلى ذكْرِ الكتاب الذي آتاه الله سبحانه موسى عليه السلام يدلنا على أن الكتاب هو محور الكلام في هذه الآيات ، بل إن الله سبحانه قد خصّ سورة الإسراء بأكثرِ ذِكْرٍ لكتاب الله القرءان . إذ تكرر ذِكْر ( القرءان ) فيها عشْر مرات من (58) !
(3)
( أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ) هو الشرط الوحيد الذي اشترطه الله سبحانه على بني اسرائيل ، حتى يكون لهم الكتاب هُدىً . وقد اشترط الله سبحانه الشرط نفسه على رسوله والمؤمنين من بني اسماعيل منذ بداية الدعوة :
( رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً {9} ) المزمّل .
فلا إلهَ يُعبَـــدُ ولا ربَّ يُشرِّعُ ويستعـانُ به سواه :
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتـحة
( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ {48} ) النساء .
(4)
( أَلاَّ تَتَّخِذُواْ ) ولـيس ( ألاّ يتخذوا ) فـيه انتقال مـن الغائب (بنـي إسرائيل ولفيفِهم أهلِ الكتاب الأول) إلـى المخاطَب ( بنـي إسماعيل ولفيـفِهم ، أهـلِ الكتاب الآخِر ) ، وكذلـك ( لتُـفسدن ... ولَتَـعلُن ) بدلا من ( ليفسدن وليعلن ) . ومِثلُه عليكم ، لكم ، وجعلناكم ، أحسنتم ، لأنفسكم ، وجوهكم ، يرحمكم ، عـدتم ، بضمير المخاطَب بدلا من الغائب .
وهي إشارات إلى انّ المخاطَبين بهذه الآيات هم أهْل القرءان أوَّلا وبأسلوب العرب وغير العرب : (إياكِ اعني واسمعي يا جارة !!) وهو نوع من الخطاب ورد كثيراً في القرءان الكريم يتكلم عن أهل الكـتاب الأوّل ويُقصد بـه المؤمنون بالقرءان/الكتابِ الآخِر، تحذيراً مُسبَقاً لهم بأن لا يقعوا في الأخطاء القاتلة لأهل الكتاب الأوّل . من ذلك قـوله سبحانه عنـهم :
( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {31} ) التوبة .
(5)
( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ ) أبلغَهم في كتاب الله التوْراة بقضائه المبني على سُننه سبحانه وأقداره ، اشارةً الى ان القضاء نفسه حسب السنن نفسِها سينطبق على بني اسماعيل (المسلمين) كما أُشير إليه في كتاب الله القرءان أكثرَ مِن مَرّة ... كما انطبق على بني اسرائيل :
وتُؤكِّد هذا التشابهَ العجيب مفاصلُ التاريخ :
فهما إفسادان بعقوبتين أوقعهما الله سبحانه على بني إسرائيل مِن قبل نزول القرءان ، وعلوٌّ كبير مِن بعد الإفساد الآخِر سوف يصل إليه بنو إسرائيل ( اليوم ) ويكون فرصتَهم الثالثةَ والأخيرة .. وإفسادان بعقوبتين أوقعهما الله سبحانه على بني إسماعيل (المسلمين) ، وعلوٌّ كبير ينتظرهم ، بعد الإفساد الآخِر وعقوبتِه :
لنلاحظ الأرقام :
** مِن سنة 589 ق.م ( قبل السبي البابلي بثلاث سنين ) وعْدِ أُولاهما لبني إسرائيل بيدِ نبوخذ نصر.. حتى سنة 70م ، وعْدِ الآخِرة لهم بيدِ تيطس والرومان = 659 سنة .
** مِن سنة 1258م ، وعْـدِ أُولاهما لبني اسماعيل (المسلمين) بيدِ هولاكـــو والمغول... حتى سنة 1917م وعْـدِ الآخِرة لهم بيد الحلفـاء = 659 سنة !!!
