امرأة من أقصى الشرق
أنا
رمت حجولها وعباءتها في أول بئرٍ لصحراء مدينتها
امرأة أنا
تخطت عشرين تجربةٍ
عشرين فشـــلاً
وخديعـــــة
وأخاطت عشرين جرحاً
في ثنايا الروح القرمزيـه
ولمَّا يزل جرحك الأول
نازفــــــــاً
امرأةٌ يممت الجهات ولم تحظى بأثر لك
وكلما نسيتك أعادتها ذاكرة الرجـال
ومهمتهم نبش القبور الغريبــــة
امرأة من أقصى الشرق
تخطت عثرات القلب وأتتك تقول :
هل تحتمل صقيع القلب ؟
وطعم الملوحة في العين ؟
هل تستطيع أن تجاري أنثى لم تزل
نزقة وحادة كرمح صدئ
يحز في البال كبرد الشمال
فلم إذاً تنثر حبات العشق
كطعم يوشي إلى أذنيها
بعبارات مواربة
وتتغلغل سراديب الروح
تستنطق القلب بعد أن سكنته
رُقم لغتك
وأنت أنت
تنظر إلى الغرف البعيدة النائية وتصرخ بها :
(( يا ريت أنت وأنا بشي بيت أبعد بيت ))
وتنثر ألق ياسمين ورسائل
ثم بملامة تنظر إليها
إن أنفاسها تخترقك
إفتح أبواب اللغة وضع الفواصل ما بين
اللهفة والمفردة
شرع فواصلك عالياً
كي لا نضيع في اللغة
تصطفق في الصدر أجنحة نوارس توشك أن تطير
ولا أحب أن يعبث بأجنحة الطيور
أهرب من حضورك
فيرغمني غياب حضورك وقد كلني البحث عنك
أهرب منك فتقودك أحرفي وعطر الأعشاب
وأنت الواقف على حافة اللغة
ترقب الإنقضاض على مفردة تائهه
وأنا المرأة المحاصرة بحضورك
رغم طول الغياب
ما زلت تطوقني وتتلاعب بأجنحة النوارس
و بتسلسل المفردات
ودائماً في نهاية كل لقاء
تترك الشوق موارباً
قل : ولا تنسى أن تغلق الباب
لأنني سأردد دائماً :
ليتك لم تأت ذاك المساء
انها رحلة البحث عن الذات .. فذات منكسرة وتاريخ من الغياب يوصدان بالحديد والنار الزنازين الفارهة على الجمال والحرية والأرواح المنعتقة بل وحتى الدين كما أراده الله .. صورة واقعية وتحشيد بليغ ينم عن ثروة طائلة من الأدب .. أسعدني أن أدخلها أولا لأتضوع بها
امرأة من أقصى الشرق
تخطت عثرات القلب وأتتك تقول :
هل تحتمل صقيع القلب ؟
وطعم الملوحة في العين ؟
هل تستطيع أن تجاري أنثى لم تزل
نزقة وحادة كرمح صدئ
يحز في البال كبرد الشمال
رحلة بحث
بين ثنايا الروح
لجرح لا زال ينزف رغم البعد ومضي الأيام وبعد المكان
إذن هي امرأة ملّت من مضيه جيئةً وذهابا
تارة يبتعد وتارة يقترب حتى أصبح حضوره يشبه الغياب
وكأنه في الحضور في أقصى البلاد ولا روابط حتى تلك التي كانت تظنها تتحدى المسافة
وحين أدركت كل ذلك عرفت الطريق نحو النهاية وأوصدت الباب بمزلاج كاد يصدأ من قلة الاستعمال .
ما أجملها قصيدة !
و ما أرقها امرأة من أقصى الشرق رسمت ملامح طريقها بأحلى الكلمات أستاذتي
و كم وددت لو خلت من بعض الأخطاء لنثبتها عاليا ؛ تمتع من يمر بامرأة من أقصى الشرق
تحياتي أستاذتي و احترامي لقلمك الجميل و