موجة شاردة في بحر شاسع لا نهاية له.....هكذا رأيت قلبي يتخبط في بركة" من هذياني ........ما هذا الدهليز الذي صنعته بنفسي وتاهت خطواتي في قنواته وشعابه المظلمة , لم أعد ذلك العاشق الذي عاش أجمل أيامه في بحور الحب ....
أين اختفت تلك الايام الجميلة...هل سرقتها لحظات الشك أم غادرت كما الفرح يتلاشى أمام زحمة الاحزان.......... لا افهم سر هذا الندم الفاجع...الذي تسلل كما السكاكين الى لحمي ؟....أنا الذي كنت اريد أن افارقها....فماذا دهاني وقد فارقتني....
قنديل يضيء بقايا دموع ترفض أن تنزل أمام أنيني......لا ملاذ لي بعد (حبيبتي) .....اشعر بالحمى ولا عقاقير معي سوى الامنيات...
مبحوحا كان صوتي ...لم أكن على حق حين أخبرتها أني لن اتركها ابدا".........
بعد أيام قليلة -سوف-
سوف ماذا...سكت اللسان وابتلت عروقي...
لماذا تسكت؟ أخبرني بما تريد
ثم قالت بهدوء أخافني
أطمئن أنا أقوى مما تظن
وهنا جمعت أهرامات أحزاني في جملة واحدة...وأنا أنظر الى فراغ بعيد عن عينيها....
من الخير لنا أن نفترق.....
عادلا كان قلبي....وأكثر عدلا احساسي وهواجسي....لكنها ذهبت وأضنها لن تعود... تركت ذاكرتي على ضفة من حاضري واسرعت ابحث عنها......حيث رأيتها اول مرة...أربعة أيام ولم أراها.....قادني الحنين الى مقهى منزوي كنت اجلس فيه وأراها تمر من هناك..... ...ساعات مضت وأنا اغوص في متاهات تفكيري ولم يوقظني سوى صوت عراف غجري نحيف جلس قبالتي....يبيع الكلمات ..ويتمتم كمن أصابه صرع كاذب...
وراح يضحك مني ثم قال.....أنت لا تنتظرها...هي التي تنتظر ...كن بشوشا ستكون لك ...أيها الضائع .....الحماقة لاتنفع مع حب كهذا....فقد تركت الدنيا من أجل عينيك ...الصواب أن تكون بلسمها كما كانت هي ذات يوم..... أنصحك مادمت هنا أو مضيت الى مكان أخر... لا تبحث عنها ...هي التي ستأتي اليك.....ولم أفهم شيئأ وتركني وذهب.....
يالتلك القشعريرة التي مرت على جسدي ...أي نور ساطع خطف أمامي ...
الحزن يطاردني وأنا مازلت أجلس في المقهى...... رأيت نفسي مثل اسفنج مبلل بالدموع ....... أبكي تلك المرأة التي نستني.....قلبي والله ملطخ...بل مثقوب بالتراب والحنين والازقة المعمرة بصباي وطفولتي...
ماذال حل بك اليوم ايتها العاشقة...ماذا تفعلين هذه الساعة بدوني؟ هل أصدق قول العراف وأقول كما قال....أية علة أحسها في ضربات قلبي... وكيف أصدق نفسي أنني ساعود وحبيبتي غائبة....لاتعرف ما جرى ولا اعرف عنها أي شيء ؟
ياسعف حنيني ونخيلي....ياسيدتي يا طعم صباي وسحر الليل....
أنا خيوط الصباح ...فليستيقظ العالم حتى يشهد نوع بكائي....كيف تصبح امرأة واحدة ..في لحظة من العمر- خرافة تمشي على قدمين ؟
يرتعش جلدي ومساماتي وأنا أتذكر قول العراف وكيف أرى حبيبتي وأنا الذي مشيت عنها وتركت المدينة التي تعيش فيها ؟لماذا لم أبحث عنها في كل زقاق؟ لماذا تخليت عنها في أجمل ساعات العمر ؟
نهضت من مقعدي أبحث عن العراف ...أريد أن استحلفه أن كان خدعني مقابل المال.... أم نبوئته
تتحقق...لم أجده وأختفى مثل ذكريات حبيبتي.....وفي طريق العودة يطول بي الطريق وتطول به الذكريات المعجونة بالدموع...أبتسم وحدي ، أعاند هذا الدمع الطالع من غصون الروح....أخاف أن يراني أحد الركاب ...لهذا أغلقت فمي وأسدلت الستار على ملامحي...لا ادري كم مضى من الزمن ...نزلت بعض دموعي المؤجلة...نزلت من أجل روحي التي طمست في الحنين....مددت يدي الى جهاز النقال أبحث عن رسالة لم
تأتي ...نظرت اليه بلوعة غامضة...أكثر مما نظرت الى أمطار وغيوم ونخيل طوال حياتي..... أضنني بقيت
هكذا زمنا".......
تحرك يارجل....تحرك الله يخليك.....
أجل نزلت وافسحت المجال للركاب..... أنا وأحزاني وكلمات العراف في وقت واحد....................
بقلم رعد الحلمي