نلاحَظ أن العِدّة الزمنية بين العقوبتين الأُولَييْن لكـلٍ مـن بني إسرائيل وبني إسماعيل مساوية تمـاما للعِدَّة بين العقوبتين الأُخريَيْن :
** مِن 589 ق م حتى 1258م = 1847 سنة تساوي العِدّة الزمنية بين سنة 70م حتــى سنة 1917م = 1847 سنة . ومِثْلُ هذه العِدّة كذلك تفصل آخِر العقوبتين لبني إسرائيل عن وعْد بلفور سنة 1917م الذي هو بداية علوّهم الكبير متزامنا مع وعْد العقوبة الآخرة للمسلمين سنة 1917م .
معنى ذلك أن بداية علوٍّ كبير للمسلمين المؤمنين !! ستكون بعد 1847 سنة من سنة 1917م !!!!!!!!!!....... إلاّ إذا ... اختُصِرتْ هذه العِدَّة بالقرءان الذي تساوي سنة التغيير به( ألْف شهر) طالما أنه أُنزل في ليلة القدر المُباركةِ التي هي خير من ألف شهر ( 83.3 سنة ) لتصبح 1847÷83.3 = 22.2 سنة . وهي الفترة التي أثمرت فيها التجربةُ الاسلامية الربانية أول مرة زمن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام !!!
(6)
هناك وعْدُ أُولاهما ووعْد الآخِرة لبني اسرائيل ولفيفِهم (وكلمة لفيف مذكورة في التوراة / سطر4/ اصحاح11/ سِفْر العدد) .. وهناك وعْدُ أُولاهُما ووعْـد الآخِرة لـبني إسماعيل ولفيفِهم( المسلمين ). والعجيب أن الآية ( 104 ) من سورة الإسراء التي نزلت قبل 14 قرْناً تشير الى أنّ الله سبحانه سيجيء ببني إسرائيل لَفيـــفاً بعد أن قطّعهم في الأرض أُمماً رحمةً بهم . وقد تحقق هذا فيما يَشهدون الآن مِن عُلوِّهم الكبير الذي هو امتحان مصيري لـهم ربما كان فرصتَهم الأخيرة التي إذا اغتنموها حسب القرءان فلن يُعاقَبوا بعدها .
فقد بدأ علوُّهم الكبير بوعْد بلفور 1917م متزامناً صعوداً مع وعـد العقوبة الآخِرة هبوطاً للمسلمين الذين هُزموا هزيمة ساحقة سـنة 1917م !
( فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيــفاً {104} ) الإسراء !!
فسبحان اللهِ العظيم !!
(7)
إنّ التذكير بنوح في أول السورة يُذكّرنا بالطوفان الذي لن ينقذ البشرية مِن مِثله اليوم إلا حبلُ الله تعالى الممدودُ من السماء إلى الأرض لكل مَن شاء من الناس أن يعتصم به طلبا للنجاة : وهو القرآن الكريم.
في هذه القراءات عمق ودلالات
والتوقف عندها يطول
جهد مميز وكبير
دمت بخير
تحياتي
.......................
أختي الغالية عواطف
لقد دأب معظمنا على قراءة القرآن (هذرمةً) دون تدبر
وآخرون وجدوا في التغني به ضالتهم
وما هذا الذي دعانا إليه الله تعالى في الكتاب
حيث قال تعالى :
(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها)؟؟؟
وقال :
(والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة انا لا نضيع اجر المصلحين) 170 الأعراف ولم ترد كلمة المصلحين في القرآن الكريم إلا مرة واحدة في هذه الآية الكريمة
أشكرك على هطولك العذب
محبتي
هلا بأخي الاستاذ سمير
تحياتي واحترامي
مع أنني معجب بالدراسات الرقمية للقرآن الكريم والتي أتابعها منذ عام 1978
إلا انني في سورة الإسراء أقف أمام نقطة هامة
أن اليهود الحاليين ومن خلال قراءاتي التاريخية وبغالبيتهم الساحقة هم خزريين
وليسوا من بني اسرائيل والوعد هو لبني اسرائيل
وهناك سؤال يخطر ببالي
هل وجود الخزر يتعلق بقوله تعالى أمددناكم ب....وبنين؟
سؤالٌ يحتاج لبحث