الا يا ايها السلمان شكرا ****ووجهك لي هنا الينبوع لاحا
تمر بكل شعر اريحي**** فلست ارى هنا الا السماحا
فدم شهما ولا تهجر حروفي**** وكن لي في مدى ظمئي قراحا
الشاعر الراقي جميل داري تحية صباحية وتقبل الله صيامك وقيامك
( قصيدة جميلة ) عنوان مشرق له انعكاس في النفس ويفتح عند المتلقي الفضول لمعرفة مضمون الأبيات .. فهو صفة واضحة وصريحة عن القصيدة ..وانطلاق موفق للعبور للقصيدة
فالإبهار الذي خلقه العنوان لدى القارئ يجعل من الحكم على القصيدة متفاوت او فيه اختلاف كبير بين قارئ وآخر .. وهذا يحسب للشاعر الذي استطاع أن يختصر القصيدة في عنوان جذاب
رغم أن الأبيات أوضحت المعنى وتوسعت في انعكاس المعنى الذاتي و جاءت لتقرر هذا الجمال وتخوض في مكامنه ومصدره .. و كان الربط بين الحبيبة والقصيدة الركيزة الأساسية التي انبثق منه الجمال .. و ترافق هذا [ مع إظهار الحالات الشعورية المتدفقة ] من خلال الكلمات التالية ( نبض - شوق -حب- حلم ) كما استخدم الشاعر كلمات تنقل لنا مشاعرالعذاب والحزن ( ما استراحا - الجراحا - تكبلنا - تعتقل - المسجى - معاقر الموت - ) من خلالها اثبت الشاعر أن القصيدة والحبيبة متلازمان عنده فالحبيبة هي إلهامه والشعر هو الطريقة التي تشعره بالراحة عندما يتحول الإلهام لحروف وابيات .. وهذا بالنسبة له التوازن .. فلا حياة .. ولا سعادة من دونهما ..
نستطيع أن نقول أن رغم عدد الأبيات محددا إلا أن الشاعر إختصر من خلالها مسيرة حياة او فالنقل علاقة الشاعر بالشعر .. هي علاقته بالحياة ذاتها .. وقد وفت هذه الأبيات بإيضاح وإيصال الفكرة التي تغاياها الشاعر ..
شاعرنا الراقي جميل داري راق لي أن أتنقل بين هذه الأبيات البديعة وأن أتوقف عند كل فكرة ثم أترك هذه الكلمات لعلها تكون قد وفت في إبراز بعض من الجمال المعتق فيها ولأثبتها.. مع تقديري واحترامي ومشاتل من الياسمين الدمشقي